"الرجاوين"، تجمع سكنى بسيط شمال قرية السادات بنطاق مركز بئر العبد فى شمال سيناء، رفع سكانه راية العلم، عندما قرروا قبل 10 سنوات بجهود ذاتية بناء فصول، وتحويلها لمدرسة قوامها فصول تكفى طلبة المرحلة الإبتدائية مسقوفة بالصاج لاختصار مسافة سير أطفالهم بحثا عن العلم فى مدارس بعيدة عنهم، المدرسة التى استقبلت تلاميذها ومعلميهم، بدأت مع مرور السنوات تتقادم وتتآكل جدرانها، ولا يستطيع سقفها مقاومة قوة المطر والرياح، فكانت مطالب الأهالي بإنشاء مدرسة جديدة وقد كان، وبجوار المدرسة القديمة، شيدت الدولة صرحا تعليميا جديد متكامل التجهيزات يحمل اسم مدرسة "الشهيد أحمد عبد النبى بالرجاوين".
"اليوم السابع" ، عاش يوما دراسيا فى المدرسة التى يحيطها فضاء، تتخلله بساتين نخيل ومزارع ومنازل متناثرة للأهالى، "ياسر عبد العزيز يوسف"، معلم اللغة العربية بالمدرسة عاصر إنطلاقة عمل المدرسة منذ بدايتها قبل 10 سنوات، مرورا بتطويرها وتحديثها قبل 4 سنوات، مؤكدا أن الأهالي بدأوا إنطلاقة الدراسة بمنطقتهم، وكانت هدية الدولة لهم مدرسة متكاملة التجهيزات بجوار الفصول التى أقاموها بجهودهم الذاتية.
وقال عبد العزيز لـ"اليوم السابع"، إن المدرسة الجديدة متكاملة التجهيزات، وتضم فصول لكل السنوات الدراسية بالمرحلة الإبتدائية، وغرف معامل وفصول مجهزة بالحاسب الآلي ومكتبة، وملحق بها إستراحة للمعلمين المغتربين تتوفر بها كافة المرافق اللازمة لإقامتهم.
وأضاف المعلم ياسر عبد العزيز، إن جميع التلاميذ من أسر بسيطة جدا وبينهم من يحضر من مسافات تصل لـ 5 كيلو مترات ويغادرون منازلهم فى الخامسة صباحا، للوصول للمدرسة فى موعد طابور الصباح مترجلين، مشيرا إلى أن أولياء الأمور رغم ظروفهم الصعبة إلا أن لديهم إصرار وعزيمة على تعليم أبنائهم، وأن يستكمل كل تلميذ دراسته فى المراحل التالية للتعليم بعد إنتهاء المرحلة الإبتدائية .
وأوضح عبد العزيز، أن إدارة المدرسة من معلمين وتلاميذ وأولياء أمور أسرة واحدة، ويتم تطبيق كل متطلبات العملية التعليمية ومستجدات إجراءات الوقاية الإحترازية من كورونا، لافتا إلى أنه فى حالة وصول تلميذ بدون كمامة تقوم إدارة المدرسة بتوفيرها له مع الحرص على النظافة قبل وبعد اليوم الدراسى للفصول .
وتابع الحديث، سليم عياش، مدرس بالمدرسة، وهو من أبناء المنطقة أن التلاميذ يحضرون من مناطق " أبو عياد والمويلح، والرجاوين"، لافتا إلى أن الأهالى من الآباء إجتمعوا على ضرورة أن يوجد صرح تعليمي بمنطقتهم، وهم من بدأوا المبادرة ببناء فصول وتوسعتها لفصول اخرى بعد التبرع بالأرض ومد الطريق إليها، وكانت أعظم هدية من الدولة لهم أن تم بجوار هذه الفصول تشييد مدرسة متكاملة توفر إحتياجات ابنائهم من التعليم.
وقال "محمد أحمد عبدالله "، مدرس اللغة الإنجليزية، بمدرسة الشهيد أحمد عبد النبى بالرجاوين، إن طلبة المدرسة عددهم يصل لنحو 500 طالب، ويمتازون بالحرص الشديد على حضور اليوم الدراسى، وبينهم أصحاب مواهب منوعة.
وأعرب الطالب "محمد سليمان عيد سليم"، بالصف الثانى الإبتدائى، أنه يسير على خطى والديه أستاذ الجامعة، لافتا إلى أن والده يشجعه على ذلك ،قائلا إنه يحضر مع أبناء عمومته وأصدقائه يتسابقون من الصباح الباكر من يصل للمدرسة قبل الأخر".
وقال "الدكتور سليمان سالم شميط "،مدير إدارة بئر العبد التعليمية، إن المدرسة تعد نموذجا فريدا من نوعه فى إدارة بئر العبد، لافتا إلى أنه تم نقل المدرسة للمبنى الجديد الذى وفرته الدولة، بعد أن قام الأهالى مشكورين بدورهم التنويرى فى التأسيس للمدرسة بمنطقتهم فى دور يثمن لهم.
وأشار مدير إدارة بئر التعليمية، إلى أن طبيعة مركز بئر العبد انتشار المدارس بكل أطرافه بالمدينة والقرى والتجمعات السكانية، لإمتداد يصل لنحو 120 كيلو متر من منطقة مزار شرقا حتى قرية بالوظة غربا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة