أكد السفير الدكتور قيس العزاوى، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أن العلاقات العربية الصينية تعد نموذجا لتعاون الحضارات المثمر والتقارب الودي بين الشعوب، كونها تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة،كما أنها مسيرة طويلة من الصداقة والتعاون.
جاء ذلك في كلمة السفير قيس العزاوي، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام، التى نظمتها الإمانة العامة اليوم، الثلاثاء، بالتعاون مكتب الإعلام بمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بمشاركة "زهو لين" رئيس مكتب الإعلام بمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية، وبرئاسة وزير الإعلام السعودي السيد ماجد القصبي رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الإعلام العرب.
وأعرب العزاوي عن أمله أن تساهم الندوة في إرساء أسس التعاون والتنسيق بين وسائل الإعلام في الدول العربية والصين بما يخدم مصالح الشعبين.
وقال، إن منتدى التعاون العربي الصيني الذي أطلق عام 2004 بجهود مشتركة من قبل جمهورية الصين الشعبية وجامعة الدول العربية يشكل فرصة هامة لتقييم تطور العلاقات العربية الصينية على كافة الصعد، لما يمثله العالمين العربي والصيني في الاقتصاد العالمي من وزن هام.
وأوضح العزاوي ، أن الصين شريك تجاري مهم للدول العربية، مشيرا إلى أن التعاون العربي الصيني ساهم خلال العامين الماضيين في زيادة حجم التبادل التجاري بين الطرفين بمعدل 9%، كما ظلت الدول العربية مجتمعة أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين.. فيما حقق التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة منخفضة الكربون خطوات كبيرة.
ونوه العزاوي بأن حجم التبادل التجاري بين الجانبين وصل خلال العام الماضي إلى 266 مليار دولار، وعلى صعيد آخر فإن الصين -كما قال مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ- وقعت وثائق تعاون لمبادرة "الحزام والطريق" مع 17 دولة عربية، وأقامت شراكة استراتيجية شاملة مع 12 دولة عربية، مما عزز التعاون العملي والتبادل الإنساني والثقافي ووفر قوة دافعة لعملية الإصلاح والتنمية.
وأضاف أن عقد هذه الدورة الرابعة جاء تحت عنوان: "مسؤولية الإعلام في تعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة في ظل جائحة كورونا" تماشيا مع الظروف الصعبة التي تعيشها الإنسانية جمعاء في ظل هذا الوباء القاتل، بما يفرض علينا البحث عن آليات حقيقية لتوظيف الإمكانيات في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الجائحة.
وشدد على أن الإعلام بات من أهم أدوات إدارة الأزمات في العالم المعاصر، مشيرا إلى أن مسؤولية الإعلام في مواجهة الأزمات باتت تشكل أولوية كبيرة في دائرة اهتمامات الجهات والمؤسسات المعنية، خاصة في الوقت الراهن الذي لا يقتصر فيه تأثير الأزمات على دولة أو منطقة بعينها، وإنما يشمل العالم أجمع كما هو الحال مع فيروس كورونا المستجد الذي لم تعد دولة في العالم بمأمن منه.
ودعا العزاوي الجانبين العربي والصيني للعمل سويا لإعادة البناء الاقتصادي في مرحلة ما بعد تفشي الجائحة في ظل أهمية الوقاية الفعالة من المرض والسيطرة عليه، وتعزيز التعاون في أمن البيانات وتعزيز البناء المشترك لمشروعات الحزام والطريق الهامة وتكثيف التبادلات التجارية، وتسخير الإعلام بمختلف وسائله وأدواته في دفع الجهود المشتركة نحو تحقيق هذا التعاون المنشود.
وأكد العزاوي حرص الجامعة العربية على تعزيز الصداقة العربية الصينية، وتعميق التعاون والتبادل على كافة المستويات وبكل الأشكال والوسائل المتاحة، داعيا إلى إعداد برامج إعلامية قادرة على إيصال الرسائل التي تخدم الجانبين الصيني والعربي، وتوقيع اتفاقيات التعاون وتبادل البرامج التلفزيونية والإذاعية، وتكثيف الدورات التدريبية المشتركة خدمة للمصالح المشتركة للطرفين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة