قالت صحيفة نيويورك تايمز إن أنتونى بلينكين، المدافع عن التحالفات العالمية، وأقرب مستشارى السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن، من المتوقع أن يتم ترشيحه وزيرا للخارجية، وهو المنصب الذى سيحاول من خلاله دمج شركاء دوليين متشككين فى منافسة جديدة مع الصين، وفقا لأشخاص مطلعين، و بدأ بلينكين البالغ من العمر 58 عاما، والذى شغل منصب نائب وزير الخارجية فى عهد الرئيس باراك أوباما، حياته المهنية فى وزارة الخارجية فى إدارة بيل كلينتون.
ومن المتوقع أن تساعده خبرته الواسعة فى السياسة الخارجية على تهدئة الدبلوماسيين الأمريكيين والقادة العالميين على حد سواء بعد أربع سنوات من استراتيجيات إدارة ترامب المتراجعة والتى اعتمدت على المبالغة القومية.
بلينكين وبايدن
ومن المتوقع أيضا أن يعين بايدن مساعد آخر قريب وهو جاك سوليفان، مستشارا للأمن القومى، وفقا لمصادر الصحيفة، وسوليفان، البالغ من العمر 43 عاما، خلف بلينكين كمستشار للأمن القومى لبايدن عندما كان يشغل منصب ناءب الرئيس، وشعل منصب رئيس تخطيط السياسات فى وزارة الخارجية فى عهد هيلارى كلينتون، ليصبح أقرب مستشار استراتيجى لها.
ويعد بلينكين وسوليفان أصدقاء لديهما رؤية مشتركة، وقد أصبحا محل ثقة كبيرة من بايدن، وعادة ما يعبران عن صوته فى أمور السياسة الخارجية، وقد قاد كلاهما هجوما على استخدام الرئيس ترامب لمبدأ أمريكا أولا، وقالا إنه عزل الولايات المتحدة وخلق فرصا وفراغا استغلهما خصومها.
وأكدت نيويورك تايمز إن بلينكين كان بجوار بايدن على مدار 20 عاما تقريبا وكان أبرز مساعديه عندما كان فى لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، وكان مستشاره للأمن القومى عندما شغل منصب نائب الرئيس، وساعد بلينكين على تطوير استجابة أمريكا للاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار فى الشرق الأوسط.
وسيكون فى مقدمة أولوياته الجديدة، بحسب ما تقول الصحيفة إعادة تأسيس الولايات المتحدة كحليف موثوق به مستعد للعودة إلى الاتفاقيات والمؤسسات العالمية بما فيها اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووى الإيرانى ومنظمة الصحة العالمية.
بلينكين مع اوباما
وكان بلينكين قد قال فى منتدى بمعهد هدسون فى يوليو الماضى إن المشكلات الكبرى التى تواجهها أمريكا كدولة وأيضا يواجها الكوكب، سواء التغير المناخى أو وباء كورونا أو انتشار الأسلحة السيئة، أيا منها لا يمكن حله بشكل منفرد.
وأضاف بلينكين أن العمل مع الدول الأخرى كان ليضيف ميزة مواجهة تحدى دبلوماسى رئيسى وهو المنافسة مع الصين من خلال اختيار جهود متعددة لتعزيز التجارة والاستثمارات التكنولوجية وحقوق الإنسان بدلا من إجبار دول على الاختيار بين اقتصادى القوتين العظمتين.
وترجح الصحيفة أن يعنى هذا الوقت الدبلوماسى الذى تم قضائه فى تشكيل علاقات أقوى مع الهند ومنطقة الهند باسفيك، حيث وقعت 14 دولة مؤخرا واحدة من أقوى اتفاقيات التجارة الحرة فى العالم مع الصين. كما يمكن أن يعنى تعميق التواصل عبر أفريقيا التى تملك الصين فيها استثمارات فى مجال التكنولوجيا والبنية التحتية، والاعتراف بأوروبا كشريك من الدرجة الأولى فيما يتعلق بالتحديات التى تواجهها أمريكا.
وفى تصريحات عامة ومقابلات خلال الأسابيع الأخيرة، لم يخفى بلينكين جوانب أخرى من أجندة بايدن وأجندته خلال الأسابيع الأولى له فى الرئاسة. حيق قال إنه سيكون هناك 15 يوما فقط بعد التنصيب لمدج اتفاق حظر الأسلحة الكبرى مع الصين لخمس سنوات أخرى، وهى الخطوة التى رفض ترامب القيام بها لأنها أصر على جلب الصين للاتفاقية أيضا.
انتونى بلينكين
وقال بلينكين: بالتأكيد نرغب فى التواصل مع الصين بشأن قضايا الحد المن التسلح، لكن يمكننا استئناف الاستقرار الإستراتيجى بمد اتفاقية نيو ستارت الجديدة والسعى للبناء عليها لاحقا.
وفيما يتعلق بروسيا، أصبح بلينكين أكثر تشددا بعدما اتضح بشكل أكبر تدخلها فى الانتخابات الامريكية عام 2016 وعبر أوروبا.
وتقول نيويورك تايمز إن بلينكن خلال عمله مع بايدن، ساعد على صياغة مقترح الأخير لمجلس الشيوخ بإنشاء ثلاث مناطق للحكم الذاتى فى العراق يتم تقسيمها على أساس عرقى أو طائفى، وهو الذى تم رفضه بشدة من قبل رئيس الوزراء العراقى فى هذا الوقت.
وقبل أن يتولى منصبه فى وزارة الخارجية فى مكتب سياسة أوروبا عام 1993، كان بلينكين الذى درس القانون بجامعة هارفارد، يسعى للعمل كصحفى أو منتج أفلام، واستغل مهاراته الإعلامية فى أن يصبح كاتب خطاب فى السياسة الخارجية للرئيس الأسبق بل كلينتون ولاحقا أشرف على ملف السياسات أوروبا وكندا وفى مجلس الأمن القومى.
وهناك جانب أخف فى حياة بلينكين، حيث أنه يعزف فى فرقة موسيقية، كما أنه أب جديد، فهو زوجته لديته طفلان صغيرا للغاية. وسيكون أول وزير خارجية أمريكى فى العصر الحديث يقوم بتربية أطفال صغار أثناء خدمته فى المنصب.