يحتوى المتحف المصرى الكبير على كم هائل من القطع الأثرية المقرر عرضها وقت افتتاح المتحف فى 2021، تتجاوز الـ 50 ألف قطعة، إلى جانب عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون، بالكامل لأول مرة أمام الجمهور، ولكن قبل أن يرى الجمهور تلك الكنوز الأثرية، هناك عدد من الأثريين والمرممين وراء خروج الكنوز المصرية للعرض، ولقد كان لـ"اليوم السابع" حوار مع الدكتور الطيب عباس، مساعد الوزير للشئون الأثرية بالمتحف المصرى الكبير.
س / هل ما زال هناك أعمال نقل للقطع الأثرية سواء من المتحف المصرى بالتحرير أو المتاحف الأخرى؟
ج / إننا نقوم بنقل القطع الأثرية بشكل دورى، حيث ما يتبقى فى المتحف المصرى بالتحرير عدد قليل للغاية ما يقرب من 700 قطعة، ونحن لدينا جدول زمنى أسبوعى للتسليم والتسلم للمتحف المصرى بالتحرير، ولدينا أيضًا استلام من المتاحف الإقليمية، فهناك قطع فى مارينا وتل بسطة وتانيس ومخازن الأقصر، وكل هذا يدخل فى زمن يومى معين، وبناء على ذلك يخرج المجموعات من المتحف لاستلام تلك القطع.
س / كيف تتم أعمال التسليم من المواقع والمتاحف قبل نقل القطع للمتحف الكبير؟
ج / قبل وصول أى قطعة للمتحف المصرى الكبير تخرج مجموعات من المتحف لعمل تسجيل وتوثيق للقطع داخل أماكن عرض القطعة، سواء فى المتاحف أو المناطق الأثرية، بعد أن يتم تخصيصها من خلال موافقات اللجنة الدائمة، لاتخاذ الأبعاد والأطوال وتسجيل حالتها، بعد مرحلة التسجيل نبدأ فى مرحلة النقل، لتدخل فى المتحف الكبير، لتدخل إلى معامل الترميم إذا احتاجت القطعة المنقولة لذلك، أما إذا كانت ليست فى حاجة للترميم وحالتها جيدة تدخل المخازن.
س / هل يتم دخول كل القطع التى يتم استلامها لمعمل الترميم؟
ج / أغلب القطع التى تنقل من المتاحف والمواقع الأثرية تدخل معامل الترميم فى المتحف الكبير، وما وصلنا إلى الآن ما يزيد عن 52 ألف قطعة وجميعهم دخلوا معامل الترميم، وتم ترميمهم بالفعل، وأشهر تلك القطع المجموعة الخاصة بالملك الذهبى توت عنخ آمون.
س / كم عدد القطع التى تم تسجيها على قاعدة بيانات المتحف الكبير؟
ج / نحن سجلنا على قواعد البيانات ما يقرب من 82 ألف قطعة، وهى القطع التى وصلت المتحف بالفعل، وأخرى تم تسجيلها بعد عمل تقرير خالص بها، وسوف يتم نقلها لاحقًا، وفقًا للجدول الزمنى.
س / هل هناك أولويات فى أعمال نقل القطع الأثرية؟
ج / أن هناك أولويات فى أعمال نقل القطع، حيث يتم نقل القطع التى سيتم عرضها أولا، وهناك محموعة من القطع سيتم تخزنها، لكن هناك مجموعة لابد من نقلها لدخولها فى معامل المتحف المصرى الكبير، لأنه لا يوجد مكان يستطيع أن يرمم تلك القطع إلا معامل المتحف المصرى الكبير.
س / كيف تم التعامل مع حالة التابوت توت عنخ آمون فى معمل الترميم؟
ج / إن سلامة الآثار هي هدفنا الأول عند استلام القطع الأثرية من المواقع والمتاحف الأثرية، وهذا هو ما جعلنا ننجح في التعامل مع تابوت الملك توت عنخ آمون، وترميمه على أكمل وجه بطرق العلمية الحديثة المعترف بها دوليًا، وأن تابوت الملك توت عنخ آمون كان من القطع الأثرية المفقود فيها الأمل، نظرًا لسوء حالتها التي كانت عليها قبل استلامها ودخولها معامل الترميم بالمتحف المصرى الكبير، وصعوبة التابوت كانت منذ وقت إخراجه من مقبرته ونقله من الأقصر إلى المتحف الكبير، وأخذ مننا وقت للتخطيط وقت طويل للغاية.
س / هل اختلفت خطة عمل ترميم التابوت خلال نقله على أرض الواقع؟
ج / أن أعمال نقل التابوت كانت البداية في شهر أغسطس 2019، لنقل التابوت، ووقت ما دخلنا لوادى الملوك، كان لدينا خطة عمل، ولكن العمل على أرض الواقع يختلف كثيرًا، فالتابوت له "عدد 2 سور"، والسلالم منحدرة انحدار شديد، والتابوت يوجد بغرفة الدفن داخل تابوت حجرى، ودرجة الحرارة مرتفعة جدًا، وحتى نقوم بسحب التابوت كانت مسألة صعبة للغاية، وخطرة، لأن سلامة الأثر مهم للغاية، وكل همنا ألا يحدث لأثر أي ضرر.
س / هل تم ترميم التابوت قبل نقله إلى المتحف الكبير؟
ج / التابوت ظل 97 سنة داخل المقبرة بدون ترميم، وحتى وإن كان تم الترميم عندما عمل كارتر على القطع الخاصة بالملك توت عنخ آمون، استخدموا طبقات شمع كثيرة جدًا على القطع، وهى الطريقة التي كانت معروفة في ذلك الوقت، ولكن نحن بدأنا نزيل تلك الطبقات، وبرغم كثرة طبقات الشمع إلا أنه حفظته إلى حد ما، ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة ووجود تلك الطبقات من الشمع أصبح لها أثر ذلك.
س / هل كان التابوت معرضًا للخطر داخل مقبرة الملك الذهبى؟
ج / إن الطبقات التى وجدناها على التابوت أحدثت أثرا سيئا مع ارتفاع درجة الحرارة، لأنه بدأ التبطين المذهب حول التابوت الموجود حول وخلف التابوت الملامس للحجر، أدت إلى زيادة نسبة الرطوبة بها، ومع ارتفاع درجة الحرارة منذ سنوات طويلة، أثرت على حالة التابوت، ووقت تدخلنا لترميمه كان هو الوقت المناسب جدًا، فوجود التابوت داخل المقبرة أكثر من ذلك داخل المقبرة يعرضه لخطر التدمير، وفى الأول والأخر ما يهمنا هو سلامة القطعة الأثرية، وكانت خطوة تحسب للمتحف المصرى الكبير وللجنة الدائمة التي وافقت على نقل التابوت.
س / ما هى القطعة الأثرية التى استغرقت وقت طويل فى ترميمها؟
ج / هناك عدد من القطع الأثرية التى ربما تأخذ وقتا طويلا فى مراكز ترميم المتحف، وعلى سبيل المثال الدرع الخاص بالملك الذهبى، والذى جاءت إلى المعمل بحالة سيئة للغاية، ولكن فريق الترميم نجح فى إحياء القطعة من جديد، إلى جانب تابوت الملك توت عنخ آمون الذى جاء من الأقصر بحالة أيضًا سيئة للغاية.
س / كم من الوقت استغرق فى ترميم درع الملك توت عنخ آمون؟
ج / أن أعمال الترميم لدرع الملك توت عنخ آمون استغرق ما لا يقل عن 6 أشهر من أعمال الترميم، حيث كان مصابًا بتلف شديد، وكانت معظم الوحدات الجلدية منفصلة عن الأرضية الكتانية، وأن هذا النوع من الصدريات الحربية نادر الاستخدام فى الحضارة المصرية القديمة، وكان يتم تصنيعها من الجلد المثبت على أرضية من الكتان، وبتقنية تجعلها متداخلة مع بعضها البعض، لتوفر الحماية لمنطقة صدر المحارب، ويأتى تميز هذه الصدريات لكونها كانت من قبل مقتصرة على الصدريات المصنوعة من الوحدات المعدنية.
