لم تكن المرأة في عصر النبوة عبارة عن شيء هامشى، فقد أوصى النبى صحابته باستفتاء أم المؤمنين عائشة في أمور الدين، قائلاً: "خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء"، واستمع لرأى أم المؤمنين السيدة أم سلمة في حل أزمة سياسية حول صلح الحديبية، على غير ما نراه من تجاهل دينى للمرأة التي أفتت في عصر النبوة وتوارت في عهد الانترنت والفضائيات.
وفى دار الإفتاء المصرية، أمانة كبيرة للفتوى تضم خيرة العلماء إلا من المرأة، وكذلك في الأزهر لا تتقدم المفتيات، وفى وزارة الأوقاف التي حاربت من أجل الحفاظ على حقها في الفتوى لم تدفع بمفتيات حتى تاريخه، وهو الأمر الذى صرحت به الدار من حقوق وصلاحيات للمرأة في تولى كل المنصات القضائية والسياسية، وكررت أن السيدة عائشة كانت أول مفتى في حياة النبى وبإجازته.
من جانبه طالب الشيخ صبرى عبادة القيادى بوزارة الأوقاف، الإمام الأكبر بتعيين كوادر نسائية في هيئة كبار علماء الأزهر، ومفتى الجمهورية بتعيين مفتيات في الأمانة العامة للفتوى، وكذلك في تخصصات الفتوى بوزارة الأوقاف.
وأكد القيادى بوزارة الأوقاف، لـ"اليوم السابع"، ضرورة الاستعانة بالمرأة المفتية لمناقشة خصوصيات النساء وإبداء الرأي الشرعى فللمرأة الخبرة والحق ويفترض وجودها في هذا الميدان بشكل رسمي لا اجتهادى.
وشدد القيادى بوزارة الأوقاف، على أن النبى استعان بالمرأة حتى في القضايا الدينية والسياسية، وقد اهتم النبى برأى النساء فأخذ النبى برأى زوجته السيدة أم سلمة في صلح الحديبية، حيث تمكنت من رد الأمة إلى صوابها ووحدتها.
وأوضح القيادى بوزارة الأوقاف، أن عمر بن الخطاب استفتى السيدة حفصة في تحديد المدة التي تقبل المرأة بغياب زوجها خلالها، وهذا يبين قيمة رأى المرأة، مضيفا أن المرأة ليست بمنأى عن الفتوى والرأى، والسيدة عائشة كانت تفتى في أمور الدين للصحابة والصحابيات ويتخذ برأيها بتوصية النبى فكيف نتجاهلها نحن.
وأشار القيادى بوزارة الأوقاف، إلى تجاهل تعيين المرأة في مناصب الفتوى بالمؤسسات الدينية هو عن نظرة غريبة للمرأة بعيدة عن الإسلام، مشيرًا إلى شروط شغل مقاعد الفتوى للمرأة بأن تكون من المشهودات لها بالعلم والفقه ورجاحة العقل والتخصص والدراية الكاملة بقضايا العصر.
واقترح الدكتور محمد وهدان، الأستاذ بجامعة الأزهر، إنشاء قسم خاص بأمانة الإفتاء يكون خاص بفتوى المرأة وتعمل به مفتيات يفتين النساء في أمورهن دون حرج.
وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر، لـ"اليوم السابع"، أن المرأة في عهد النبى كانت تفتى للرجال والنساء، حيث حسم النبى الجدل في هذا الجانب قائلاً: "خذوا نصف دينيكم من هذه الحميراء"، يقصد عائشة رضى الله عنها.
وبالبحث عن الدور النسائى في الجانب الشرعى، ذكرت كتب التأريخ أن السيدة عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبى بكر وعمر وعثمان وهلم جرا إلى أن ماتت يرحمها الله"، وحتى عمر الفاروق رضي الله عنه الذي كان مجتهد الإسلام والدين لم يستغن عن هذه "السيدة عائشة" المشكاة النبوية.
وأكدت الوثائق، أن كل صحابي لم يكن مسموحًا له بالإفتاء في عهد عمر رضي الله عنه، بل كان ذلك الأمر إلى البعض من خاصة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم الذين كانوا يفتون، بينما اعتمد عمر رضي الله عنه على عائشة أم المؤمنين والاعتراف بفضلها ومكانتها العلمية وسعة اطلاعها ومعرفتها.
وفى الوقت الذى تؤكد فيه دار الإفتاء المصرية دور المرأة، وتوافقها دور إفتاء السنة حول العالم، ضمت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي انطلقت من القاهرة منذ سنوات وتواصل عملها، 20 عضوا مؤسسا وزاد عددهم إلى 35 عضوا حول العالم جميعهم من الذكور وفى داخل دار الإفتاء المصرية يسود العنصر الرجالى فقط.
وضمت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، 20 عضوا من الذكور، وهم: الدكتور صالح بن حميد ومستشار الديوان الملكي بالسعودية، و الشيخ عبد اللطيف فايز دريان مفتي الجمهورية اللبنانية، والشيخ عبد الكريم الخصاونة مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، و الشيخ محمد حسين مفتي القدس، والشيخ إبراهيم صالح الحسيني مفتي نيجيريا، و الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بأبو ظبي، والشيخ محمد مصطفى الياقوتي وزير الأوقاف السوداني الأسبق، ومأمون عبد القيوم رئيس جزر المالديف الأسبق، والشيخ أحمد النور محمد الحلو مفتي جمهورية تشاد، و الشيخ سلمان موسييف النائب الأول لإدارة مسلمي القوقاز ومفتي جمهورية أذربيجان، و الشيخ إيرجان ماميروف مفتي عام كازاخستان، و الشيخ شعبان رمضان موباجي مفتي أوغندا، و الشيخ صالح مجييف المفتي العام لجمهورية الشيشان، و الشيخ علي مويني أمكوو مفتي الكونغو الديمقراطية، والدكتور يوشار شريف داماد أوغلو مفتي اليونان، والشيخ عبد الواحد على انجو مفتي الفلبين، والدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوربي، والشيخ منصور نياس مستشار الرئيس السنغالي، والشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء ـ سلطنة عمان، والدكتور محمد الخلايلة أمين عام دائرة الإفتاء بالمملكة الأردنية.
أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم
الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم