نحتفل العالم فى 25 نوفمبر من كل عام باليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، وهو اليوم الذى حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المفترض أن يكون الهدف من ذلك اليوم هو رفع الوعى حول مدى حجم المشكلات التى تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الاغتصاب والعنف المنزلى وغيره من أشكال العنف المتعددة.
ويعرف العنف فى إطار المجتمع فيشمل الاغتصاب والتعدى الجنسى والمضايقة فى الشارع وأماكن العمل والاتجار فى النساء وإرغام النساء على ممارسة البغاء والاغتصاب على أيدى الجماعات المسلحة أو الذى يطال الأنثى والذى يرتكبه أو يتغاضى عنه أفراد الشرطة وحراس السجون، وكذلك التعذيب أثناء الاحتجاز.
وهناك العديد من الروايات التى تناولت سيرة العنف ضد النساء، وكيف عانى "بنات حواء" من الاضطهاد وممارسة العنف الممنهج ضدهم فى المجتمعات المتخلفة وفى أوقات الصراعات العراقية والمسلحة، ومن هذه الروايات:
ماريا أو مظالم النساء
هى عمل روائى غير مكتمل للكاتبة البريطانية مارى وولستونكرافت، تكملة لعملها ذى الطابع الفلسفى السياسى الثورى دفاعًا عن حقوق المرأة التى نشرته عام 1792، قام زوجها ويليام جودوين بنشر الرواية عام 1798 بعد وفاة مؤلفتها بعام، ويعد العمل الأكثر نسوية للكاتبة بشكل جذري. هذه الرواية هى ذات طابع فلسفى وقوطى على حد سواء، وتتناول قصة امرأة حجزت فى مستشفى الأمراض العقلية بسبب زوجها. وتركز الرواية على المظالم التى تعانى منها المرأة، على الصعيد الاجتماعى أكثر مما تعانيه على الصعيد الفردي، إضافة إلى ذلك، فإن الكاتبة تنتقد ما يعتبر مؤسسة للزواج فى النظام الأبوى فى بريطانيا العظمى فى القرن الثامن عشر، وبالمثل النظام القانونى الذى يحميه.
امرأة عند نقطة الصفر
واحدة من أهم الروايات النسوية، والتى جسدت معاناة وأزمات المرأة المصرية، هى رواية "امرأة عند نقطة الصفر" للكاتبة المصرية نوال السعداوي، والتى نشرت بالعربية عام 1975، والراوية المعروفة بالغرب تحت عنوان (Woman at Point Zero) ترجمت للمرة الأولى قبل 32 عاما وتناقش أشكال قهر الرجل للمرأة جسديا ونفسيا، وذلك من خلال شخصية محورية وهى فردوس، التى أمضت حياتها متخبطة بين شخصيات مشوهة ومريضة ومزدوجة المعايير فى كل ما يخص العلاقات الانسانية على كل مستوياتها، لتكون فردوس فى النهاية شخصية مريضة مثيرة للشفقة، فى وحدتها وقهرها، آلامها وانفصال روحها عن جسدها، حيرتها وبحثها فى العيون عن ضوء تتلمس به الظلام، وكانت مقاومتها سلبية وثورتها اختلط بها الابيض بالأسود، لتكون ثورتها على النظام الظالم والقهر الذى تعرضت له هى ثورة على كل ما يربط المرأة بالرجل.
طشاري
بطلة الرواية الطبيبة العراقية المتقاعدة التى تبلغ الثمانين من العمر تهجر بلدها وتلجأ إلى فرنسا، لا سعيا إلى مستقبل، بل كما يبدو حفاظا على صورة ماض كان بالنسبة إليها هنيئا رائعا حوّله القتل والرصاص والتفجيرات فى العراق إلى حلم زال وحل محله كابوس واسع النطاق لا تبدو له نهاية قريبة.
البطلة هنا لم تعد تعرف العراق الذى أحبته، فحملت صورته الماضية إلى بلد غريب فتح لها بابا للجوء والحفاظ على الكرامة.
الهجرة من أفغانستان
تقدم مرال معروف، الكاتبة الأفغانية، رواية فريدة من نوعها، تعد نواة لأدب الجهاد، والأدب الإسلامي، عاشت مرال منذ ولادتها عام 1960 الواقع الأفغاني، وكانت فى التاسعة عشر من عمرها عندما احتل الروس أفغانستان عام 1979، فكان الاحتلال سببًا فى هجرة جماعات كثيرة من الأفغان إلى بيشاور فى باكستان، وكانت النساء والفتيات والمسنون الأغلبية بين هؤلاء المهاجرين، وهاجرت معهم مرال، وكتبت تجربتها فى رسائل نشرتها مجلة «ماورا» التركية لتكون مادة روايتها "الهجرة من أفغانستان".
أنا نادية.. زوجة إرهابي
نادية شابة، أتت من قرية صغيرة فى وسط الجزائر، متأثرة بالنزاع بين الإسلاميين والسلطة، ولسوء حظها تزوجت من أحد المشاغبين المحليين، الذى طور نفسه ليتحول من مجرم صغير إلى جندى مشاة، ثم أمير محلى لجماعة مسلحة. استمر الكابوس الذى عاشته نادية لأربع سنوات، أصبحت فيهم منبوذة من أقاربها ومهددة من قبل جيرانها، بعد تصاعد العنف مع الحكومة، وبحلول عام 1996، وحمل نادية فى طفلها الأول، وهروب زوجها مطاردًا من الحكومة، طردها والدها من منزل الأسرة الذى احتمت به، خوفًا من تتبع الشرطة لها والقبض عليه.
عبدة.. قصتى الحقيقية
فى الثانية عشر من عمرها، فقدت ميندى نازر طفولتها، عندما استهدفها تجار رقيق عرب، أغاروا على قريتها فى إحدى ليالى عام 1993، إذ انتزعوها من أسرتها مع 31 طفلًا آخر، لتبدأ حياة العبودية بعيدًا عن أهلها فى الخرطوم شمالًا مع عائلة ثرية.
اكتشاف الشهوة
البطلة هى الراوية هنا تخبرنا عن غباؤها وفساد تربيتها وعن أبيها الذى تكرهه وعن أخيها الذى يكرهها، تحكى عن زواجها من رجل لا تحبه، ثم تسرد التسلسل المنطقى المعتاد: زوجة بائسة ثم زوحة خائنة، ثم امرأة تفتقد احترامها لنفسها، ثم مشروع عاهرة، ثم تجد - فى ثالث رجل تعرفه أثناء زواجها - حبًا تظن أنه سيعيد لحياتها طبيعتها.
هنا تطلب الطلاق وتعود لأهلها، ثم تتطور الأحداث فجأة لنكتشف أن كل الأحداث السابقة مجرد وهم فى عقل مريضة نفسية.