قد يتخيل البعض أنه يتأثر بما يتعرض له من هجوم أو انتقادات عبر مشواره من بين الحين والأخر، وقد يظن البعض أن لحظات ضعفه وانكساره تدوم للأبد، إلا أن الحقيقة الثابتة التى أكدها الأباتشى محمود عبد الرازق شيكابالا، قائد الزمالك، أنه موهبة استثنائية تُقاوم أى انكسار ليعود أقوى من ذى قبل، فما مر به فتى الجماهير الذهبى عبر مشوراه كان كفيلاً بأن يُنهى مشواره فى أى لحظة، لولا دعم ومساندة الجماهير له، فما تمتع به الأباتشى من دعم لم يحصل أى لاعب غيره بمثله، فهو معشوق الجماهير، يقفون كالصخر مُساندين له وداعمين لموهبته حتى يعود من جديد مُنتصرًا على كل العقبات فى مشواره، فهو صاحب البسمة الذى يحملونه على أعناقهم ويهتفون بإسمه ويرفعون رايات الدفاع عنه ليصبح رمزًا وهوية لهم فى كل أمور حياتهم، فهو بطل وإيقونة خاصة يعشقها كل من ينتمى لقلعة ميت عقبة.
شيكابالا، تعرض فى الساعات الماضية لبعض حملات التنمر، عقب هزيمة الزمالك فى نهائى دورى أبطال إفريقيا، وتتويج القلعة الحمراء باللقب للمرة التاسعة فى تاريخه، إلا أن الجماهير قابلت هذه الحملات بموجة غضب عارمة صاحبها حملات دعم وتأييد لشيكابالا من نجوم القلعة البيضاء وكان على رأسهم حازم إمام، نجم الأبيض الأسبق، بعدما قام بنشر تغريدة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل "تويتر"، قال فيها: "فيديو الكلب غرضه الاستهزاء بشيكابالا لكن أحب أقول إنه هيفضل وصمة عار لكل من شارك وأيد وبارك وضحك، فى فرق كبير بين الهزار، التهريج، التحفيل وإنك تبقى عنصرى"، كما قامت الجماهير بنشر صورة الأباتشى عبر حساباتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعى لدعمه، كما رفض قطاع كبير من رموز وجماهير الأهلى تلك التصرفات العنصرية التى افتعلها البعض ضد الأباتشى، لتسطر الجماهير ملحمة فى حب شيكابالا لمساعدته للعودة مُنتصرًا من جديد، ويستعرض "اليوم السابع" فى التقرير التالى كيف أثبت شيكابالا عبر مشواره أنه يعود بطلاً يُمتع جماهيره فى الساحرة المستديرة عبر مشواره منذ بدايته وخلال مشوار احترافه..
- بداية مُبهرة تخطف الأنظار للفتى الجنوبى
شارك شيكابالا لأول مرة مع الفريق الأول للزمالك فى موسم 2002/2003، حيث سجل أول ظهور له فى مباراة أمام غزل المحلة بكأس مصر، فى الموسم الذى تألق خلاله الأبيض بفضل جيله الذهبى، وسجل شيكابالا فى شباك المحلة هدف الفوز الوحيد، بطريقة رائعة، حيث راوغ 3 مدافعين من أصحاب الخبرات دفعة واحدة، رغم صغر سنه، لتستبشر الجماهير البيضاء خيرًا باللاعب القادم من محافظة أسوان.
وخلال نفس الموسم شارك شيكابالا فى تتويج الزمالك بكأس السوبر الإفريقى على حساب الوداد المغربى، وشارك فى 7 مباريات بالدورى صنع خلالها هدفا فى شباك الاتحاد السكندرى.
لعب شيكابالا 3 مواسم مع الزمالك فى بداية رحلته مع كرة القدم، توج خلالها بالدورى المصرى مرتين، كأس مصر مرة، دورى أبطال أفريقيا مرة بجانب السوبر الإفريقى.
- الرحيل الأول والمساندة للعودة للزمالك
ورحل شيكابالا بعدها لليونان، من أجل الاحتراف فى نادى باوك اليونانى لمدة موسم، قدم خلاله مستويات مميزة، لكنه لم يكمل رحلته فى بلاد الإغريق ليقرر العودة إلى بيته الأول، وعندما رحل لليونان لم يكن عمره تجاوز 19 عامًا، قضى موسمًا وحيدًا، شارك فى 28 مباراة بمجموع دقائق 1810 دقيقة، سجل 4 أهداف وصنع 8 لزملائه، أبهر الجميع فى بلاد الإغريق، قاد فريقه للفوز على منافسهم التقليدى أولمبياكوس، جعل الجميع يهتف باسمه.
بعدها حاول النادى الأهلى، إغراء الأباتشى واستقطابه إلى القلعة الحمراء، وبالفعل وقع شيكابالا للمناقس التقليدى للزمالك لكنه تراجع عن قراره ولم يستطع اللعب بغير القميص الأبيض، ووقفت جماهير القلعة البيضاء داعمة له حتى عاد من جديد إلى جدران القلعة البيضاء فى موسم 2006 – 2007، واستمر بين أحضان الجماهير حتى موسم 2012 – 2013، حين خرج فى تجربة جديدة للوصل الإماراتى.
- شيكابالا بين الخروج والحنين لميت عقبة
انتقل شيكابالا إلى الوصل الإماراتى على سبيل الإعارة بعد فترة صعبة قضاها الأباتشى وسط تراجع نتائج الزمالك فى تلك الفترة، ليقرر الرحيل فى فرصة جديدة للعودة أقوى، حيث شارك مع الفريق الإماراتى فى 13 مباراة، أحرز خلالهم 7 أهداف.
ثم انضم شيكابالا إلى صفوف نادى سبورتينج لشبونة مقابل 700 ألف يورو، وكان النادى البرتغالى واثقًا بشكل كبير فى إمكانيات شيكابالا، لدرجة منحه رقم الأسطورة كريستيانو رونالدو لاعب الفريق السابق، إلا أنها كانت رحلة احترافية غير موفقة للأباتشى لم يشارك فيها سوى فى مباراة واحدة طوال الفترة من 2013 حتى 2015.
بعد عودة شيكابالا إلى الزمالك من سبورتينج لشبونة خرج فى نفس الموسم 2015 – 2016 للإعارة ضمن صفوف الإسماعيلى وتألق خلالها بشكل مميز ليُثبت أنه مازال قادر على العطاء حيث شارك مع الدراويش فى 8 مباريات، أحرز هدفين، صنع 4 أهداف.
ثم عاد شيكابالا إلى الزمالك فى الموسم التالى، ولكنه من جديد أُعير إلى صفوف نادى الرائد السعودى موسم 2017 – 2018، شارك شيكابالا مع الرائد فى 24 مباراة، أحرز 10 أهداف وصنع 5 آخرين، فى رحلة احترافية مازالت تتذكرها جماهير النادى السعودى.
وأخيرًا انتقل شيكابالا إلى فريق أبولون سميرنى اليونانى على سبيل الإعارة موسم 2018 - 2019، إلا أنه لم يستكمل فترة الإعارة وعاد إلى مصر، بعدما شارك فى 11 مباراة بواقع 10 مباريات فى الدورى اليونانى بمعدل 439 دقيقة، ومباراة فى الكأس أحرز خلالها هدفًا.
- العودة بطلاً للكيان
من جديد وقفت جماهير الزمالك داعمة لشيكابالا فى عودته الأخيرة للقلعة البيضاء منذ موسم 2018 – 2019 حتى الآن، ليعود أقوى مما كان بعدما ساهم فى تتويج الزمالك بكأس مصر عن النسخة الماضية على حساب بيراميدز، والسوبر الإفريقى على حساب الترجى التونسى، ثم توج بالسوبر المصرى على حساب الأهلى، بالإضافة إلى تأهله مع الفارس الأبيض إلى نهائى دورى أبطال إفريقيا قبل أن يخرج وصيفًا للبطولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة