حذرت صحيفة التايمز البريطانية من أن جيلا جديدا من مقاتلى داعش فى سوريا ينشأ فى معسكر الحول، الذى وصفته بجوانتنامو أوروبا، مشيرة إلى أن الأرامل والأيتام الذين منعوا من العودة إلى ديارهم من مخيمات اللاجئين لم يتلقوا سوى المرض والحرمان والعنف والأوساخ.
ورصدت الصحيفة الأوضاع المذرية داخل العسكر، وقالت أن الأطفال الذين يمرضون ويموتون يدفنون فى قبور سرية خارج السلك المحيط بالمعسكر، البعض منهم أصيب بالتهابات فى الصدر وسوء تغذية حاد وإسهال مزمن، ويرقد الأطفال الأوروبيون والآسيويون والأفارقة والعرب مجهولى الهوية معا فى سهل الحسكة، بينما يتم وضع آخرين تحت الأرض دون حتى شواهد لقبورهم، والمئات تم ابتلاعهم من الذاكرة بعيد عن أوطانهم.
وداخل أسلاك المخيم، يجتمع مجموعات من الأطفال فى عصابات يركضون فى البرية عبر الخيام الممزقة وأكوام القمامة، كشخصيات صورها تشارلز ديكينز، الروائى البريطانى الشهير، لهم شعر أشعث وإطار باهت وعيون مضيئة وجلد جاف بسبب سوء التغذية الناجم عن افتقارهم للخضروات والفواكه الطازجة.
وفى أجواء من العنف وفى ظل غياب التعليم، تتقاتل عصابات الأطفال أو ترمى الحراس المسلحين بالحجارة من أجل اللعب، والأولاد الأكبر سنا الذين تعلموا الخبث بتعرضهم لمدارس داعش يهاجمون أحيانا الأصغر سنا، وفى بعض الأحيان يكون هناك اعتداء جنسى عنيف.
وتوضح الصحيفة أنه داخل المعسكر، يعد التعليم أمرا نادرا والصدمات النفسية شائعة واجتثاث التطرف غير موجود. وهناك شعور عاد بأنه تم التخلى عنهم، وهؤلاء الكبار بما يكفى ليحملوا فى أذهانهم ذكريات الوطن يتمنون لو أنهم لم يذهبوا إلى سوريا على الإطلاق.
وتذهب التايمز إلى القول بأن هؤلاء الأطفال الذين هجرتهم أوطانهم إلى حياة الاعتقال فى شمال شرق سوريا رغم أنهم لم يرتكبوا أى جريمة، أصبح مصيرهم هم وأمهاتهم الآن أساس وابل من الانتقادات للسياسات البريطانية والأوروبية تجاه مواطنيهم الذين سافروا للعيش فى دولة داعش المنهارة.
وتوضح التايمز أن بعض كبار القادة فى التحالف ضد داعش، ومسئولى العدل الأمريكيين والسلطات الكردية التى تدير المخيمات وجماعات حقوق الإنسان والمنظمات الخيرية حثت جميعها بريطانيا وأوروبا على إعادة نسائها وأطفالها، وحذروا من أن وجود هذه المخيمات يعد مصدر لتمكين داعش أكثر من كونه احتواء للتهديد.
وتقول الصحيفة أن بعض كبار الجنرالات فى أمريكا من بين أقوى المنتقدين. وقال جنرال المارينز فرانك ماكينوى، قائد القيادة المركزية التى تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط الأسبوع الماضى، إنه ما لم يجد المجتمع الدولى طريقة لإعادتهن وإعادة دمجهم فى المجتمعات المحلية ودعم برامج المصالحة المحلية لهؤلاء، فإننا نشترى لأنفسنا مشكلة إستراتيجية بعد عشر سنين عندما يصبح هؤلاء الأطفال متطرفين. وتابع قائلا: غذا لم نتعامل مع هذا الآن، فلن نهزم داعش أبدا.
وتشير الصحيفة إلى أن ما يصل إلى 13500 امرأة وطفل أجنبى من عائلات متحالفة مع داعش، منهم ألف أوروبيين، من قبل حلفاء قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب مواطنين عراقيين سوريين فى معسكرين للاعتقال فى شمال سوريا منذ هزيمة داعش فى الباجوز فى مارس الماضى.
وهناك أكثر من 8 آلاف طفل غالبيتهم دون الخامسة. وفى مخسم الحول، يحتجز نحو 65 ألف امرأة وطفل بينهم سوريون وعراقيون، وتم تسجيل 371 حالة وفاة بين الأطفال العام الماضى، وتوفى 80 آخرين فى الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام قبل حلول فصل الشتاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة