بمجرد نزولك من السيارة متوجها لقرية بيشة قايد بمحافظة الشرقية، تقابل وجوه حزينة لرجال ونساء وشباب قلوبهم تحترق من الألم على رحيل بنت قريتهم" أميرة حسين" 29 سنة غدرا وبطريقة بشعة على يد زوجها، منزل أسرتها بالقرية منذ حادث رحيلها الذى يمر عليه سوى 10 أيام، تجده مفتوحا على ذراعيه يستقبل المعزين لهم فى مصابهم الأليم".
توجهنا إلى منزل الأسرة وقدمنا واجب العزاء فى البداية، وتحدثنا مع " أمال فتحى متولى" والدة المجنى عليها التى سردت لـ" اليوم السابع" تفاصيل جديدة عن حادث مقتل نجلتها على يد زوجها، قائلة: "أميرة" الكل عارف أخلاقها والتزامها بالصلاة والصوم وتزوجت منذ 8 سنوات من شاب يدعى" يوسف" من قرية مجاورة لنا "بنى عامر" وكان زوجها شاب ملتزم فترة الخطوبة، وساعدنا معه كثيرا فى الشبكة وتجهيز عفش الزوجية، وبعد الزواج رزقها الله بطفلين ولد عمره 7 سنوات وبنت عمرها 5 سنوات، وكان زوجى يعامله أفضل من أبنائنا، وتكفل بعمل مشروع له بفتح محل أسماك بقريته وكانت نجلتى تساعده فى العمل، وبعد فترة لاحظت نجلتى عليه مشاهدة افلام اباحية على هاتفه المحمول فضلا عن سفر المستمر إلى القاهرة والإسكندرية للتنزه والإنفاق ماديا بشكل كبير من المشروع.
وأردفت الأم وهى تعتصر من الحزن على فلذة كبدها، كان سبب الخلاف الدائم بينهما، هو مطالبة نجلتى له بتأدية الصلاة والاستقامة والسعى معاها على أكل العيش من أجل تربية الطفلين، لكنه لم يتغير وكل مرة يعدها بالتغيير دون جدوى، وقبل الحادث بأيام كانت نجلتى عندى، وقام بإرضائها من أجل العودة معه والتغير من حاله والالتزام، لكنه كان يخطط للإنتقام منه والغدر، بعد عودتها بأيام قتلها شنقا، وحاولت والدة الزوج دفن نجلتى سريعا خوفا من كشف الأمر وجهزت الكفن والمغسلين.
ويقاطعها زوجها" حسين فاروق" والمعروف بين أهالى قريته بالحاج " عاطف الصباح" المتهم عض اليد إلى ساعدته وقدمت له الخير قائلا: كنت بعامله أفضل من أولادى لكنه غدر بفلذة كلبى وحرق قلبى عليها، وعن يوم الحادث روى اللحظات الصعبة التى مرت عليه فى حياته ولن ينساها عندما أخبره نجله" إسلام" بوفاة شقيقته" أميرة" وقامت الأسرة جميعا بالذهاب إلى منزلها بقرية بنى عامر، وأخبرهم الزوج بأن الوفاة قضاء وقدر نتيجة سقوطها من أعلى سطح المنزل أثناء نشر الغسيل، لكن عمة الزوجة وشقيقها" إسلام" اشتبهوا فى الوفاة جنائية.
وأضاف" إسلام حسين فاروق" تاجر أسماك شقيق المجنى عليها قائلا: " أختى كانت ملتزمة دينيا وعلى خلق ونفسها جوزها يستقيم ودا السبب الرئيسى للخلافات بينهما، ورغبتها فى استقامته وتأدية الصلاة والحفاظ على لقمة العيش، حيث تكفل والدى بعمل مشروع لهما محل أسماك بالقرية، وربنا رزقهما من العمل فيه، لكن الزوج كان يأخذ حصيلة البيع كل فترة ويذهب إلى القاهرة والإسكندرية للتنزه والخروجات مع أصدقائه، وهذا كان سبب الخلاف بينهما.
وتابع: ليلة الحادث تلقيت اتصال هاتفى من صديق الزوج أخبرنى بوفاة أختى، فاتصلت مسرعا بزوجها فأكد لى الخبر وقالى "أميرة تعيش أنت" فتوجهت مسرعا برفقة الأسرة إلى منزل الزوجية، وجدنا ملقاة على السرير بغرفة نومها مغطاة ببطانية، وأسرة الزوج متواجدة حولها، وبالسؤال عن سبب الوفاة أقر لنا الزوج أنها سقطت من السطح أثناء نشر الغسيل، فى البداية اقتنعنا جميعا بذلك، وأثناء جلوسنا لحين غسل الجثمات، جاءت عينى فى عين الزوج ملاحظته وعلى وجهه آثار خدوش، فى ساور الشك قلبى، ودخلت مسرعا لغرفة النوم وكشفت وجهه شقيقتى المتوفاة فوجدت وجها أزرق مع وجود آثار خنق حول الرقبة، فخرجت مسرعا دون إبلاغ أحد، وأحضرت طبيب القرية وطالبته بتوقيع الكشف على الجثة لاشتباهى فى الوفاة جنائيا، وطلبت منه عدم إخبار أحد بشئ، وبعد الكشف عليها خرج وقال لى حرفيا" أنت صح" توجد شبهة جنائية فى الوفاة، لم أفكر لحظة واحدة ونهضت مسرعا متوجها إلى مركز شرطة الزقازيق، وتقابلت مع المقدم أشرف ضيف، رئيس مباحث المركز وأبلغته بوجود شبهة جنائية فى الزفاة، فأمر بتوجيه معاون مباحث إلى منزل الزوج، وتم القبض على الزوج واصطحابه إلى ديوان المركز، وبعد ربع ساعة خرج ضابط المباحث وقالى الزوج أعترف بالقتل، وكانت صدمة العمر بالنسبة لى.
وأردف والدموع تنهمر من عيناه، تمالك نفسى وحزنى على شقيقتى وأسرعت فى إنهاء الإجراءات من التشريح والحصول على تصريح الدفن، وتلقى العزاء فى شقيقتى وأخذنا الطفلين للعيش معنا، والدى حالته النفسية سيئة والأسرة كلها فى حزن شديد من لحظة الوفاة وخاصة بعد منا تبين لنا أن الزوج وراء الجريمة.
ومن جانبه ، وقف" يوسف م" 31 سنة سماك الزوج المتهم أمام النيابة العامة يبكى ويعترف بارتكابه الجريمة وقتل زوجته خنقا بإيشارب، قائلا: "ماكنش قصدى هى كانت زوجة طيبة ومن أسرة محترمة وكنت بحبها، لكنها كانت دائمة الشك فيا والتفتيش فى هاتفى المحمول دون علمى ومن هنا تدب بيننا الخلافات وأخر مرة منذ 3 أيام حدث بيننا مشادة تعديت عليها بالضرب وخنقتها بـ"إيشاربها" وماتت فى يدى دون قصد، ودخل فى بكاء هستيرى على فعلته ومستقبله الذى ضاع وحزنه على المصير الذى يواجه طفليه بعد وفاة زوجته وحبسه".
الزوج القاتل
تلقى اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بلاغا من مستشفى الأحرار بوصول" أميرة ح ف" 25 سنة ربة منزل مقيمة قرية بنى عامر جثة هامدة، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى، تحت تصرف النيابة العامة التى أمرت بانتداب الطب الشرعى لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وكيفية حدوثها، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وتبين من التحريات التى قام بها ضباط مباحث مركز شرطة الزقازيق، قيام" يوسف م" 30 سنة سماك زوج المجنى عليها بارتكاب الواقعة، لحدوث خلافات بينهما، فحدثت بينهما مشادة بسبب شك الزوجة فيها باستمرار ورغبتها أن يستقيم ويعدل عن تصرفاته معاها، قام على إثرها بخنقها بإيشارب وأدعى سقوطها، لتضليل العدالة، تم القبض على المتهم بمواجهته اعترف بإرتكاب الواقعة، وتم إحالته لنيابة مركز الزقازيق للتحقيق معه، برئاسة أحمد عاطف، رئيس النيابة، وبإشراف المستشار محمد الجمل، المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، التى قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل.
يوسف المتهم بقتل زوجته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة