اكتشف علماء الفضاء باستخدام أحدث التقنيات أن الانفجار النجمي الذي شوهد لأول مرة منذ 350 عاما هو أكبر بكثير وأبعد بكثير مما كان يعتقد سابقا، ورصد الانفجار النجمي لنجم يُدعى CK Vulpeculae لأول مرة من قبل الراهب الفرنسي أنثيلم فويتوريت في عام 1670، وفي الأشهر التي أعقبت اكتشافه، ازداد سطوع الحدث حتى كاد يضاهي لمعان نجم الشمال.
وتلاشى CK Vulpeculae عن الأنظار بعد نحو عام، ما دفع علماء الفلك إلى الاعتقاد بأنه كان مستعرا، وهو نوع من الانفجار النجمي الذي يحدث في الأنظمة التي تحمل نجما يشبه الشمس وقزما أبيض، ولكن فريقا من علماء الفلك الدوليين باستخدام أدوات مرصد غيميني (Gemini North GNIRS) قام الآن بتفكيك النظرية، مقدما نظرة جديدة عن الانفجار.
وتم رصده في الأصل في كوكبة الثعلب (Vulpecula)، ووجد علماء الفلك أن الانفجار حدث على بعد خمس مرات من التقديرات السابقة، وأدى إلى اندلاع طاقة تزيد بنحو 25 مرة عما كان يُقدر سابقا، والأكثر إثارة للدهشة أن هذا وضع حدث عام 1670 في فئة من الظواهر الفلكية الأكثر نشاطا.
وهذه الأحداث ساطعة للغاية بحيث لا يمكن أن تكون مستعرات عادية ولكنها أيضا أضعف من أن تكون مستعرات أعظمية أكبر، وهي انفجارات ناجمة عن موت النجوم فائقة الكتلة، وقبل خمس سنوات، اقترح فريق من علماء الفلك ظهور CK Vulpeculae في سماء الليل لدينا بعد اصطدام نجمين وجها لوجه.
وبعد ثلاث سنوات فقط، قام نفس علماء الفلك بتعديل نظريتهم، مشيرين إلى أن أحد هذه النجوم كان قزما أحمر، كمثال على أكثر النجوم عددا في مجرة درب التبانة، ولكن النظرية كانت أكثر تعقيدا عندما اقترح فريق منفصل من علماء الفلك في عام 2018 أن حدث 1670 نتج عن اصطدام قزم بني وقزم أبيض.
والآن، وجد العلماء CK Vulpeculae بعيدا ويطلق الغازات بعنف أكثر مما تظهره السجلات السابقة، بسرعات تقارب سبعة ملايين كيلومتر في الساعة، وقاد الفريق الجديد علماء فلك من المملكة المتحدة والهند ومرصد غيميني في ماوناكي، هاواي. وحصل الفريق على ملاحظات الأشعة تحت الحمراء عبر CK Vulpeculae واكتشفوا اثنين من السدم، خصلات من الغاز النجمي، بالقرب من حوافه الخارجية.
وقال توم جيبال من مرصد غيميني: "مفتاح اكتشافنا كان قياسات GNIRS التي تم الحصول عليها عند الحواف الخارجية للسديم. إن بصمة ذرات الحديد المنزاحة إلى الأحمر والممزوجة باللون الأزرق التي تم اكتشافها هناك، تظهر أن السديم يتوسع بسرعة أكبر بكثير مما أشارت إليه الملاحظات السابقة".
وأضاف المؤلف الرئيسي ديبانكار بانيرجي من مختبر البحوث الفيزيائية في أحمد آباد بالهند: "لم نشك في أن هذا هو ما سنجده. وكان الأمر مثيرا عندما وجدنا بعض الغاز ينتقل بسرعة عالية غير متوقعة تبلغ نحو سبعة ملايين كيلومتر / ساعة"، وتابع: "هذا ألمح إلى قصة مختلفة عن CK Vulpeculae مما كان نظريا".
ومن خلال حساب السرعة التي تمدد بها السديم، وكذلك مقدار تحرك الخصلات في السنوات العشر الماضية، وجد الباحثون أن CK Vulpeculae يقع على بعد 10000 سنة ضوئية أو58.786.254.000.000.000 ميل من الشمس، وأوضح البروفيسور بانيرجي: "من الصعب في هذه المرحلة تقديم تفسير نهائي أو مقنع لأصل انفجار CK Vulpeculae عام 1670. وحتى بعد 350 عاما من اكتشافه، ما تزال طبيعة الانفجار لغزا محيرا لنا".