شاعرٌ عربى لبنانى من شعراء المهجر ومؤسسى الرابطة القلمية التى ضمت جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ونسيب عريضة، اشتُهر بفلسفته التى تطغى عليها نزعة التفاؤل وحب الحياة والحنين إلى الوطن، أنه الشاعر الكبير إيليا أبو ماضى.
وتمر اليوم الذكرى 63 على رحيل إيليا بن ضاهر أبى ماضي.(1889م-1957م) من كبار شعراء المهجر، ومن أعضاء (الرابطة القلمية) فيه. ولد فى قرية (المحيدثة) بلبنان، وسكن الإسكندرية (سنة 1900م)، وعمل بائعا للسجائر، وأثناء تلك الفترة أولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعةً ونظماً، قبل هجرته إلى أميركا (1911) فاستقر فى (سنسناتي) خمسة أعوام.
انتقل بعدها إلى نيويورك (1916) فعمل فى جريدة (مرآة الغرب) ثم أصدر جريدة (السمير) أسبوعية (سنة 1929) فيومية فى بروكلن إلى أن توفى بها، نضج شعره فى كبره، وغُنّى ببعضه، وزار وطنه قبيل وفاته، له (تذكار الماضى - ط) و(ديوان أبى ماضى - ط) و(الجداول - ط) و(الخمائل - ط) دواوين من شعره، ولجعفر الطيار الكتانى المغربى (دراسة تحليلية - ط) ولعبد العليم القبانى (إيليا أبو ماضي، حياته وشعره بالإسكندرية - ط).
اعتمد فلسفةً نقية عكست صدق حبه للحياة وإقباله عليها، بل وحاول إيصال ذلك بكل طاقته، لتحى لنا كل قصيدة من قصائده قصةً سامية تزهو بألوان الطبيعة الخلابة، فترقى إلى منازل لم تطأها قدمُ شاعرٍ، وتحملنا معه إلى ذلك العالم الحانى الملون.
بدأ مسيرته الشعرية بمجموعةٍ من القصائد المتفرقة، أما أول ديوانٍ شعرى له فكان ديوان "تذكار الماضي" فى عام 1911.
اعتاد نشر قصائده فى بعض المجلات اللبنانية التى كانت تصدر فى مصر، وهناك التقى أنطوان الجميل الذى كان قد أنشأ برفقة أمين تقى الدين مجلة "الزهور"، فأعجبا به وقررا دعمه وبخاصة تقى الدين؛ فقد أصرّ على أن ينشر بعض قصائده فى المجلة.
نتيجة كتاباته السياسية اضطر إلى الهجرة إلى أمريكا بعد ملاحقته من قبل السلطات التى لم تكن راضيةً عن كتاباته، فهاجر برفقة مجموعة من الأدباء الآخرين من أبناء جيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتمت تسميتهم بأدباء المهجر.
فى بداياته اعتمد أسلوب القصيدة العامودية والموضوعات التى شملتها أغلب قصائد سابقيه، إلّا أنه غير من نمطه بشكلٍ كبير بعد هجرته، أما قصائده فقد تميز العديد منها ولاقت نجاحًا مبهرًا نذكر منها: "فلسفة الحياة" التى يقول فيها "أيهذا الشاكى وما بك داء...كن جميلًا ترى الوجود جميلًا"، و قصيدة الطلاسم التى يقول فيها: " جئت، لا أعلم من أين، ولكنّى أتيت ولقد أبصرت قدّامى طريقا فمشيت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة