يكشف اليوم السابع تفاصيل جديدة، حول القضية التى أثارت الرأى العام خلال الآونة الأخيرة، وبطلها المتهم قذافى فراج، الشهير بـ"سفاح الجيزة"، المتورط فى قتل 4 أشخاص، ودفنهم بمقابر أعدها فى بولاق الدكرور ومحافظة الإسكندرية، بعد ظهور ضحية جديدة للمتهم، مات حزنا على واقعة النصب التى تعرض لها على يد السفاح، عقب استيلائه منه على مبلغ 2 مليون جنيه.
تواصل اليوم السابع، مع "محمد" حفيد ضحية السفاح الذى روى تفاصيل ما تعرض له جده على يد المتهم، حتى فارق الحياة متأثرا بفقده تحويشة عمره، فقال أن جده "السيد"، كان يمتلك مكتبة كبيرة بمنطقة فيصل بالجيزة، وتعرف عليه المتهم "قذافى فراج" الشهير بسفاح الجيزة عام 2010، الذى كان يمتلك حينها سنترال مجاور للمكتبة، ويظهر للناس بشخصية الشاب الهادئ الوقور.
وأضاف أن علاقة المتهم بجده بدأت تتوطد، خاصة مع اكتساب المتهم ثقة جده، لنجاحه فى خداعه بشخصيته وتصرفاته، وبعد مرور عدة سنوات، قرر جده بيع المكتبة، فعرض عليه المتهم استئجارها منه، إلا أن الجد أكد له أنه يرغب فى البيع فقط، فاتفق المتهم معه على شرائها مقابل دفع مبلغ مالى مقدما، وسداد باقى قيمة المكتبة عقب ذلك.
تابع حفيد الضحية حديثه قائلا إنه عقب إتمام عملية بيع المكتبة للمتهم، علم السفاح أن جده يمتلك مبلغا ماليا كبيرا، فعرض عليه استثمار نقوده معه فى مجال بيع كروت الشحن، وتجارة الأدوات المكتبية والخردوات، حيث بدأ المتهم حينها فى توسعة نشاطه، وامتلك سلسلة من فروع المكتبات بالهرم وبولاق الدكرور، وعدة أماكن أخرى، فوافق جده على استثمار النقود، وسلمه مبلغ مالى يقدر بـ 2 مليون جنيه، مقابل إيصالات أمانة وقعها المتهم.
أضاف أن جده فوجئ باختفاء المتهم عقب ذلك، ورغم بحثه عنه لفترة طويلة، إلا أن عملية البحث باءت بالفشل، فأقام جده دعوى قضائية ضد المتهم، مستخدما إيصالات الأمانة التى يمتلكها ضده، وصدر لصالحه أحكام قضائية بالسجن ضد المتهم الذى كان ما يزال هاربا.
وأكد حفيد الضحية، أن جده أصيب بأزمة صحية نتيجة تعرضه للنصب والاحتيال على يد المتهم، الذى وثق به، فاستولى منه على تحويشة عمره، الذى جد وتعب وسافر سنوات للعمل بدولة عربية، حتى تمكن من جمع المبلغ المالى، إلا أن المتهم خان الأمانة واستولى على النقود، ونتيجة للأزمة التى أصابت جده فارق الحياة قبل أن يتم القبض على المتهم، واكتشاف جرائمه.
وفى السطور التالية نرصد الجرائم التى ارتكبها سفاح الجيزة، وكيف سقط فى قبضة رجال المباحث، بعد مرور 5 سنوات على ارتكاب أول جريمة قتل ببولاق الدكرور.
4 جرائم قتل، وسلسلة من وقائع النصب والتزوير وانتحال الصفة، حصيلة الجرائم التى ارتكبها سفاح الجيزة حتى الآن، والمتورط فى دفن جثث ضحاياه بشقة فى بولاق الدكرور، ومخزن فى محافظة الإسكندرية، ورغم الجرائم التى اعترف المتهم بارتكابها أمام جهات التحقيق المختصة، إلا أن الأيام القادمة ستشهد عدد من المفاجآت بشأن القضية التى أثارت اهتمام الرأى العام، خلال الأيام الماضية.
"قذافى فراج" سفاح الجيزة، رغم ذكائه، وبراعته فى ارتكاب الجرائم، وعدم ترك أى أدلة خلفه تكشف هويته، إلا أنه سقط بعد سنوات فى قبضة أجهزة الأمن، ونستعرض خلال السطور التالية، كيف تم الكشف عن جرائم السفاح بالصدفة.
عام 2015، ارتكب المتهم 3 جرائم قتل، والضحايا هم صديق طفولته المهندس رضا، الذى قتله بوضع السم له فى الطعام، ودفن جثته بشقة فى بولاق الدكرور، بعد استيلاءه على أمواله، وقتل زوجته فاطمة زكريا، التى قتلها بوضع السم بالعصير لها، ونقل جثتها داخل ديب فريزر من شقة الزوجية بالهرم، إلى شقة ببولاق الدكرور ودفنها بها، والجريمة الثالثة بقتل شقيقة إحدى زوجاته، التى جمعت بينهما علاقة قبل الزواج بشقيقتها، وعندما هددته بفضح أمره استدرجها إلى شقة مجاورة للشقة التى شهدت دفن الجثتين، وقتلها ودفن جثتها بها.
غادر المتهم إلى مدينة المنصورة، منتحلا صفة صديقه المجنى عليه المهندس رضا، وتعرف على فتاة، وعقد قرانه عليها، إلا أنه لم يدخل بها، ولم يتمم الزواج، وغادر إلى محافظة الإسكندرية، ليواصل انتحال صفة صديقه المجنى عليه، ويتزوج بطبيبة صيدلانية، وعندما اكتشتفت حقيقته، قررت الانفصال عنه، فاتخذ قرارا بالانتقام منها، وارتدى نقابا للتخفى به، واستولى على مصوغات ذهبية تصل قيمتها إلى ما يقرب من مليون جنيه.
واصل المتهم جرائمه، فتعرف على فتاة تعمل بمحل أدوات كهربائية ملكه بالإسكندرية، ووعدها بالزواج، وحصل منها على مبلغ 45 ألف جنيه "قيمة بيع شقة ملكها" ولدى إلحاحها فى استعادة المبلغ أو إتمام الزواج بها، استدرجها إلى مخزن بمنطقة العصافرة بالإسكندرية، بزعم إعطائها بضاعة بقيمة المبلغ وقام بخنقها ودفنها بملابسها داخل المخزن.
عقب ارتكاب المتهم لجريمته، انتحل صفة مهندس كهرباء يدعى محمد مصطفى، وتقدم للزواج بابنة تاجر ثرى، وخلال فترة زواجه منها، قرر بيع المصوغات الذهبية التى سرقها من زوجته الطبيبة الصيدلانية، فتوجه إلى محل جواهرجى، إلا أن القدر شاء أن مالك المحل يرتبط بعلاقة صداقة بوالد الطبيبة، ويعلم بأمر السرقة، فتم إبلاغ رجال المباحث، وتم القبض على المتهم بصفته المهندس رضا التى انتحلها عقب قتل المجنى عليه.
فوجئت زوجة المتهم، ابنة التاجر بفتاة على علاقة عمل بزوجها الذى اختفى فجأة دون أن تعلم بأمر القبض عليه، بإحضار بطاقة شخصية لها خاصة بزوجها، إلا أنها تحمل اسمه الحقيقى "قذافى فراج"، فتأكدت من تعرضها للنصب من جانب زوجها، وتقدمت ببلاغ ضده، وبدأت النيابة المختصة التحقيق معه فى الاتهامات المنسوبة إليه.
شهدت جريمة السرقة التى ضبط بها المتهم صدور حكم قضائى بحبسه، لتبدأ الصدفة لعب دورها للكشف عن جرائمه، حيث كانت أسرة المهندس رضا المجنى عليه، كانت ما تزال تبحث عنه منذ اختفائه، رغم مرور 5 سنوات على غيابه فى ظروف غامضة، حتى وصلت معلومة لمحامى الأسرة أن حكم قضائى صدر ضد شخص يحمل اسم المهندس رضا، وحينها بدأ محامى الأسرة وفى الدين فؤاد، فى التحرك لكشف ملابسات الأمر، واتضح أن الشخص المحبوس باسم المهندس رضا، هو المتهم "قذافى فراج"، وانه ينتحل صفته، فتم إبلاغ رجال المباحث بالإسكندرية، كما تقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وتقدم أيضا بتظلم لفتح التحقيق فى بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا، الذى تم تحريره منذ سنوات، وشهد توجيه تهمة القتل لـ"قذافى".
فور التقدم ببلاغ للنائب العام، تم تكليف النيابة المختصة بالجيزة، للتحقيق فى القضية، وتم التنسيق مع مديرية أمن الإسكندرية، وتوجهت قوة أمنية لاستلام المتهم، وترحيله إلى مديرية أمن الجيزة، وتحديدا إلى قسم شرطة الهرم، وبدأ فريق البحث الذى يقوده اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، وبمشاركة المقدم محمد الصغير مفتش مباحث الهرم، والرائدان أحمد عصام ومحمد طارق، فى إجراء التحريات، واستجواب المتهم، وجمع المعلومات، ومواجهته بها، حتى اعترف بقتل المهندس رضا، وقتل زوجته، وشقيقة إحدى زوجاته، والفتاة التى قتلها بالإسكندرية، وأرشد عن مكان دفنه الجثث، لتنكشف جرائم السفاح أمام رجال المباحث والنيابة التى تتولى التحقيق.