س / هل تختلق درجة الصعوبة فى أعمال الترميم حسب المادة المصنوعة منها القطعة؟
ج / تختلف درجة الصعوبة لكل قطعة حسب المادة التى يتم العمل بها، فنجد مادة التابوت الذى تم استلامه من الأقصر رقيقة للغاية وتحتاج إلى تعامل دقيق، واستغرق ترميمه حوالى 8 أشهر، كما أن إكسسوارات الملك توت عنخ آمون تحتاج لوقت طويل فى ترميمها، حيث إنه أول مرة يتم ترتيب الخرز الخاصة بالإكسسوارات الملك بطريقة صحيحة، وتم إعادة ترتيب الخرز حسب ترتيب الأرقام الذى سجلها المصرى القديم.
س / هل تم الانتهاء من ترميم مجموعة الملك الذهبى؟
ج / تم الانتهاء من أعمال ترميم مقتنيات الملك توت عنخ آمون التى توجد معامل الترميم بالمتحف المصرى الكبير، ويتبقى القطع التى كانت ضمن معرض توت فى الخارج، والذى عاد مؤخرًا من لندن، وتم استلامه بالفعل ودخوله فى معامل الترميم، باستثناء القطع التى تم اختيارها للعرض المؤقت فى متحف شرم لشيخ والغردقة والبالغ عددهم 20 قطعة.
س / متى يتم القطع الخاصة بالملك توت عنخ آمون الموجودة بمتحف التحرير؟
ج / سيتم نقل باقى القطع المعروضة بالمتحف المصرى بالتحرير والخاصة بالملك توت عنخ آمون، قبل افتتاح المتحف الكبير، مثل قناع الملك والمقصورات، قبل الافتتاح بثلاثة شهور، أو حسب ما تقتضيه الحاجة وقتها، ونحن حريصين على أن تكون المعروضة فى متحف التحرير التى لا تحتاج إلى ترميم، حتى تكون جاهزة للعرض بشكل مباشر فور نقلها، لأن كل قطعة قد تستغرق اعمال ترميمها ما يقرب من 5 شهور.
س / هل يكتمل سيناريو العرض لمقتنيات توت عنخ آمون فى المتحف الكبير دون المومياء؟
ج / إذا كنا نفكر فى عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون جميعها تحت سقف واحد داخل، سواء ما عثرعليه داخل مقبرة الملك وأخرى وجدت خارج مقبرته، والتى سيتم عرضها على مدخل الملك توت عنخ آمون، أوضمن آثار الدرج العظيم، فإذا كانت كل هذه القطع داخل قاعة الملك بالمتحف الكبير، وينقصها المومياء، فنجد سيناريوغيرمكتمل.
س / هل ترى أن وجود المومياء ضمن مقتنيات الملك بالمتحف الكبير أمر مهم؟
ج / إن وجود المومياء الخاصة بالملك توت عنخ آمون مهم جدًا ضمن سيناريو العرض المتحفى بالمتحف الكبير، الذى يتحدث عن جنازة الملك وأهم شيء فيها الجسد وهى المومياء، وعلى ما اعتقد أن وجود المومياء شيء مهم للغاية، وإن عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون تشمل التوابيت الخاصة به بالكامل، وكان المصرى القديم كل اهتمامه الحفاظ على جسد المتوفى، فهو جزء من اكتمال شخصيته، حتى يقوم برحلته فى العالم الأخر، فنحن سنعرض كل شيء للملك الذهبى توت عنخ آمون لأول مرة أمام الجمهور.
س / هل تسمح حالة المومياء لنقلها إلى المتحف الكبير؟
ج / حالة المومياء لا نعلم وصلت إلى أين، ونحن نحتاج أن ننظر على حالة المومياء أولاً لمعرفة هل يمكن نقلها أم يصعب نقلها، وفى حالة وجود ضرورة لنقلها لتعرض ضمن مقتنيات المتحف المصرى الكبير، وبعد موافقة اللجنة الدائمة التى لها القرار الأول والأخير، سيتم عرضها فى المتحف الكبير ضمن مقتنيات الملك الذهبى توت عنخ آمون، فنحن لدينا عرض اكتمل ووجود عنصر أساسى فيه وهى مومياء الملك توت عنخ آمون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة