100عام مرت علي زيارة الملك فؤاد لذلك المكان التاريخي الذي كان يخدم الآلاف من أبناء محافظة قنا، ويساعدهم علي تقليل نفقاتهم بدلًا من الذهاب إلي العيادات الخاصة الخارجية، مبانٍ رسمت علي معالمها تاريخ نشأ هنا بمدينة قنا حينما أسست أول مستشفي تخدم أمراض الرمد، وكان ذلك في عام 1921، وضمن عدة مشروعات في الصعيد إبان تلك الحقبة.
ولم يكن اختيار موقع المستشفي صدفة للقائمين عليها في ذلك العصر، ولكنه اختير بعناية ليكون قلبا نابض يفسح المجال لأهالي المدن الجنوبية والمحافظات الجنوبية مثل أسوان أن تقطع مسافة ليست بالكبيرة للوصول إلي مستشفي متخصصة للعيون في الصعيد، ولذلك اختير مكانا متوسطًا للمستشفي.
وبنيت المستشفي علي ظراز مباني العشرينيات المكونة من الطوب والأشكال الخشبية المتناسقة، علي مساحة كبيرة تقارب الفدان وتتوسطها حديقة كان ممتلئة بالظهور والأشجار حينها، واعتمدت الدولة حينها علي جمع التبرعات حيث أقيمت المستشفي بالجهود الذاتية وجمع التبرعات من كبار الأعيان والعمد والمشايخ بالقري من أقصي مركز في محافظة قنا إلي أقصي مركز بمحافظة الأقصر التي كانت تتبع محافظة قنا في ذلك الوقت.
وبلغ عدد المتبرعين للمستشفي في عام 1921 لـ 85 متبرعا بحسب ما ذكر في سجلات ومذكرات أحد أعيان قنا، وبدأ التبرع من مركز أبوتشت حتي مركز أسنا، بقمية بلغت أكثر من 7 آلاف جنيه، جمع من هؤلاء الأعيان لبناء أول مستشفي رمد في قنا، وكان التبرع الأكبر للأمير يوسف كمال، والذي تبرع بـ 1000جنيه، وداود تكلا بـ 500 جنيه، وبولس حنا بـ 400 جنيها، و200 جنيه من علي بك، عمدة الضبعية، وكامل بك تكلا من قرية بهجورة، وعبد الكريم بك العماري وشقيقه من قرية بهجورة، و100 جنيه من محمد أفندي صالح قنا، والخواجة بقطر بشارة بقوص، وإسماعيل أفندي محمود، عمدة الوقف، وعمر محمد أفندي عمر، عمدة أبومناع قبلي، ومحمد بك توفيق أبو كلبة بقنا.
وفي بداية عام 2014 أغلقت المستشفي بصفة مؤقته كما أعلنت الصحة وقتها لبدء أعمال التطوير بالمستشفي، ومنذ ذلك التاريخ أغلقت بالسلاسل والمفاتيح وخلفت ورائها تاريخًا سطر حكايات مع المرضي علي مر عشرات السنين بمنطقة شارع مصطفي كامل، وتبدأ رحلة معاناة المرضي مع العيادات الخاصة والخارجية بمستشفيات المحافظة.
قال جلال حمدي، من أبناء قنا، إن مستشفي الرمد مبني تاريخي يجيب الحفاظ عليه بدلًا من تركه أو هدمه فقد أنشأ منذ وقت طويل علي طراز قديم وكان يقدم خدماتها لجميع أبناء محافظة قنا، ولكنها أغلقت منذ سنوات ولا يعلم أحد عدم البدء في أعمال التطوير التي أعلنت الصحة عنها، مقترحًا أن يتم تطويرها علي نفس الطراز الذي بنيت به لأنها معلم من معالم المدينة.
وأوضح حمدي، أن المستشفي مقامة علي مساحة كبيرة تصلح أن يتم أعمال التجديد في أي جزء منها مع الحفاظ علي المباني القديمة المتواجدة بها، وسرعة الانتهاء من انهاء أوراق التطوير التي استمرت لسنوات لرفع المعاناة علي الأهالي ولمكانة قنا الكبيرة التي تحتاج إلي مستشفي متخصص في مجال العيون مثل الرمد.
وتساءل فتحي علي، من الأهالي، إلي متي سيظل المبني التاريخي للمستشفي مغلق دون تحرك من المسئولين، آملا أن يتم الانتهاء من تجهيزاته لتخفيف العبء عن الفقراء الذين يحتاجون إلي وجود مستشفي رمد حكومي توفر لهم الكشف والعلاج بدلا من النفقات الخاصة.
ومن جانبه قال الدكتور راجي تاواضروس، وكيل وزارة الصحة بقنا، إن المستشفي أدرجت ضمن خطة الوزارة للإحلال والتجديد وإدراج مبلغ مالي يقارب 4 مليون جنيه لأعمال الإحلال والتجديد، مؤكدًا أن ترميم المستشفي لن يصلح في الوقت الحالي لدخولها في منظومة التأمين الصحي الذي يحتاج إلي مواصفات معينة للمستشفيات في البناء.
واقترح تاوضروس، أن يتم بيع قطعة أرض المستشفي والاستفادة من مبلغ البيع في بناء مستشفي رمد متكامل في قطعة أرض مخصصة، وسيوفر ذلك نفقات البناء علي الدولة كما سيساهم في إنجاز البناء في وقت سريع لا يتعدي 6 أشهر.
