أول من نودى بلقب أمير المؤمنين، الخليفة الثانى للمسلمين، الفاروق الذى أشاد به الجميع، الأعداء قبل الأنصار، لعدالته وبساطته وحكمته، إنه الصحابى الجليل عمر بن الخطاب، أحد أصحاب النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وواحد من العشرة المبشرين بالجنة.
تمر اليوم ذكرى رحيل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، إذ اغتيل على يد أبو لؤلؤة المجوسى فى نوفمبر 644م، أثناء إمامته المسلمين فى صلاة الفجر، حيث ضربه بخنجر ذات نصلين ست طعنات فحُمل إلى منزله والدم يسيل من جرحه وذلك قبل طلوع الشمس، وحاول المسلمون القبض على القاتل فطعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة.
ويتفق المؤرخون والعلماء على أن النبي محمداً، صلى الله عليه وسلم، بُعث سنة 610م وهو فى الأربعين من عمره، وكانت الدعوة الإسلامية فى بداية عهدها سرية، وكان عمر بن الخطاب من ألد أعداء الإسلام وأكثر أهل قريش أذى للمسلمين، قبل دخوله الإسلام.
تولى عمر بن الخطاب الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ، كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا واشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق لتفريقه بين الحق والباطل.
هو مؤسس التقويم الهجري، وفى عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذى أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهى ثالث أقدس المدن فى الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثى أراضي الامبراطورية البيزنطية. تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية فى حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة