قبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، ذاع صيت عائلة يهودية برومانيا بمجال الترفيه خصوصا أن عدد كبير منهم عانى من التقزم لكن برعوا فى العروض التمثيلة الراقصة.
تلك العائلة حملت لقب "أوفيتز" (Ovitz) وسافر أفرادها نحو مناطق عديدة بكل من المجر وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا محققين شهرة كبيرة بفضل عروضهم الفريدة من نوعها.
وفى وقت كانت عائلة أوفيتز تسعى لنشر المرح، كان النازيون بقيادة أدولف هتلر يعملون على وضع برنامج الإبادة أكشن تى 4 (Aktion T4) الذى استهدف أساسًا الأشخاص الحاملين لإعاقات ذهنية أو تشوهات خلقية وذوى الاحتياجات الخاصة.
ومع إرساء عدد من القوانين المعادية لليهود برومانيا، منعت عائلة أوفيتز من تقديم العروض فاضطر أفرادها للتستر عن أصولهم أملا فى النجاة من هذه القوانين الجديدة لكن هذا لم يفلح كثيرًا
وفى يوم 12 مايو من عام 1944، لقت العائلة المكونة من 12 فردًا مصيرًا مؤلمًا فقد تم نقل 7 منهم ممن عانوا من التقزم إلى معسكر الإبادة بأوشفيتز، بينما تم إعدام بقية الأفراد الذين كان طولهم عاديا رميا بالرصاص.
عاشت عائلة الأقزام أوقات صعبة بمعسكر أوشفيتز وكانوا على وشك الدخول إلى غرف الغاز لإعدامهم لكن تسببت حالتهم الجسدية مرة أخرى فى إنقاذهم!
فقد تدخل الطبيب النازى جوزيف منجليه (Josef Mengele)، المعروف بملاك الموت، لإنقاذهم مطالبا بتسليمهم إياه لإجراء أبحاث طبية حول داء التقزم وطبيعته.
وبمختبراته المرعبة، أولى منجليه اهتماما كبيرا للأشخاص الذين امتلكوا سمات جسدية غريبة وقد جذبت عائلة أوفيتز فضوله حاول فهم الطبيعة الوراثية لمرض التقزم خاصة مع حصوله على معلومات حول وجود أفراد ذوى طول عادى بهذه العائلة.
وطيلة فترة تواجدهم بالمعسكر، حصل أفراد عائلة على طعام وفير مقارنة ببقية المعتقلين كما سمح لهم بالحفاظ على شعر رؤوسهم حيث وفّر منجليه الحماية الكافية للأوفيتز الذين سرعان ما تحوّلوا لفئران تجارب لديه.
وقد منح النازيون ملاك الموت أثناء فترة عمله بأوشفيتز الضوء الأخضر لإجراء جميع التجارب التى رغب بإجرائها فاتجه لإقتلاع عظام وأسنان عدد من المصابين بالتقزم للتأكد من الطابع الوراثى للمرض، كما لجأ عدد من المختصين فى طب النساء لفحص الإناث المصابات بالتقزم.
المثير للدهشة أنه بطريقة غريبة نجا جميع أفراد عائلة أوفيتز فمع إخلاء معسكر أوشفيتز الذى شهد موت أكثر من مليون شخص ما بين عامى 1940 و1945، عثر الجنود السوفييت يوم 27 يناير 1945 على أفراد هذه العائلة رفقة نحو 7 آلاف من المعتقلين الآخرين.