ـ عاملات اليومية يتعرضن للتحرش والانتهاك الجنسى ويُجبرن على الصمت ضعفا وخوفا على لقمة العيش"
"
ـ أحلام أطفال المخيمات..رهف: نفسى ألبس حلق وجاكت عشان البرد..سعاد: بحلم آكل لحمة وأشترى صندل زهرى وفستان
-تغطية حصرية من مخيم"عين الحلوة"المعروف بالمخيم الفلسطينى الأكبر والأخطر في لبنان
ـأوضاع اللاجئين بالأرقام
-25مليار دولار خسائر تكبدها الاقتصاد اللبنانى حتى 2018جراء النزوح السورى «وفق آخر تقديرات لصندوق النقد الدولى"
ـ نحو 2مليون لاجئ سورى وفلسطينى بلبنان
ـ 80ألف لاجئ فلسطيني يعيشون على 2 كيلومتر مربع في"عين الحلوة"
ـ 880ألف لاجئ سورى مسجل لدى المفوضية السامية من إجمالى يتراوح بين مليون و1.300ألف إلى1.500لاجئ
ـ 9000أسرة فلسطينية تعانى أزمة الأوراق الثبوتية(وفق اللجان الشعبية)
نقلاً عن الورقى..
يختلسون النظرات من خلف أكياس بلاستيكة اُستخدمت بديلاً عن الأبواب الخشبية لمساكنهم، بينما هم يلهون بجوار خزان كبير للمياه،البعض منهم حافى القدمين والبعض الآخر أسعدهم الحظ بـ«شبشب»وإن كان ممزقا ومقاسه لعمر البالغين، لكنه على الأقل يقيهم قليلاً برودة الأرض وأوحالها..ملابسهم متسخة وملامح وجوههم توارت خلف طبقات من الأتربة وخطوط من الطين ما يكفى ليحكى قصتهم ووصف أحوالهم.
إنهم أطفال المخيمات بلبنان،وتحديدا مخيم غزة بمحافظة البقاع قرب الحدود السورية الشرقية، لكن المشهد ذاته تكرر فى العديد من المخيمات التى قمنا بزيارتها سواء مخيمات النازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين فى صبرا وشاتيلا ببيروت وتجمع سعيد غواش وأيضا مخيم عين الحلوة بالجنوب وهى النماذج التى اخترناها كعينة لتلك المخيمات لنرصد الواقع والمعاناة لهؤلاء.
"اللاجئون"..أزمة مزدوجة
فى الوقت الذى بات هؤلاء يمثلون عبئاً إضافياً على مرافق دولة تكافح للخروج من عنق الزجاجة،وجدناهم يعيشون أوضاعا متردية زادت من حدتها أزمة لبنان الاقتصادية وجائحة كورونا.
يُعد لبنان البلد الأعلى عالميا،من حيث نسبة عدد اللاجئين إلى عدد السكان،وفق تصريحات خاصة لممثلة المفوضية السامية لشئون اللاجئين،ورغم عدم توفر إحصائيات دقيقة لأعداد اللاجئين إلا أن التقديرات تشير لوجود نحو مليونى لاجئ فلسطينى وسورى منهم1.5مليون سورى و500ألف فلسطينى«رقم تقديرى يستند لتقاطعات أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والأمن العام اللبنانى ولجنة الحوار اللبنانى الفلسطينى،إضافة إلى18.500لاجئ من دول أخرى مثل إثيوبيا والعراق والسودان«وفق تقرير المفوضية عام2020»،مما يزيد الأعباء على مختلف القطاعات بالدولة.يقول الدكتور فادى سنان مدير عام وزارة الصحة،إن هناك50ألف طفل سورى يُولد كل عام، مُعتبراً اللجوء أحد أهم أسباب الأوضاع الكارثية.
وفى مايو الماضى عرض الرئيس عون على المبعوث الأممى بلبنان يان كوفيتش 43 مليار دولار كقيمة خسائر مالية لحقت بخزينة الدولة نتيجة الأزمة السورية والتى تشمل اللجوء.
مع أطفال مخيم غزة بمحافظة البقاع
يقول لنا زياد الصايغ خبير السياسات العامة واللاجئين،لا توجد إحصائيات دقيقة لإجمالى الخسائر التى لحقت بلبنان بسبب اللجوء،لكن المؤكد إن لبنان تحمل أعباء هائلة فى الاقتصاد جراء اللجوء ولابد من دراستها مع المؤسسات الدولية.
وأشار الصايغ أن آخر إحصائية نشرها البنك الدولى عام2017لحجم الخسائر المباشرة نتيجة اللجوء السورى فقط قدرتها بـ17مليار دولار،وقدر صندوق النقد الدولى فى آخر إحصائية له عن أزمة النزوح السورى بلبنان الخسائر بـ25 مليار دولار،وفى عام2013 وهو عام ذروة اللجوء،(وفق البنك الدولى)فقد كلفت الأزمة السورية لبنان2,5مليار دولار فى تراجع النشاط الاقتصادى وأدت إلى هبوط مستوى معيشة170.000لبنانى.
عبء اللاجئين
تزايد تدفق السوريين على لبنان منذ اندلاع الأزمة السورية عام2011،فارتفع عدد المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين حتى تجاوز المليون ونص المليون لاجئ عام 2014«وفق إحصائيات المفوضية».
مراسلة الصحيفة مع ميراى جيرار
تقول ميراى جيرار،ممثلة المفوضية السامية بلبنان،في تصريحات خاصة،إن وجود اللاجئين مثل ضغطاً كبيراً على المرافق الحيوية لذلك دعمنا هذه الخدمات،ولكن من جهة أخرى اللاجئين هم مستهلكون فساهموا فى الحد من انخفاض الناتج المحلى.
أطفال مخيمات «البقاع»
تضم محافظة البقاع شرقى لبنان أكبر عدد لمخيمات اللاجئين السوريين قرب الحدود السورية، حيث يوجد بلبنان 1500مخيم يتركزون بالشمال خاصة عكار ومحافظة البقاع، فيوجد 339.472لاجئ مسجل لدى المفوضية السامية،وفى بلدية غزة على سبيل المثال17مخيما تضم25 ألف سورى،وفق تقديرات المفوضية.
أطفال سوريون بمخيمات البقاع
خلال جولتنا بتلك المخيمات لرصد واقع قاطنيها التقينا مع7سيدات منهن أرامل،و6من الرجال والشباب و10أطفال بأعمار مختلفة،من بين هؤلاء،محمد أحمدى«9سنوات»،الذى يصف حياته بالمخيم قائلا:"ماعندنا مكان للعب..وبالليل بخاف لأن مافيه كهربا".
أطفال مخيم غزة بالبقاع
حياة محمد تشبه حياة أقرانه فى المخيم ممن يعيشون حياة فُرضت عليهم،فها هو على أحمد «12سنة»،يروى قصته:«كنت بمدرستى بسوريا وقامت غارة وشفت واحد من زمايلى بيموت،فركضت على البيت وطول الطريق كان صوت الضرب عالى ما بتحمله،اتخبيت ورا الأحجار ليهدأ القصف،وبعدها كملت طريقى للبيت ولما وصلت عرفت أن أبويا انصاب ومات، فقررت أمى تاخدنى وأخواتى على لبنان»،يستطرد قائلا:«حياتنا هون كلها تعب ماقدرت أكفى تعليمى وبروح الأرض مع أمى لأساعدها،كنت بحلم أكون طبيب أطفال،وبحلم أرجع بلدى ونعيش فى سلام".
وللاطفال نصيب من المعاناة فى حياة المخيمات
بجوار إحدى الخيم تقف سعاد إبراهيم- وعلى وجهها ابتسامة غير مكتملة،هرولت إلينا فتعثرت قدماها بالشبشب الذى ترتديه فهو متهلهل- ويكبرها بكثير،لخصت معاناتها قائلة:«نفسى فى صندل زهرى وفستان وردى..بحلم أشترى بوظة«آيس كريم»من الدكان وآكل لحمة..نفسى أرجع للعبى اللى تركتهم بسوريا".
الطفلة سعاد
أحلام الطفلة دلال«9 سنوات»،تتلاقى مع أحلام سعاد،فهى أيضا تحلم بـ«صندل»،وملابس جديدة مثل فستان أزرق،وتلخص معاناتها فى الشتاء:«نفسى أحس بالدفا،الغطا مانه كفاية فببرد،والميه بتدخل علينا الخيمة ومش بقدر أخرج، نفسى ألعب بالمرجحية»، وعن حلم المستقبل قالت:"بتمنى أكون دكتورة أطفال".
الطفلة دلال
محرومون من التعليم!..
أوضاع النازحين فى«البقاع»،وضحها لنا نجيب المجذوب ناشط حقوقى واجتماعى بمنظمة إنترسورس الإيطالية لإغاثة النازحين،فقال:«تختلف تقديرات أعداد النازحين السوريين،والذين ازدادت معيشتهم صعوبةً وارتفعت نسب البطالة بينهم بعد"كورونا"ثم الانفجار،وهم يعتمدون على الزراعة والحرف،وهناك250ألف طفل خارج المنظومة التعليمية وهناك كثير من الأسر بالمخيمات تعولها نساء،ففى مخيم غزة400أرملة معيلة،ولا تخصص لهم برامج مساعدات».
مخيمات البقاع
الأشغال معطلة
"أنا أب لبنتين وثلاثة أولاد،لى عام بدون عمل،نشتغل بالسهل،يوميتنا 1000ليرة وبعد كورونا و الانفجار وقف الشغل»،يروى ضاهر الأحمد،أحد شباب المخيم،معاناته،مضيفا:«نعتمد على مساعدات المفوضية70 ألف ليرة شهريا للفرد،وما بيكفوا شىء،وفى الشتاء المطر بيغرق المخيم»،وبالنسبة للرعاية الصحية،قال«الباص بيجى مرة شهريا فيه طبيب واحد لجميع التخصصات،كل أسرة مسموح لها بمريض واحد تعالجه،إما بنروح المستوصف ولا يوجد به إخصائيون».
ضاهر الاحمدى
قالت ميراى جيرار،إن اللاجئين السوريين بلغوا مستوى غير مسبوق من الفقر،وهناك 880ألف لاجئ سورى مسجل لدينا من إجمالى يتراوح بين مليون و300ألف إلى مليون و500 ألف لاجئ،فقد أوقفنا تسجيل اللاجئين منذ عام 2015بطلب من الحكومة اللبنانية،مضيفةً أن مساعدات المفوضية تصل لنحو مليون لاجئ بلبنان،و30%من اللاجئين يستفيدون من برنامج المساعدات النقدية ولكنه لا يغطى الجميع.
انفجار المرفأ ضاعف أزمات اللاجئين
طالت تداعيات كارثة مرفأ بيروت النازحين أيضا،فها هو حمود الضهر،أحد قاطنى مخيم غزة ويعمل سائق شاحنة بالمرفأ،كان لديه سيارة نقل تعينه على الحياة،دُمرت بالانفجار،يقول حمود:«السيارة كانت مصدر رزق ولادى،وإصلاحها يحتاج6ملايين ليرة»،مضيفا:«لدى9أبناء يوميتى لا تكفينا حتى خبز حاف وولادى ما بقدر أعلمهم".
يضيف خالد إبراهيم،نزح من سوريا عام2013ولديه7أبناء:«انهيار سعر الليرة وكورونا قضوا على رزقنا،وقيمة المساعدات ثابتة400.000ليرة لكل أسرة،والأدوية مش متوفرة".
«كورونا» المخيمات
أجمع اللاجئون الذين التقيناهم على أن جائحة كورونا غير متفشية بينهم،وبالنسبة للإجراءات الوقائية فالبعض يعتمدون على أنفسهم فى شراء المطهرات والكمامات،بينما الغالبية عاجزة عن شراء أدوات الوقاية.
وعن أزمة"كورونا"بالمخيمات السورية قالت جيرار،إن عدد الإصابات حتى نهاية أكتوبر بلغ200 حالة،لكن ما زالت المخاوف قائمة في ظل صعوبة تطبيق التباعد الاجتماعى بالخيام،لذلك نكثف حملات التوعية ونوزيع مستلزمات النظافة الشخصية.
وبالنسبة للمخيمات الفلسطينية،قالت فريال كمال ناشطة بمجال حقوق الإنسان بمخيم شاتيلا،إن الأدوات الوقائية غير كافية،ولكن الانتشار لايزال محدودا.
ميراى جيرار ممثلة المفوضية السامية لشئون اللاجئين بلبنان
انتهاكات بحق المرأة والاطفال
تجلس حزينة أمام باب خيمتها بمخيم غزة،تحمل نظراتها وملامح وجهها شقاء سنوات،إنها الحاجة عامرة الأحمد،أرملة جاءت مع أبنائها من سوريا منذ بداية اندلاع الحرب،قالت«عندى 3 بنات و4 شباب وزوجى توفى وهم أطفال،وضليت أشتغل وشقيت عمرى كله عشان أربيهم»،بالكاد استطاعت الحاجة عامرة تعليم بعض أبنائها حتى الصف التاسع وتزويج البنات،أضافت:«بنتى أرملة وعندها طفل وأنا أعولهم".
الحااجة عامرة الأحمد نازحة من سوريا
تعانى الحاجة عامرة أمراضا كثيرة لكن الأدوية غير متوفرة،وأغطية المخيم غير كافية.
أمام خيمة الحاجة عامرة
هنادى عباد،نازحة من سوريا،ومتطوعة بمجال العمل الإنسانى بالمخيمات،روت معاناتها:«لدى4أبناء طلعنا من بلدنا هربانين من الضرب والموت واتقفلت أبواب رزقنا وكانت رحلتنا للبنان شاقة جينا تهريب".
أجهشت هنادى بالبكاء قائلة:«تركنا ذكرياتنا فى بيوتنا بسوريا،تركنا مستقبلنا اللى كنا بنرسمه وأحلام ولادنا لبكرا، وجينا للمجهول».
وعن صعوبة الحياة داخل المخيمات بالنسبة للمرأة،تقول هنادى:«حياة قاسية..كتير أرامل بيعولوا أسر اعتمادا على مساعدات المنظمات،وفيه نساء بتشتغل بالأراضى وما بيقدروا يكفوا احتياجات ولادهم،وكتير مصابين بالاكتئاب»،تستكمل:"كمان الشتاء مشكلة كبيرة فالبرد قارس والأرض وحل، يصعب التنقل من خيمة لأخرى".
مخيمات البقاع
"أنا وكتير غيرى فى المخيم بنشتغل عاملات فى الأراضى..بنتعرض للتحرش ومجبورين نسكت، عشان الفضيحة ولقمة العيش»..هكذا وصفت«ش.م» بأحد مخيمات البقاع،معاناتها فهى تعول5أبناء بعد أن تحطم منزلها أثناء الحرب وتوفى زوجها،فحملت أبناءها إلى لبنان. وتستكمل روايتها:"فيه ستات هنا اتعرضت للاغتصاب،حتى الأطفال بيتعرضوا لنفس الأذي، وما حد بيقدر يحكى،مجتمعنا ما بيرحم ولوعرفوا بيقتلونا،كمان بنخاف على قوت يومنا، والمساعدات ما بتكفى»،اتفقت معها في الرأى«ع.م»،مؤكدة تعرضها للتحرش أكثر من مرة.
تؤكد ياسمين كيالى مسئولة بجمعية بسمة وزيتونة لخدمات المجتمع المدنى واللاجئات،أن كثيرا من الأطفال والنساء اللاجئات تتعرضن للاغتصاب والتحرش سواء من قبل أصحاب الأعمال أو داخل المخيمات والنساء يخشين الفضيحة وخسارة لقمة العيش،ندعم بعض الضحايا بعلاج نفسى.
أمهات فى عمرالطفولة
ضمن المآسى التى وجدناها فى مجتمع اللاجئين بلبنان زواج الأطفال بداية من سن العاشرة، ومن بين تلك الحالات التقينا مع«س.ك»قادمة من إدلب ومقيمة بتجمع سعيد غواش،عمرها 14 سنة،وهى أم لطفلين،روت مأساتها قائلة:«أنا عايشة فى عذاب وأنا عمرى11سنة طلعونى من المدرسة لأتجوز،مكنتش أعرف يعنى إيه زواج أو دُخلة جاتنى حالة نفسية أول فترة ورغم مرضى أهل زوجى مارحمونى وأصروا على الدُخلة البلدى،ساءت حالتى وحاولت الانتحار وفيه جمعية من اللى بتقدم مساعدات عرضونى على دكتور نفسى،لحد دلوقت بفزع من العلاقة وزوجى بياخدنى غصب وأوقات يضربنى لحد ما أفقد الوعى،ما بعرف أتعامل مع الأطفال اللى معى أهل زوجى بيربوهم..أنا حامل وبتمنى حد ينقذنى من الجحيم اللى عايشه فيه".
"كان نفسى أكون معلمة"،هكذا عبرت الطفلة عن أمنيتها،وعما عاشته فى سوريا، تقول:«لى6أخوة وأبويا مات فى الحرب وما كان فيه حد يصرف علينا، كان عمرى7سنوات وقت اللى بدأت الحرب،بديت أوعى للحياة وسط الدم والقصف»،وعن حلمها قالت:«بحلم ترجع سوريا مثل ما كانت ونرجع لها".
التقينا حالة أخرى لطفلة من سوريا«ع.ى»،13سنة،تروى قصتها:«جيت من سوريا منذ سنتين لأتزوج هنا..زوجى بيشتغل بمحل جزارة،والدى فران ولى 4أخوة،لما قامت الحرب ما بقى قادرين نعيش،أهلى اتفقوا على جوازى واتخطبت بالتليفون وما كنت اعرف زوجى،أختى كمان سنها22سنة وعندها4 ولاد،اتزوجت وهى15 سنة»،وهنا غالبتها الدموع وهى تقول:«صار أهل زوجى يضربونى لأن ما جبت طفل لهلا،عرضونى لأكثر من طبيب،قالوا لأنى صغيرة".
حول تلك الظاهرة حدثتنا كمال شرفان رئيسة التجمع النسائى الديمقراطى،قائلةً:«إنها تفاقمت بلبنان مع اندلاع الأزمة السورية وتدفق النازحين وصار أى فرصة لتزويج البنت مهما كان عمرها مقابل المهر والتخلص من عبئها هى فرصة ذهبية وصار الاندماج بين السوريات واللبنانيين".
أضافت الناشطة ياسمين كيالى،«ندعم أطفال المخيمات نفسيا ونقدم لهم أنشطة مثل الرسم والرياضة،فعدد كبير منهم يعانون أمراضاً نفسية،كما ندعم ضحايا الزواج المبكر وننظم حملات توعية للأسر لكن لا نجد تجاوبا،فالدافع ليس الفقر الشديد فقط،ولكن خوفهم على شرف بناتهم فى ظل الأوضاع بالمخيمات،فهناك أطفال يتزوجون في سن العاشرة وهؤلاء يعانون أزمات نفسية كبيرة تصل للانتحار،إضافة للعنف من قبل الزوج ثم تنتهى أغلب الحالات بالطلاق،ولا توجد قوانين تحميهم.
اضطرت تزوج ابنتها «12سنة»
بالدموع بدأت«ف.ل»حديثها،رفضت الإفصاح عن هويتها خوفا من العائلة والمجتمع،بالكاد أقنعتها أن تروى لنا قصتها:«أنا أم لـ7أولاد وزوجى متوفى جينا هربانين من سوريا،بعد معاناة طويلة استقرينا بالمخيم،لم أجد عملا لأكفى قوت يومنا،أشتغل فى فلاحة الأرض يوم متوفر وعشرة لا،ومع صعوبة الوضع الاقتصادى انقطع العمل،صار ولادى يتلوون جوعا،اضطريت أزوج بنتى عمرها12 سنةـ لتخفيف الحمل علينا وحتى تساعدنى فى تدبير طعام إخوتها،لكن المصيبة الأكبر أنها بعد كام سنة اطلقت رجعت وحالتها النفسية مدمرة ومعها طفلان،فبقيت مسؤولة عن9بدل من7وما قادرة أكفيهم".
دور الأمم المتحدة فى مكافحة زواج الأطفال
قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة فى لبنان، لـ«اليوم السابع»،إنها تعمل بتوافق مع الحكومة والشركاء المحليين،والمنظمات الدولية غير الحكومية لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لحماية المرأة والطفل الممتدة بين2020و2027،وشاركت فى إطلاق خطة العمل الوطنية لمنع تزويج الأطفال بلبنان فى2020.
وتقوم الهيئة بالدعم القضائى لمنع هذا الزواج،وتوظف جهودها فى تنفيذ الإصلاح القضائى الذى يستجيب لقضايا تزويج الأطفال،إضافة للتوعية العامة بواقع العنف القائم تزويج الأطفال،وتدعم الهيئة الحملات التوعوية بالعواقب الوخيمة لهذا الزواج.
مخيم صبرا وشاتيلا
أزقة لا ترى إلا بصيصا من النور بالكاد تستطيع السير فيها لضيقها الشديد وقرب الأبنية بها، وبمجرد أن ترفع نظرك سترى كميات هائلة من الأسلاك الكهربائية المتشابكة متدلية فوق رأسك، وبجوارها أحبال تحمل ملابس العائلات..هذا هو المشهد داخل مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين المقام على كيلو متر تقريبا،ويقطن 25ألف نسمة،والمشهد نفسه تجده بـ«صبرا» المرتبطة تاريخيا بمجزرة صبرا وشاتيلا الواقعة عام 1982.
العدد الفعلى للاجئين الفلسطينيين بلبنان180ألف لاجئ تقريبا،موزعون فى12مخيما بخمس مناطق هى الشمال والبقاع وبيروت وصور وصيدا،بينما عدد المسجلين حوالى473 ألف لاجئ، و27 ألف فلسطينى سورى،(إحصائيات منظمة الأونروا.)
أطفال منسيون
مرتدية حذءاً قديما يكبرها وفستانا ورديا صيفى، تلعب«الحجلة»،بينما أسلاك الكهرباء مدلاة فوق رأسها بكل ما تحمل من مخاطر فليس لديهم خيار آخر..إنها «آية» ذات الـ7سنوات، تصف بكلماتها البسيطة ما تعيشه من حرمان بـ«شاتيلا»: «ماعندنا شىء نلبسه أنا وإخواتى الصغار،محتاجين ملابس،وبدنا مكان نلعب فيه..وماعندنا كمامات لنلبسها،عارفين إن كورونا بتجى للى ما لابس كمامة بس ماعندنا".
الطفلة آية
أمام دكان صغير عربة بها أدوات تجهيز الشاى والقهوة السريعة يقف عماد أبوصافى،11عاما،لبيعها للمارة، تُعبر علامات التعب والهم على وجهه عما يعيشه من ألم، يتحدث عماد قائلاً:«لى 8 أخوة أنا أكبرهم، كنت بدرس فى الصف الخامس الابتدائى وطلعت من التعليم لأشتغل وأساعد أبوى، بجهز القهوة لأبيعها،بصحى من6الصبح أقف على عربية الشاى وبعد الظهربقف فى دكان..بشتغل أكتر من12ساعة فى اليوم..الناس حوالينا ميتة جوع ما لاقيين اللقمة ولا علبة الدواء ». وعن أمنياته يخبرنا عماد:«كان نفسى أكون دكتور كبير فى سوريا".
الطفل عماد يجهز القهوة لبيعها
الشغل ممنوع
وليد سلام،من سكان مخيم شاتيلا،أب لـ5 أطفال،يصف أوضاعه المعيشية:«بشتغل عامل ستالايت داخل المخيم،فالعمل خارجه ممنوع..أبسط حقوق الإنسان مش موجودة..ما بكفى قوت يوم أسرتى فاضطريت أشغل ابنى(10سنين)،حتى مساعدات الأونروا غير منتظمة".
مساعدات «الأونروا»
تقول هدى أبوسمرة، المتحدثة باسم منظمة الأونروا فى لبنان،إن حجم المساعدات قد انخفض بعد توقف الدعم الأمريكى عام 2018بما يشكل ثلث الموازنة والتى بلغت العام الحالى مليارا و500مليون دولار والعجز بلغ 350مليون دولار،ما ضاعف الأعباء، واستخدمت أمريكا هذا القرار كورقة ضغط على الفلسطينيين،موضحةً أن المساعدات المادية قاصرة على61ألف لاجئ هم الأكثر فقرا،وتبلغ 39 دولارا لكل لاجئ كل 3أشهر.
يقول الحاج فرحات سليم،عضو بنقابة العمال،«نشعر بتمييز ضدنا من قبل الدولة فنحن ممنوعون من عدة وظائف،نصف الناس اتسرحوا من أشغالهم".
معاناة المرأة
صباحاً دخلنا بناية مدخلها حالك الظلام،وبالداخل الحاجة«أم أحمد»،جالسة على أريكة خشبية وإلى جوارها أحفادها الثلاثة وسط غرفة مظلمة فالتيار الكهربائى منقطع،تروى لنا الحاجة معاناتها:«أنا أم لـ 6أولاد وابنى متجوز وعايش معى،الكهربا تيجى ساعتين وما معنا مصارى ندفع اشتراكات،والميه مالحة فبنضطر نشترى جالونين يوميا”.
تضيف أم أحمد:«المعاناة تضاعفت بعد الأزمة الاقتصادية،الشباب بلا شغل،بالزور جوزى لقى شغلانة،والدخل ما بيكفى الضروريات،ابنى متزوج وعنده 4 ولاد،أسبوع يشتغل ويبطل شهور،اختتمت حديثها:«بتمنى يكون عندى ميه حلوة".
ليلى نعمان،متزوجة منذ12عاما ولديها3أطفال،تقول: «عندى طفلين معاقين،وزوجى ترك الشغل من سنة وحالتنا كرب".
أما المعاناة الصحية،حدثتنا عنها الحاجة نادية حمدان«أم على» قائلة: أنا مريضة سكر وضغط وقلب،بتحكم «بتعالج»على حسابى،لأن الأونروا ما بتعطينا».تضيف حمدان:«المرأة اللاجئة حقوقها مهدورة وفيه كتير أرامل بيعولوا أسرهم".
صعدنا سلما متكسرا لا يتسع إلا لشخص واحد بإحدى البنايات فى«صبرا»،ومن باب ضيق دخلنا منزل الحاجة أم محمد،وجدناها ترقد على سرير حديدى متهالك، روت قصتها:«تزوجت هنا ولدى10أولاد ربيتهم فى غرفة صغيرة،منهم واحد ما بيسمع ولا بيتكلم وما قدرنا نعالجه،ولما ضاق بنا الحال نزل يشتغل فى حمل الرمله”.
وعن المساعدات،قالت السيدة الثمانينية:«الأونروا بتعطينى140ألف ليرة كل3شهور وحق علبة الدوا100 ألف ليرة،واشتراك الكهربا 100 ألف..ربنا يتولانا!»
تعلق هدى أبوسمرة، قائلة:تعانى المرأة الفلسطينية بشكل كبير، فتكون مهنتها غالبا عاملة بالمنازل مقابل مبلغ زهيد،وهى الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية ونحن نقدم الدعم النفسى لهن،إضافة إلى تقديم خدماتنا الصحية الأساسية من خلال27مركز رعاية صحية أولية ولكن الأمراض المستعصية فكلفتها تفوق إمكانياتنا،إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة بشكل مخيف.
الموت صعقا بالكهرباء أو المخدرات!..
تصف فاطمة بشر،بمخيم شاتيلا،معاناة العيش بالمخيم،قائلة:«ولادنا ما بيلاقوا ضوء ليذاكروا عليه، كمان اللى بيمرض وعلاجه مش متاح فى الأونروا بيترمى لحد ما يموت".
الأسلاك الكهربائية بمخيم شاتيلا
تضيف فاطمة:«أطفالنا بيلعبوا تحت خطر أسلاك الكهرباء العشوائية،وكتير ماتوا بالصعق الكهربائى وماحد سائل فينا ونحن فى الشتا،وهذه الأسلاك عملوها السكان الجدد ليتقاسموا بها التيار الكهربائى".
توضح فريال كمال،أن هناك عددا من الأطفال لقوا حتفهم بسبب هذه الأسلاك،وهذه كارثة تهدد أطفال المخيمات الفلسطينية وضبطها مسؤولية اللجان الشعبية،فهناك أزمة كبيرة فى الكهرباء وتلجأ كثير من الأسر للتشارك على الخط مع أسرة أخرى.
«آفة المخدرات»
"المخدرات منتشرة بين الأطفال والمراهقين بالمخيمات، والظاهرة زادت مؤخرا بشكل كبير"،هكذا أوضحت فاطمة محمد،بمخيم"شاتيلا".
وتؤكد هدى أبو سمرة، أن «المخدرات منتشرة بين قاطنى المخيمات والعلاج يقدم عبر المؤسسات الشريكة لنا، ونحاول من خلال شركائنا تقديم حملات توعية للشباب وأيضا نقدم دورات تدريبية تعلمهم المهارات الحياتية والذاتية وحرفا معينة»،وأكد الدكتور عبدالرحمن أبوصلاح أمين سر اللجان الشعبية بمخيم عين الحلوة،إنه لا يوجد مستشفى مجهز لعلاج حالات الإدمان ويصعب السيطرة على تلك الظواهر فى ظل المعاناة النفسية للاجئين.
