على عكس إدارة جورج بوش الأب، لم يكن الفضاء أولوية قصوى خلال السنوات الثمانية لإدارة بيل كلينتون، فبينما شهدت مجالات أخرى من النشاط الحكومي زيادات كبيرة في الميزانية على مدار تلك السنوات الثمانية، انخفضت ميزانية ناسا فعليًا خلال الفترة التي كان فيها بيل كلينتون رئيساً، وكافحت ناسا لتنفيذ المهام الموكلة إليها، وهنا نرصد تفاصيل هذه الفترة في حلقة جديدة من سلسلة "ناسا والرؤساء".
عندما دخل كلينتون البيت الأبيض في 1993، نصحه مدير ميزانيته بضرورة إلغاء برنامج المحطة الفضائية، الذى كان متأخرًا عن الجدول الزمنى والميزانية، وفقا لما ذكره الموقع الرسمى لوكالة ناسا، لكن بدلاً من ذلك، قبل كلينتون اقتراحًا من دان جولدن، مدير ناسا، الذى ظل قائماً أثناء التغيير في الإدارات، وتمثل الاقتراح في إعادة تصميم المحطة الفضائية الحالية، المسماة Freedom، بطريقة تجمع بين العناصر الفضائية الخاصة بالولايات المتحدة وروسيا.
بيل كلنتون خلال إطلاق فضائى
وعد جولدن بالجدول الزمني وتوفير الميزانية من إعادة التصميم، لكن ما كان أكثر أهمية لكلينتون ونائبه آل جور، هو التأثيرات السياسية الإيجابية وعدم انتشار الأسلحة النووية المشتركة بين روسيا والولايات المتحدة من خلال مشروع الفضاء.
أصبحت روسيا شريكًا كاملاً في محطة الفضاء الدولية التي أعيدت تسميتها من Freedom بحلول نهاية عام 1993، إلى جانب أوروبا واليابان وكندا.
وفي خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه في 25 يناير 1994، شدد كلينتون على موضوع التعاون الدولي في مجال الفضاء، قائلاً: "هذه لحظة واعدة.. بدلاً من صنع أسلحة فى الفضاء، سيساعدنا العلماء الروس فى بناء محطة الفضاء الدولية".
ولعل فى نوفمبر 2000، بعد عدة سنوات من التأخير فى الجدول الزمنى، بدأ طاقم روسى أمريكى مشترك يعيش فى محطة الفضاء الدولية، وكان هناك أشخاص على متن المحطة منذ ذلك الحين.
كانت هناك عدة مبادرات فاشلة خلال إدارة كلينتون لتطوير بديل لمكوك الفضاء كوسيلة لنقل البشر والبضائع إلى الفضاء، وكان أبرزها برنامج X-33 أحادى المرحلة إلى المدار، والذى دفع حدود الاستعداد التكنولوجى وتم إلغاؤه فى النهاية دون رحلة تجريبية.
كما أنه فى أغسطس 1996، أعلن العديد من علماء ناسا أنهم وجدوا ما يمكن أن يكون آثارًا للحياة البكتيرية البدائية في نيزك من أصل مريخي.
ورداً على هذا الإعلان، عقد كلينتون مؤتمراً صحفياً مرتجلاً فى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض وقال: "أنا مصمم على أن يضع برنامج الفضاء الأمريكي قوته الفكرية الكاملة وبراعته التكنولوجية وراء البحث عن مزيد من الأدلة على الحياة على المريخ".
وأضاف: "لقد طلبت من نائب الرئيس أن يعقد في البيت الأبيض قبل نهاية العام قمة فضاء حول مستقبل برنامج الفضاء الأمريكي.. سيكون الهدف المهم من هذه القمة هو مناقشة الكيفية التي ينبغي على أمريكا أن تسعى للحصول على إجابات للأسئلة العلمية التي أثارتها هذه النتيجة ".
وجدير بالذكر أنه عقدت هذه القمة بالفعل في ديسمبر 1996، لكنها لم تسفر عن تغيير يذكر فى برامج وكالة ناسا أو ميزانيتها.