أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب، اليوم الأحد، عن القوائم الطويلة لفرعى "التنمية وبناء الدولة" و"الفنون والدراسات النقدية"، ضمن دورتها الخامسة عشرة لعام 2020-2021 واللتان استقبلتا معًا 461 ترشيحًا من مختلف الدول العربية.
وجاء 3 مصريين فى القائمة الطويلة، بواقع مصريين فى فرع التنمية وبناء الدولة هم الدكتور على الدين هلال، والروائية ميرال الطحاوى، ومصرى وحيد هو الدكتور سعيد المصرى فى فرع الفنون والدراسات النقدية، وذلك عن كتابهم التالية:
الانتقال إلى الديمقراطية
تكمن أهمية كتاب: "الانتقال إلى الديمقراطية: ماذا يستفيد العرب من تجارب الاَخرين؟" الصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة الصادر عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاَداب فى الكويت، فى أن مؤلفه الدكتور على الدين هلال، أضاف إضافات جوهرية فى البحث العلمى والسياسة المصرية.
ويجيب الكتاب عن عدة أسئلة: أولاً: إن كتاب "الإنتقال إلى الديمقراطية" موضوعه الخبرات الدولية للإنتقال الديمقراطي، ولكن هدفه فهم العوامل التى أدت إلى تعثر الإنتقال إلى الديمقراطية فى العالم العربي.
ولا يمكن إدراك ذلك إلا بالمقارنة وتحليل تجارب التطور الديمقراطى فى دول ومجتعات مختلفة، ويشدد هلال على ذلك بقوله: ما أشد احتياجنا إلى هذه النظرة بدلاً من الإستمرار فى إنهاك عقولنا وتفكيرنا فى البحث عن "خصوصيات عربية" لا سند لها فى الحقيقة إذا ما عرفنا ما حدث فى الدول الأخرى.
ثانياً: أن الجديد فى الكتاب أنه يتساءل عن ماهية تلك "الديمقراطية" التى ننتقل إليها، وهل هى كما يُهلل الباحثون الغربيون لها مجموعة من المؤسسات والإجراءات المتعلقة بطريقة الوصول إلى الحكم وتداول السلطة من يد إلى أخرى، وهو ما يسمى بالديمقراطية الإجرائية؟ أو أنها هى النظام الذى يؤدى إلى تبنى الحكومات مجموعة من السياسات العامة التى توفر فرص حياة متساوية لأكبر عدد من المواطنين، وتحقق العدالة الإجتماعية بين الأفراد والجماعات والطبقات والمناطق، وهو ما يُسمى مضمون الديمقراطية أو الديمقراطية الغائية؟
بنت شيخ العربان
صدر عن دار "العين" للروائية المصرية ميرال الطحاوي، الحائزة على جائزة الأديب العالمى نجيب محفوظ للرواية العربية من الجامعة الأمريكية عام 2010، عن روايتها " بروكلين هايتس".
جاء فى مقدمته: "لا أحاول التأريخ لمسيرة عربان مصر أو دورهم الثقافى والاجتماعى والأدبى فى المجتمع المصري، ولا أحاول الدفاع عنهم أو إدانتهم، لكننى أحاول فقط أن أفهم علاقتهم الشائكة بتلك الحاضنة أو الوطن الذى سكنوا فيه، بينما ظل حنينهم الجارف إلى نقيضه".
وأشارت إلى أن الدراسة التى يضمها الكتاب تحاول الوقوف على الأبعاد الاجتماعية لهذا الصراع الثقافي، وكيف حافظت تلك القبائل على نقائها العرقى وخصوصيتها الثقافية، وكيف تشكلت علاقتها بأصحاب الأرض أو فلاحى مصر، وأيضا مدى علاقتها بغيرها من الجماعات التى شاركتها هذا التاريخ، كالترك والشركس والمماليك، وكيف تضاءل فى النهاية دورها السياسي.
تراث الاستعلاء بين الفولكلور والمجال الديني
صدر، للدكتور سعيد المصرى، عام 2019، عن دار مؤسسة بتانة للنشر، ويوضح الكاتب أن هناك تراثا يدعم كثرة الإنجاب وهدر الموارد، وثقافة الفقر وثقافة التحايل، مقابل تراث آخر يعزز السعادة الإنسانية والحفاظ على البيئة، والطموح والتطلعات، والمسؤولية الاجتماعية. وعلى نفس المنوال ثمة تراث يعزز العدل والتسامح، وقبول الاختلاف، مقابل تراث آخر يعمق عدم المساواة، وروح التعصب والتطرف ونار الكراهية.
ويتطرق الكاتب إلى تلك الثنائيات باعتبارها مبحثا مختلفا عن المألوف، مشيرا إلى وجود العديد من الموروثات التى تنبنى على أساس التعصب والتمييز والكراهية والاختلافات الإثنية والنوعية والاجتماعية التى تعزز الصراعات الطائفية والعرقية.
ويبدأ الكتاب بالبحث فى ملامح الاستعلاء المرتبطة بالخصائص الاجتماعية، التى تنتشر بقدر كبير فى التراث الشعبى الشفهى، وهو نوع من التمييز يطلق عليه «الاستعلاء البدائى»، حيث ينمو هذا التراث بصورة تلقائية فى ظل أنماط من القيم البسيطة التى تحتل فيها قيم الذكورة والفحولة والعشائرية والإثنية أهمية كبيرة فى حياة البشر. وتطور الأمر لظهور نوع من الاستعلاء الطبقى الذى يميز بين الناس وفقا لمكانتهم الاقتصادية.