حملاته وصلت الحجاز والشام واليونان.. هل سعى محمد على لبناء إمبراطورية مصرية؟

الإثنين، 23 نوفمبر 2020 01:06 م
حملاته وصلت الحجاز والشام واليونان.. هل سعى محمد على لبناء إمبراطورية مصرية؟ محمد على باشا والى مصر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل نحو 196 عاما، وبالتحديد فى 23 نوفمبر عام 1824م، انتصر الأسطول المصرى على الأسطول اليونانى فى "موقعة ستمبالا"، والتى حارب فيها جيش الوالى محمد على باشا بناء على طلب السلطان العثمانى، بعد قيام أهالى اليونان بثوره ضده.
 
ولم تكن الحرب فى اليونان فقط التى قام بها محمد على باشا، فقد تدخل لإنهاء الثورة الوهابية فى الحجاز، كذلك حارب ضد العثمانيين من أجل السيطرة على الشام، بل إن حملات "الباشا" وصلت إلى حدود الجزائر من أجل السيطرة عليها.
 
يذكر القومندان جورج داون فى كتابه "مشروع حملة محمد على باشا على الجزائر" تفاصيل المشروع، فيقول إنّه فى الوقت الذى كان محمد على عازمًا على غزو بلاد الشام، خرج القنصل دورفيتى صاحب الثقة العمياء لدى محمد على ليثنيه عن هذه الخطة ويصرف أنظاره إلى غزو بلاد البربر، مقترحًا عليه المشروع الذى كان قد اتفق من خلاله مع الحكومة الفرنسية، على أساس أنّه يوطد علاقة محمد على مع أوروبا مع تحاشى إثارة حفيظة الباب العالى فى الوقت نفسه، على أن تحتفظ فرنسا بامتيازاتها الاقتصادية والعسكرية بالجزائر.
 
تردّد محمد على باشا فى البداية خشية فقدان ثقة العالم الإسلامي، وقال للقنصل الفرنسي: «أنتم مسيحيون أما نحن والجزائريون فمسلمون، وسماع أقوال كتلك ونحن ذوو دين، وأمة وشريعة ودولة واحدة، لا يتلائم مع ديننا ودولتنا».
 
تردد محمد على باشا لم يدم طويلًا؛ فيذكر الدكتور مفيد الزيدى فى كتابه «موسوعة التاريخ الإسلامي: العصر العثماني» أنّه سرعان ما عدل محمد على باشا عن فكرة رفضه غزو الجزائر بسبب طموحاته الخاصة فى حكم منطقة المغرب العربي؛ ليعلن للقنصل دورفيتى موافقته على الفكرة بشرط أن تدفع له فرنسا مبلغًا ماليًّا، ودعمًا بحريًّا يمكنه من إعادة بناء أسطوله الذى تحطم فى نافارين البحرية الشهيرة عام 1827.
 
ويوضح كتاب "الأمن القومى العربى وقواعد القانون الدولى" للدكتور خالد عياد، أن أهداف محمد باشا والى مصر، كانت إنشاء إمبراطور خاصة به انطلاقا من مصر، وذلك بعد أن تأكد له وجود أساسيات بناء إمبراطورية فى مصر، فبدأ بالتوسع على حساب الإمبراطورية العثمانية أحيانا، ولصالحها أحيانا أخرى، وفى كلتا الحالتين شعرت الدول الأوروبية الكبرى بالقلق جراء تحركات محمد على باشا، وقد توجه إلى الحجاز من أجل القضاء على الوهابيين، ووصلت قواته إلى اليمن واستطاع الاستيلاء على ميناء المخا، حيث كان البريطانيين يمارسون فيه التجارة مما أشعرهم بالقلق، وقد امتد النفوذ المصرى إلى أفريقيا، حيث نجح حفيده إسماعيل فى الاستيلاء على مينائى سواكن، ومصوع، بعد كانا تابعين لوالى جدة.
 
ووفقا لكتاب "محمد على باشا بدايات قاسية ومجد عظيم" تأليف الإعلامى نشأت الديهى، فإن طموحات محمد على باشا كانت تهدف إلى بناء إمبراطورية مصرية وهى البوصلة التى كان يهتدى بها الرجل فى جميع توجهاته ومساراته، وأيقن حينها أن البداية لابد أن تكون من التعليم والبحث العلمى، فالطموحات العملاقة لا يقوى على حملها إلا العملاقة المتعلمون، ولقد كان الجهل والتخلف والمرض ثالوثا خطيرا يقبض على روح الأمة ويحطم آمالها وأحلامها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة