الحياة مليئة بالمواقف والتجارب الإنسانية، والتى دائمًا ما تثمر العديد القصص والحكايات، كثير منها انتقل من مسرح الحياة إلى عالم الكتب، وتمر اليوم الذكرى الـ446 على اكتشاف جزر خوان فرنانديث أو أرخبيل خوان فرنانديث، هى مجموعة جزر تقع فى جنوب المحيط الهادئ قبالة سواحل تشيلى (على بُعد 670 كيلومترًا منها). يتكون الأرخبيل من ثلاث جزر بركانية رئيسية هى جزيرة روبنسون كروزو، وجزيرة أليخاندرو سلكيرك وجزيرة سانتا كلارا.
تشتهر جزر خوان فرنانديث تاريخيًا بأن البحار الأسكتلندى ألكسندر سيلكيرك عاش عليها وحيدًا لأكثر من أربع سنوات (بدءًا من سنة 1704) بعد أن تركه رفاقه إثر خلاف مع ربان السفينة، وهى القصة التى ألهمت الكاتب الإنجليزى دانييل ديفو روايته الشهيرة روبنسون كروزو.
ويبدو أن قصة اكتشاف الجزيرة ألهمت الأديب دانييل ديفو، فاستلهم من أحداثها الحقيقية دراما روايته سالفة الذكر، ونسج من خياله أحداثا أخرى تزيد من قوة الواقع الذى حدث، لكن غير قصة "ديفو" هناك العديد من القصص والروايات التى استلهمت أحداثها من أحداث حقيقية حدثت بالفعل، من بينها:
المسيرة الطويلة
رواية مستوحاة من قصة حقيقية، وقعت أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، فى معسكر سوفييتى للعمل القسرى فى (سيبيريا)، وتحكى الرواية عن قصة حقيقية، لشاب من مجموعة الشباب الذين فروا من المعسكر، ليخوض مغامرة رحلة طويلة لا نهاية لها؛ ليصل إلى بلدته، فمشى لمسافة 6000 كيلومتر إلى الهند، وقد نُشرت الرواية عام 1955م، وهى من تأليف سجين حرب بولندى سابق يُدعى (سلافومير زوبريتشكي)، ذكر أنه كان من بين مجموعة الشباب الفارين.
إرادة ماوسون
رواية مغامرات مثيرة، من تأليف لينارد بيكل، نشرت لأول مرة عام 1999م، لتوثق الرحلة المنفردة الأكثر تميزاً فى تاريخ القارة القطبية الجنوبية على الإطلاق، لتُعد بذلك من أهم الروايات عن رحلة فردية.
فأحداث الرواية مستوحاة من قصة حقيقية لا تُنسى، حدثت لشخص يُدعى (دوغلاس ماوسون – Douglas Mawson) ظل وحيداً فى قارة (أنتاركتيكا) لمدة 6 أسابيع، حيث الثلج والبرد والرياح، وحيث يفقد كل أصدقائه والكلب المرافق له منذ البداية، ويفقد إمدادات الغذاء؛ ليواجه العطش والجوع والمرض والثلج، ويصرّ على أن ينجو بنفسه، متمسكاً بروح غير قابله للكسر، ما يجعل منه واحداً من كبار المستكشفين فى العالم، حث أضاف المزيد من الأراضى لخريطة القطب الجنوبى أكثر من أى مستكشف آخر فى وقته.
فى قلب بورنيو
الرواية عن قصة حقيقية وقعت أحداثها خلال رحلة عام 1981م، أثناء استكشافية فى غابات (بورينو)، والتى لم تحظَ بأى رحلات استكشافية منذ عام 1926م، وقد شارك المؤلف فى الرحلة بنفسه، حيث الملاريا والثعابين والرعب الكامن، والرواية من تأليف ريدموند أوهانلون، ونشرت لأول مرة عام 1987م.
وأخيراً نجد أن هذه النوعية من الروايات المستوحاة من قصص حقيقية، تلاقى نجاحاً هائلاً، وذلك بسبب حب فئة من القراء، خاصة الشباب، لتلك الروايات.
فى قلب البحر
تحكى الرواية قصة حقيقية، وقعت أحداثها فى الماضى عام 1820م، على قارب لصيد الحيتان Essex، ينجو طاقم عملها، بعد تعرّضهم للهجوم والترصد بواسطة أحد حيتان العنبر، وكيف أمضوا شهوراً فى الماء ضائعين فى وسط البحر، يتحدون العواصف والجوع والذعر واليأس، لمدة تزيد على ثلاثة أشهر على بُعْد آلاف الأميال من البر، قبل الوصول لهم، والرواية من تأليف (ناثانيال فيلبريك)، ونُشرت لأول مرة عام 2001م، ليقوم المخرج الأمريكى (رون هاورد) بتحويله مؤخراً إلى فيلم سنيمائي.
أسوأ رحلة فى العالم
رواية مغامرات حقيقية، فهى مستوحاه من أحداث بعثة (تيرانوفا)، التى لُقبت بـ أسوء رحلة فى العالم، من تأليف أبسلى شيرى جيرارد المستكشف الإنجليزى للقارة القطبية الجنوبية، وكان أحد الناجين من بعثة (تيرانوفا) ومن الشهود عليها، وقد وثق ما شاهده فى صفحات هذه الرواية، والتى تم نشرها أول مرة فى عام 1922م.
والتى تحكى عن قصة حقيقية، حدثت بالفعل لثلاثة شبان خلال رحلة برية فى الثلوج، عبر بعثة استكشاف حقيقية، حيث قابلوا الموت فى كل خطوة، فالرواية مستوحاة من أحداث إحدى الرحلات الإستكشافية الكبيرة فى القطب الجنوبي، والتى قامت بها المملكة البريطانية خلال الفترة من 1910م إلى 1912م تحت اسم بعثة (تيرانوفا).
حفر شجرة
رواية مستوحاه عن قصة حقيقية مروعة، من تأليف سارة مورجاترويد، ونشرت لأول مرة عام 2002م، وقد وقعت أحداث الرواية خلال الرحلة الخطيرة (حملة بورك وويلز) المأسوية عام 1860م، والتى تكمن مأساتها فى الإدارة غير الكفؤ وسوء التخطيط والتخبط، فقد كانت الرحلة تهدف إلى عبور الصحراء الاسترالية، واكتشاف المناطق النائية باستراليا، وقطع البر الأسترالى من الجنوب إلى الشمال، والتى عاد منها رجل واحد فقط على قيد الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة