نشاهد اليوم منحوتة "الملاكم"، وهى تنتمى إلى فن النحت اليونانى في المرحلة المسماة بـ الهلنستية، وفيها نشاهد ملاكما يجلس بعد انتهاء اللعبة، والملاكم لا يزال يرتدى ملابس الملاكمة، وأبرزها تلك الجلود الموجودة على اليد، ولم يتم تحديد الفترة الزمنية التى ينتمى إليها التمثال بالتحديد، لكنها تأتى بين 330 إلى 50 قبل الميلاد.
وقد كانت الفترة الهلنستية فى اليونان تحتوى أكثر المنحوتات عاطفية، لكن هذه المنحوتة يبدو أنها تدل على قصة هزيمة الملاكم القوى، إنه ينظر إلى خصمه بخيبة أمل فى نفسه.
يذكر أن لعبة الملاكمة فى اليونان تعود إلى ما قبل القرن الثامن قبل الميلاد، فقد أوردتها (إلياذة هوميروس)، وكانت تمارس فى مجموعة متنوعة من السياقات الاجتماعية فى مختلف مدن اليونان.
ومعظم المصادر الموجودة حول الملاكمة اليونانية القديمة مجزأة أو أسطورية، مما يجعل من الصعب إعادة بناء القواعد والعادات والتاريخ المحيط بهذا النشاط بتفصيل كبير.
وهناك العديد من الأساطير حول أصول الملاكمة فى اليونان، حيث تقول إحدى الأساطير إن الحاكم البطولى "ثيسيوس" اخترع شكلاً من أشكال الملاكمة، حيث جلس رجلان وجها لوجه وضرب كل منهما الآخر بقبضاتهما حتى قتل أحدهما، فى الوقت المناسب، بدأ الملاكمون بالقتال أثناء الوقوف وارتداء القفازات (مع المسامير) واللفافات على أذرعهم أسفل المرفقين، لكنهم قاتلوا عراة.
وأكد الباحث والمؤرخ فيلوستراطوس أن الملاكمة تم تطويرها فى الأصل فى أسبرطة، ويُعتقد أن الخوذات غير ضرورية وأن الملاكمة قد أعدتهم للضربات الحتمية على الرأس التى سيحصلون عليها فى المعركة، ومع ذلك لم يشارك إسبرطيون أبداً فى الجانب التنافسى للملاكمة، معتقدين أن وسائل الهزيمة غير مشرفة.