«إن وضع اللاجئين الفلسطينيين فى الـ12 مخيما مزر»،بهذه العبارة وصف سليمان عبدالهادى أمين سر اللجنة الشعبية بشاتيلا،أوضاع الفلسطينيين،وأضاف:«لدينا شباب مؤهلون لكن ممنوعين من الانضمام لسوق العمل فى70مهنة بلبنان»،وعن أزمة المخدرات بالمخيم، يقول: إننا نحاول توعية الأهالى،ونطلب من الدولة أن تحكم قبضتها بالمخيم.
أم ربيع«60 عاما»بمخيم صبرا، أم لـ3أبناء منهم شاب يعانى كهرباء بالمخ،وتعمل فى تنظيف البنايات مقابل14ألف ليرة شهريا، ومستمرة فى العمل رغم مرضها، مؤكدة"ماحد بيساعدنا".
أزمة الأوراق الثبوتية.. لاجئون
بلا هوية!«لا أحد يعترف بنا..وأولادنا خارج المدارس ولا أمل فى المستقبل»..جملة ترددت على ألسنة العديد من اللاجئين سواء الفلسطينيين أو السوريين ممن لا يملكون أورقاً ثبوتية.
يقول الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح أمين سر اللجان الشعبية بمخيم«عين الحلوة»،إن حوالى 6 آلاف أسرة فلسطينية بلبنان و3000أسرة فلسطينية سورية بالمخيم تعانى أزمة فقدان الأوراق الثبوتية،هؤلاء لا تتاح لهم خدمات الرعاية الصحية خارج المخيم.
يصف محمد محمود،بمخيم شاتيلا،أزمته قائلا:«تزوجت عرفيا لأن ما معى وثيقة ميلاد ولا إقامة،ابنى لما خلص دراسته بالمرحلة الابتدائى ما قدرت أفوته على الإعدادية،لأنه ممنوع ومش قادر اشتغل وخايف على مستقبل ولادى".
نوهت هيئة الأمم المتحدة للمرأة،لـ"ليوم السابع"،بأن الأطفال عديمى الجنسية نتاج العواقب الوخيمة للزواج غير الموثق لأبناء المخيمات،مشيرة لتنظيم حملات توعوية بهذا الصدد.
داخل مخيم عين الحلوة بجوار أكوام من القمامة تتجمع حولها الحشرات والقوارض،يسكن على الفار وهو أب لـ4بنات،يخبرنا بقصته:«منزلى وسط القمامة،وبنتى مصابة بمرض جلدى بسبب الحشرات وسوء التهوية،أعيش مأساة بسبب فقدانى الأوراق الثبوتية،معى بطاقة هوية مؤقتة لتمريرى من الحاجز الحدودى،لكن لا تصلح لأى معاملات رسمية،ومابقدر أفوت بناتى على المدرسة بعد الصف الرابع الابتدائى،وما عندى إقامة رسمية وما معى كلفة استخراج جوازات سفر لى ولأسرتى ووضع الإقامة عليها، وأى رعاية طبية لبناتى على حسابى الشخصى،وأنا عامل يوميتى10آلاف ليرة..حاولنا نوصل شكوتنا بس ماحد بيسمعنا".
على الفار
وعن دور المفوضية السامية للاجئين فى مساعدة فاقدى الأوراق الثبوتية تقول ميراى جيرار، ممثلة المفوضية:«نحاول مع السلطات اللبنانية المعنية مساعدة هؤلاء لاستخراج أوراقهم والحصول على الإقامة القانونية من خلال تسهيل الإجراءات واستطعنا تسهيل بعضها،ولكن مازالت هناك عقبات".
ابنة على الفار مصابة بمرض جلدى بسبب الحشرات
بكلمات تحمل الحزن والمشقة تصف دينا حسن بمخيم عين الحلوة،معاناتها:"صعب تكونى بلا هوية!..بدأت إدراك هذا حين تقدمت لامتحان الشهادة الإبتدائية ورفضونى،واتحرمت من التعليم وضلت الأزمة طول حياتى وواجهتها فى العمل،كل ما نملكه حاليا بطاقات تعريف من السفارة،وولادى ورثوا المشكلة،وأصبحوا فاقدين الأمل فى مستقبلهم،وتزداد معاناتنا خاصة أننا نعيش بمنطقة خارج تغطية خدمات"الأنروا".
دينا حسن
وحول تلك الأزمة تقول الناشطة ياسمين كيالى:"إن أغلب اللاجئين بدون وثائق ميلاد وزواج رسمية وإقامة أو حتى بطاقة هوية ويترتب على ذلك«زواج عرفى»والأطفال يصعب قبولهم بالمدارس،ويعانى السوريون أكثر لأنهم غير معترف بهم كلاجئين ولاتوجد جهة مسئولة عنهم".
وعن أسباب عدم منح هؤلاء الإقامة الرسمية،تقول كيالى:«أهم الأسباب تعنت الدولة وعدم وجود محل إقامة ثابت أوعمل إضافة لتكاليف استخراج أوراق الإقامة والتى تبلغ مليون ليرة سنويا وتجديد جواز السفر بـ 400دولار".
«عين الحلوة».. عاصمة الشتات الفلسطينى
"عين الحلوة"المخيم الأكبر خارج فلسطين ويمثل عاصمة الشتات الفلسطينى أنشئ عام 1949،يقطنه 80ألف لاجئ على مساحة لاتتعدى2 كيلومترمربع،وفق ما أوضح العقيد عبدالهادى الأسدى مسؤول القوى الفلسطينية المشتركة بالمخيم.
المعروف عن هذا المخيم أنه الأخطر بين المخيمات لإيوائه هاربين،يقول الأسدى إن هناك تنسيقا مستمرا مع المخابرات اللبنانية لتسليم المطلوبين بداخل المخيم،وعددهم300شخص، البعض متهم بقضايا إرهاب أو تفجيرات،وهناك وساطة سويسرية من إحدى المؤسسات بالتعاون مع عدد من المحامين اللبنانيين للبحث عن المطلوبين وتسليمهم لأجهزة الأمن وقد سلمنا قائمة ببعض الأسماء.
أضاف الأسدى:«المطلوبون فلسطينيون ونحن لا نبحث عنهم حتى لا نهدد سلامة ساكنى المخيم،خاصة أنهم لا يقومون بأى تهديد للسلم".
من جانبه قال الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح أمين سر اللجان الشعبية فى«عين الحلوة»، مهمتنا الإشراف على الخدمات والبنى التحتية،مؤكدا أن الأونروا لا تقدم المساعدات اللازمة للاجئين فلا توجد بالمخيم مستشفيات ونعتمد على مستشفى واحد خارجه، والأدوية غير متوفرة رغم انتشار أمراض الربو وسرطان الرئة بالمخيم، فالمساكن غير صحية فهى لا ترى الشمس،ما يمثل مأساة خاصة أن 35%من السكان أطفال، أما المساعدات المادية فتُقدم فقط للفئة الأشد فقرا وهم يمثلون13%من عدد اللاجئين.
وبلغت البطالة بالمخيم70%،خاصة بعد إلزام اللاجئ برخصة العمل،وكثيرون تم تسريحهم من أعمالهم.أضاف عبدالناصر السعدى مدير خدمات مخيم عين الحلوة،أن حوالى40ألف لاجئ محرمون من خدمات"الأنروا"الأساسية لأنهم خارج المساحة المحددة للمخيم،ما يؤدى لانتشار الأمراض.
أضاف السعدى،«فصل الشتاء يفرض واقعا مؤسفا بالمخيم،وهناك بيوت فى حاجة عاجلة لإعادة الترميم".
أطفال «عين الحلوة»
وجدناه يلهو فى أحد أزقة المخيم،إنه على درويش«7سنوات»،يقول لنا:«مارحت على المدرسة،لكن كنت بحلم أكون دكتور،وبحلم كمان أشترى قواعى«ملابس»،وأكل شيكولاتة،أما زياد يوسف،فى الصف11،فحلمه أن يصبح مهندسا،وعن أكثر مايعانيه فى المخيم،يقول"انقطاع الكهرباء ومفيش مكان نلعب فيه".
أطفال مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان
رهف حسنين،8 سنوات،لخصت أمنياتها قائلة:«نفسى أشترى حلق وصندل وجاكت عشان بكون بردانه،ونفسى أكل لحمة لكن أمى ما بتعملها»،تضيف رهف،«خبرت أمى أنى نفسى أروح على المدرسة لأطلع دكتورة، لكن ما بروح".
ألطفلة رهف بتحلم تلبس حلق
الحاجة سميرة أم لشابين وزوجها متوفى،تقول:«لى أكثر من30سنة بالمخيم،مريضة بالربو وفيه كتير مصابين بنفس المرض،لأن بيوتنا مابتدخلها الشمس،بشتغل فى جمع القمامة لأربى عيالى،لو بطلت شغل يوم مش هلاقى لقمتى، والأدوية ما توفرها الأنروا..يقولوا مافيه إلا أقراص باندول،كمان فحص الدكتور بـ50 ألف ليرة..بقول"يارب فرج كربنا".
الحاجة سميرة مريضة بالربو وتعمل فى جمع القمامة
وأسفل سقف يكسو جزءا منه أغطيه قديمة ممزقة بينما الآخر فى العراء،بجواره سرير حديدى متهالك عائما فوق ما يشبه بركة من مياه الصرف،يجلس سامى هويدى بداخل منزله بالمخيم، تحدث قائلا:«أعمل بلاط،ولدى4أبناء،تتضاعف معانتا فى الشتاء فالبيت بيتملئ ميه من الأمطار ونقوم بنزحها، حالتنا اتدهورت أكثر مع هبوط الليرة.وأضاف بتجينا مساعدات غير منتظمة من الأنروا ما بتغطى احتياجاتنا.
ألحاجة سميرة مازالت تعمل لتكفى احتياجات أسرتها
رهف
يعانى اللاجئون قسوة الحياة بينما تتزايد أعباء الدولة اللبنانية التى لم تعد قادرة على تحمل المزيد، فهل تُفعل الأطراف المعنية محليا وإقليميا جهودها لحلحلة الأزمة وغيرها من الأزمات المترتبة على هذا الوضع القاسى حتى تعود للبنان ابتسامته؟!