تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الخميس، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن العالم حبس أنفاسه بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، على الرغم من أن الانتخابات تجري في جل دول العالم الديمقراطي، لكنها لا تنال هذا الزخم من التوتر النفسي، والتعلق العاطفي والحشد الإعلامي. لِمَ لا، فهى الولايات المتحدة الأمريكية.
سمير عطالله
سمير عطا الله: فوز الانقسام
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، لم يحدث مرة أن انقسمت أمريكا على نفسها وانقسم حولها العالم، كما يحدث اليوم. كأنما خرج الأمريكيون جميعاً للاقتراع. وكأنما العالم برمته جلس ينتظر النتائج. لم يترك دونالد ترامب أحداً من دون استنفار معه أو ضده. الحياد ممنوع.
هذه أكثر مرة يحضر فيها الشخص، لا البرنامج. والمرشح، لا الحزب. ولم يترك ترامب أحداً ينام حتى "جو النائم". قام وخطب وغنى ورقص وزعق وهدد وضحك. وكان الروائي فيليب روث يقول إن معرفة ترامب باللغة لا تتجاوز 97 كلمة. وقد استخدمها كلها، زائداً حركاته وإيماءاته و"لغة الجسد" الذي يشبه مصارعي "السومو" اليابانيين.
حتى "كورونا" حوَّله من مرض مرعب إلى جزء من العرض الانتخابي. ومقابل هذا الفوران الدائم، كان هناك سبعيني آخر يخوض معركته بهدوء، طارحاً شعاراً واحداً، هو سياسات ترامب. هذه المرة حوَّلت أمريكا مهرجانها الانتخابي المألوف إلى مهرجان غير مسبوق كلفها 12 مليار دولار.
جميل مطر
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، قرأت خطاب الرئيس شي الذي ألقاه قبل أسبوعين في إحدى لجان قيادة الحزب الشيوعي الصيني. يومها ازدادت قناعتي بأن الصين اتخذت قرارها بأن تقابل التصعيد الأمريكي في المنافسة بينهما بتصعيد ليس أقل حزماً، ثم تابعت بالتركيز على السلوك الرسمي للدولتين تجاه بعضهما بعضاً، ورحت أتحسس مواقع التصعيد في التعامل والتغيير في مستوى الخطاب السياسي. ولفت انتباهي بشكل خاص النشاط المحموم لمايك بومبيو، متنقلاً من بلد في أوروبا إلى بلد في أعماق إفريقيا حاملاً رسائل دبلوماسية لكبار المسؤولين في دول عدة.
وبعد أيام ربما يكون لدينا اسم الرئيس الجديد للولايات المتحدة، أو تتمدد رئاسة ترامب لولاية ثانية. أقول ربما، لأن الرئيس ترامب حذر متوعداً أنه ربما يقرر رفض الاعتراف بالنتائج إن لم ترُق له. أظن أن الدولة الأعمق في الولايات المتحدة لن تواصل الصمت على تجاوزات السياسيين، وأظن أنها سوف تبلغ المرشحين بطريقة، أو أخرى، أنها لن تسمح بتلاعب خطير، أو التدخل بوسائل غير عادية لتغيير النتائج، أو استخدام القوة للتأثير في إرادة الناخبين أثناء عملية الانتخاب، أو بعدها.
خليفة على السويدى
خليفة علي السويدي: لماذا حبس العالم أنفاسه؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، الأربعاء 4 نوفمبر لم يكن كعادته. حبس العالم أنفاسه بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، على الرغم من أن الانتخابات تجري في جل دول العالم الديمقراطي، لكنها لا تنال هذا الزخم من التوتر النفسي، والتعلق العاطفي والحشد الإعلامي. لِمَ لا، إنها الولايات المتحدة الأمريكية. هذا البلد العظيم الذي قدم للعالم الكثير، فعبر أكثر من 150 عاماً قدمت أمريكا للعالم أفضل تجارب البشر في مجالات كثيرة، هي ثالث دول العالم حجماً من حيث المساحة، ومن حيث عدد السكان الذين تجاوزوا 300 مليون نسمة، تتكون من مزيج عرقي بشري غريب. فبالرغم من أن الهنود الحمر هم سكان المنطقة الأصليون، بيد أن أمريكا المعاصرة يعيش فيها مواطنون من أصول مهاجرة، يمثلون بقع العالم المختلفة. اقتصادها الأقوى عالمياً، فكل تغيير يطرأ على الدولار تكون له انعكاسات خطيرة على كثير من عملات العالم واقتصادياتها، بل إن مجرد تصريح يتناول الاقتصاد يصدر عن صناع القرار في أمريكا، تكون له تبعات كبيرة في العالم.
جيشها لا يختلف اثنان على قوته وسرعة انتشاره وتمركزه. فلو قررت أمريكا سحب قواتها من بعض دول آسيا، لرأينا حروباً قريبة من الحرب العالمية الثانية تكون طاحنة بين دول متجاورة. التقدم العلمي في أمر لا يخفى على أحد، فجل جوائز نوبل يحصدها علماء من أمربكا. وحسب إحصاءات الجائزة، فازت الولايات المتحدة بها 378 مرة، لذلك تتصدر الدول. أما الدولة الثانية، فهي المملكة المتحدة بعدد 132 جائزة، وتأملوا الفرق بين المرتبة الأولى والثانية، على الرغم من أن شعار أمريكا الرسمي "بالله نثق"، إلا إنها نجحت في الفصل بين الكنيسة والبيت الأبيض، عبر مؤسسات مستقلة، الغريب في هذا البلد أنه ليست له لغة رسمية على المستوى الفيدرالي، رغم أن الإنجليزية هي السائدة فيه.
وكما أن أمريكا بعد سبتمبر 2001 غيرت جلدتها تجاه قضايا كثيرة في العالم، يبدو أنها متجهة لصناعة تجربة جديدة محلية، لكن انعكاسات ستكون عالمية في 2021. إنها تجربة قد تبعدها عن جذور نشأتها، فهي دولة - من حيث الديمغرافيا- لديها مزيج مختلف من الناس، بيد أن التيار اليميني الذي كان يعمل في الخفاء، بدأت علامات عودته للحياة العامة بأجندة عنصرية لم تعرفها الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود، بل إن أمريكا كانت تسعى كي تذوِّب كل الثقافات والأعراق في بوتقة الحضارة الأمريكية. هذا من جانب، ومن جانب آخر هناك تراجع واضح للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة ما كانت تلعبه من دور عالمي. فحتى أوروبا، التي تُعد أمريكا امتداداً تاريخياً لها، دقت ناقوس الخطر بسبب الأزمات المتتالية في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بينها وبين واشنطن، في ما يبدو أنه انعكاس خطر للتوجهات الاقتصادية الأمريكية.
الأخطر من ذلك يتلخص في فقدان بعض السلطات استقلالها القانوني المتعارف عليه، بسبب سيطرة بعض التوجهات على صناعة القرار في تلك المؤسسات، إنه تراجع في العمل المؤسسي نحو تمركز السلطة في يد رجل البيت الأبيض. فهل تُغير هذه الانتخابات بوصلة أمريكا من جديد؟