لن تكون متاحة قبل 20 عاما.. أين ذهبت كتب لويس عوض؟

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020 11:00 م
لن تكون متاحة قبل 20 عاما.. أين ذهبت كتب لويس عوض؟ المفكر الراحل لويس عوض
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لعل المفكر الكبير لويس عوض، أحد هؤلاء الذين ركزوا دورهم النقدى للمثقف، ومحاربة تجميد الفكر وتقديس ماضى الثقافة العربية، وكانت لأفكاره وكتبه  دورا تنويرا رائدا لكن المؤسف أن كتابات هذا المفكر العملاق ليست متاحة للنشر، ولن تكون كذلك قبل 20 عاما من الآن.

ومن أهم أعماله المفكر والأديب الراحل مذكرات فى كتاب "أوراق العمر"، وروايته الشهيرة "العنقاء" ومقدمتها التى سجل فيها ما عاشه فى سنوات شبابه، هذا إلى جانب "ديوان بلوتو لاند وقصائد أخرى"، إضافة إلى "كتاب تاريخ الفكر المصرى الحديث" و"مقدمة فى فكر اللغة العربية" و"المسرح العالمي" و"الاشتراكية والأدب" و"دراسات أوروبية" و"رحلة الشرق والغرب"، و"أقنعة الناصرية السبعة"، و"مصر والحرية"، وقد ناقش محمود محمد شاكر آراء لويس عوض ونقدها فى كتابه "أباطيل وأسمار".

لكن تلك الأسماء سالفة الذكر وغيرها ممن ترك الراحل لويس عوض، ممنوعة من النشر بسبب أن حقوق الملكية الفكرية لدى وريثه وأخيه رمسيس عوض الذى رفض إعادة طباعة هذه الأعمال، ولعل هذه الظاهرة تكون غريبة أن يمنع الورثة نهائيًّا نشر أعمال ذويهم بل كانت القضية الأبرز هى احتيال بعض دُور النشر لتقديم أعمال أدبية دون الحصول على إذن كتابى من الورَثة ومنحهم حقوقهم المادية، لكن كانت ظاهرة المطالبات بمبالغ مالية أكبر هى المسيطرة، إلا أن شقيق لويس عوض حسب أحاديث الوسط الثقافى رفض نشر المذكرات لأنها تحدثت عنه بشكل سيئ.

وينص القانون على أن للورَثة الحق فى أعمال ذويهم، ولهم المقابل المادى لذلك، إلا أن هذا الحق يسقط بعد مرور خمسين عامًا على وفاة المؤلف، وطبقًا للقانون ورفض العائلة نشره فلن يصدر قبل عام 2040 حينما يسقط عن الورثة حقهم فى النشر، إذ أن "عوض" رحل عن عالمنا عام 1990.

وتعود قصة منع نشر أعمال الراحل لويس عوض، بواسطة ورثة لويس عوض بعد وفاة الأول سنة 1990، إذ رفض الدكتور رمسيس عوض، شقيق المؤلف، إعادة نشر الكتاب مرة أخرى لأنه تضمن تعريضا به، إذ كتب عنه أنه "أصاب بعض الشهرة بين المثقفين بوصفه باحثا جادا فى الأدب، وكان ذكاؤه فوق المتوسط، لكن لا حدة فيه ولا إبداع".

وقال عنه بصراحة "لقد كان يغار منى لشعوره بأنه مهما حاول فلن يصيب ربع ما أصبته من تأثير فى المثقفين وفى الرأى العام، سواء بالقبول أو الرفض، ليس فى مصر وحدها ولكن على مستوى العالم العربى".

ولم يقتصر رفض رمسيس عوض، على إعادة نشر سيرة شقيقه فقط، وإنما امتد الأمر إلى باقى أعماله الأدبية والفكرية، ما دفع البعض إلى اعتبار الأمر ينطوى على انتقام شخصى من كاتب لشقيقه الأكبر الذى أساء إليه على الملأ، خاصة أن الكثير من دور النشر المصرية والعربية عرضت مبالغ كبيرة مقابل إعادة النشر، لكنه أصر على الرفض حتى لحق بشقيقه فى نوفمبر 2018.

وبحسب الكاتب الصحفى الراحل صلاح عيسى، فإن رمسيس عوض، تدخل لمنع  الهيئة المصرية العامة للكتاب من نشر كتاب "أوراق العمر" بحجة أنه الوريث الوحيد والشرعى، وهو من يملك حق طباعة الكتب فقط، ورفض كل المحاولات لإقناعه بالعدول عن رائيه، مشيراً إلى أن ما يتعلق بما يسميه تشويه تاريخ أسرته، وبه هو شخصياً منها فقرات محدودة يمكن له أن يرد عليه ويصححه فى مقدمة يكتبها للكتاب، أو أن يتحفظ عليه فى هامش يكتبه للصفحات التى وردت فيها وباستطاعته أن يشترط على الناشر حذف تلك الفقرات عند إعادة الطبع، لتحل محلها سطور بيضاء، مع الإشارة إلى أنه قد تم حذفها، قائلاً إن مصادرة مذكرات لويس عوض بالحيلولة دون إعادة طبعها بسبب هذه الفقرات القليلة ليست استخداماً منصفاً لحقوق الملكية الفكرية والأدبية التى آلت إليه بالميراث.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة