أطلق مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» مبادرة للتضامن والتعاون البحثي والفكري بين مراكز البحوث والدراسات على مستوى دول العالم، تحت شعار «مجتمع فكري وإنساني واحد».
وقال رئيس مجلس أمناء المركز الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إن المبادرة تتمثل في ربط تلك المراكز والمؤسسات في نسق واحد، لتبادل البيانات والأفكار، ونقل الخبرات والتجارب عن بُعد، بهدف المساهمة في التصدي للتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية الناجمة عن انتشار وباء (كوفيد-19)، وأشار الشيخ عبدالله في كلمته الافتتاحية لانطلاق أعمال منتدى «دراسات» الثالث تحت عنوان «دور المراكز الفكرية في دعم الجهود الوطنية.. محاربة جائحة كورونا وتداعياتها» والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، إلى أن هذه المبادرة تستمد أهميتها وغايتها من الرؤية الملهمة، والقيادة الحكيمة لجلالة الملك، بشأن أهمية تضامن دول العالم لمواجهة الوباء، مشددًا على دور المركز الإيجابي في تلك المواجهة، سواء من خلال دعم عملية صناعة القرار أم نشر الوعي بالمستجدات الجارية، سعيًا إلى تعزيز التبادل المعرفي، وبناء القدرات، فضلاً عن التنبؤ واستشراف ملامح المرحلة المقبلة، باقتراح وتقييم الخيارات الاستراتيجية المتاحة.
واعتبر الشيخ عبدالله أن أزمة تفشي فيروس (كوفيد-19) جعلت البشرية جمعاء أمام وضع كارثي، وهو ما يمكن تسميته بـ«عولمة الوباء» وحملت الكثير من المآسي الإنسانية والأضرار المادية، مشيرًا إلى أن اختيار موضوع المنتدى لهذا العام، يهدف إلى تسليط الضوء على مساهمات المراكز الفكرية والبحثية، لاسيما في أوقات الأزمات، من خلال دورها في طرح البدائل والخيارات المناسبة، للتعامل مع ظرف استثنائي عالمي، ترك آثارًا واضحة على مختلف القطاعات التنموية والإنتاجية، ومجمل النشاط الإنساني.
ولفت الشيخ عبدالله إلى إن مملكة البحرين قد قدمت نموذجًا حضاريًا في إدارة أزمة الوباء العالمي، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك، والتي وجهت باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، والعمل الاستباقي لاحتواء التداعيات المحتملة، مشددًا على الدور الكبير الذي لعبه الفريق الوطني للتصدي إلى الجائحة، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، حيث كان دوره دورًا فعالاً وناجحًا بكل المقاييس.
وقال الشيخ عبدالله: «لقد برزت خلال هذه الكارثة العالمية، أزمات صحية وإنسانية واقتصادية متعددة، وكانت الجائحة اختبارًا حقيقيًا لعناصر الأزمة الثلاثة؛ وهي: المفاجأة، والتهديد، وضيق الوقت المتاح لاتخاذ قرارات بشأنها، في ظل تضارب أو نقص المعلومات».
وثمّن الشيخ عبدالله دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية خلال قمة قادة دول مجموعة العشرين، للعمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول للقاحات بشكل عادل، وبتكلفة ميسورة لتوفيرها لكل الشعوب دون استثناء.
وقال الشيخ عبدالله: «إذا كانت جائحة كورونا تمثل تحديًا لدول العالم كافة، فإن مملكة البحرين قدمت نموذجًا حضاريًا في إدارة أزمة الوباء العالمي، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك، والتي وجهت باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، والعمل الاستباقي لاحتواء التداعيات المحتملة».
ويركز المنتدى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام على الأسس الوطنية لمواجهة الجائحة من منظور بحثي، بينما يركز اليوم الثاني على كيفية تعامل مراكز الفكر مع تحديات ما بعد الجائحة، أما اليوم الثالث، فسيكون حول آليات تنفيذ الخطط المستقبلية الشاملة، بحيث تتكامل الجلسات الثلاث، لتقدم معًا إطارًا فكريًا شاملاً لبحث الأزمة، واستخلاص الدروس المستفادة للتعامل مع أزمات مماثلة مستقبلاً.