إيمانًا بدورها التاريخي تجاه الدول الإفريقية، تواصل الدولة المصرية جهودها ومسيرتها المساندة والداعمة لشباب القارة السمراء، في في العديد من المجالات المختلفة، وأبرزها المجال التعليمي والبحثي، حيث حققت طفرة كبيرة فيما يتعلق بالمنح الدراسية والجوائز العلمية والقوافل الطبية بالقارة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن هناك تكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة المشاركة وتوطيد العلاقات مع شعوب الدول الإفريقية بمختلف المجالات، والتي منها التعليم والبحث العلمي، معلنًا أن 2021 سيشهد انطلاق الدراسة بعدد من الكليات كالعلاج الطبيعي لفرع جامعة الإسكندرية بمدينة طمي بجنوب السودان، وذلك في أبريل المقبل.
وأكد الوزير في تصريحات صحفية، أن التوسع في إنشاء الجامعات المصرية بالخارج توجه رائع، وهو بمثابة إضافة للجامعة، وساهم لها في رفع تصنيفها الدولي، مشيرا إلى أن جامعة عين شمس تقدمت في اجتماع الأعلى للجامعات الاخير لإقامة فرع لها بدولة تنزانيا.
وشهد التعاون المصرى الإفريقى العديد من الإنجازات، حيث قدمت الدولة المصرية عدد 1.900 منحة لأبناء القارة الإفريقية بتكلفة حوالى 17 مليون دولار سنوياً، وعلى سبيل المثال قد بلغ عدد المنح المقدمة لدول القارة الإفريقية للدراسة بقطاع العلوم الطبية خلال الأعوام (2014-2020) 1.632 منحة. كما يوجد بمصر 1.100 طالب إفريقى يدرسون بمنح جارٍ زيادتها إلى جانب أن المراكز البحثية تسخر كافة إمكانياتها للتواصل مع الباحثين الأفارقة لتنظيم المشروعات البحثية المشتركة خاصة فى مجالات الصحة والطاقة والزراعة والمياه.وبلغ إجمالى المنح المقدمة سنويا للدول الإفريقية عدد 644 منحة للمرحلة الجامعية الأولى منها 409 مخصصة لدول حوض النيل، وعدد 167 للدراسات العليا منها 131 منحة مخصصة لدول حوض النيل، وبلغت نسب التنفيذ في العام الجامعى الحالى 59% للمرحلة الجامعية، 78% لمرحلة الدراسات العليا بالإضافة إلى 40 منحة لدراسة اللغة العربية.وقمت الدولة المصرية 50 منحة لشباب الباحثين الأفارقة، بتكلفة إجمالية 12.5 مليون جنيه، تأكيدًا لدور مصر الريادي في دعم إفريقيا وتنمية قدراتها المتعلقة بقطاعي الشباب والبحث العلمي.
ودائما كانت مصر أحد الداعمين لمجموعة الـ10 للتعليم العالي والبحث العلمي بأفريقيا، حيث قدمت مصر نموذجًا استرشاديًا لدول القارة - تحقيق أجندة أفريقيا للتعليم العالي - وأصدرت مصر حزمة من التشريعات الداعمة لمنظومة العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وذلك برقم 23 لسنة 2018.و دشنت الوزارة موقع إلكتروني وتطبيق بعنوان "ادرس في مصر"؛ لتسهيل تسجيل الطلاب الراغبين في التقدم للمنح إلى جانب تذليل العقبات للدارسين الأفارقة، خلال فترة إقامتهم في مصر.
وواصلت الدولة استمرار الفروع الثلاثة للجامعات المصرية (فرع جامعة الإسكندرية في جنوب السودان، فرع جامعة الإسكندرية في تشاد، وفرع جامعة القاهرة بالسودان) فى تقديم نموذج علمى متميز لخريج مؤهل لسوق العمل ويحاكى احتياجات الدولة.
وساهمت كليات الطب المصرية في تنظيم قوافل طبية لإفريقيا تم خلالها فحص 1000 حالة وإجراء أكثر من 600 عملية جراحية في مختلف بلدان إفريقيا.
ونظمت الوزارة هذا العام ما يقرب من 30 مؤتمر علمى فى التخصصات المختلفة والتى استضافت فيه العديد من الدول الإفريقية والعلماء والباحثين الأفارقة مما يساهم فى نشر المعرفة وتبادل الخبرات.
وقدمت وزارة التعليم العالى من خلال أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا جوائز سنوية للشباب المبدعين والباحثين الأفارقة لدعم عملية البحث العلمى والابتكار، كما تم الموافقة على إنشاء معهد الدراسات الأفروأسيوية للدراسات العليا بجامعة قناة السويس، حيث وافق مجلس الوزراء على تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، وذلك فيما يتعلق بإنشاء معهد الدراسات الأفروأسيوية للدراسات العليا بالإسماعيلية بجامعة قناة السويس.