استعد واحزم حقائبك فلقد حان وقت رحلتك للأقصر وأسوان حيث الدفء الذى تبعثه شمس الحضارة المشرقة دوما وجمال الطبيعة التى حباها بها الله، فتلك رحلة يمكن أن تقوم بها كل عام دون أن تملها، وستظل ذكراها عالقة فى عقلك وقلبك حتى تزورها فى العام التالى.
الأقصر وأسوان فى كل مرة تراها بعيون جديدة، وتكتشف مازال مخبأ من أسرارها، ففى تلك البقعة شيد الفراعنة حضارتهم على ضفاف النيل والتى امتدت حتى أطراف البلاد، وظلت أثارهم شاهدة على التطور الذى بلغوه قبل سبعة آلاف سنة، كل ذلك إلى جانب الطبيعة الخلابة والجو المعتدل وضع الأقصر وأسوان فى مصاف المقاصد السياحية العالمية.
وفى ظل استمرار أزمة أزمة كورونا اتخذت وزارة السياحة والاثار بالتعاون مع غرفة الفنادق عددا من الاجراءات الاحترازية فى الفنادق والمطاعم والاماكن الأثرية لتضمن لك رحلة آمنه، ولكن كل ما عليك هو التأكد من حصول الفندق الذى اخترته للاقامة حصل على شهادة السلامة الصحية، حيث هناك عدد كبير من الفنادق الثابتة والعائمة حصلوا على الشهادة فى كل من الاقصر وأسوان.
وقبل أن تبدأ فى رحلتك وإذا كانت الاولى للأقصر وأسوان فيجب ان تعلم هناك أنشطة متعددة لا تغادر الأقصر وأسوان قبل الاستمتاع بها.
ولأن هنا مهد الحضارات فبالطبع ستقوم بزيارة المعابد الخالدة فى الاقصر وأسوان، فهذا هو المكان الذى بإمكانك ان تنسى العصر الذى تعيشه، وتعود قسرا إلى 7آلاف سنة مضت، ولكن لا تترك المكان دون أن تحضر إحدى عروض الصوت والضوء سواء فى الكرنك أو معبد أبو سمبل وفيلة.
فما أن يحل الظلام بساحة الكرنك - المعبد الأشهر فى الأقصر - عند السابعة مساءا، ترتفع الأصوات فى أضواء خافته وتدخل بك إلى كُتب التاريخ، لتجد نفسك وسط ملوك الفراعنة، وهم يقصون تاريخهم فى طيبة وإنجازاتهم التى لاتزال أثارهم شاهدة عليها، لتعيش فى أجواء لن تعيشها إلا فى الأقصر حيث تجربة الصوت والضوء الفريدة.
والتكلفة ليست باهظة حيث تتراوح سعر التذكرة العائلية فى عروض اللغة العربية من 200 إلى 350 جنية وفقا لعدد أفراد الأسرة، ويتم توفير سماعات الترجمة الفورية مجانا فى جميع المناطق لإتاحة الفرصة للسائح حضور عرض الصوت والضوء بأى لغة فى الوقت المناسب لهم، ويتم العرض بسبع لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والإيطالية والإسبانية، وتستغرق مدة العرض ساعة ونصف.
رحلة أخرى لا تغادر الاقصر دون الاستمتاع بها لأنك لن نجدها إلا هنا، وهى رحلات البالون الطائر تملؤها الإثارة والمتعة التى توفر لك رؤية من السماء للمدينة التاريخية، فيأخذك مع شروق الشمس لمشهد بانورامى فوق معابد الأجداد المهيبة والموجودة على جانبي نهر النيل.
فمع بداية نسمات الصباح الباكر بالقرب من معبد حتشبسوت فى البر الغربى، تبدأ رحلات البالون وتقدم عدد من الشركات السياحية خدمة البالون الطائر، وتتراوح مدة الرحلة من 40 دقيقة إلى 60 دقيقة بارتفاع 2000 قدم عن أرض مدينة الأقصر، ويحمل البالون من 12 حتى 34 شخصا، ولكن وزارة السياحة والاثار وضعت ضوابط تشغيل البالون بنسبة 50%فقط من طاقته الاستيعابية فى ظل الاجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.
وتبدأ الرحلة بالتحرك في سماء الأقصر باتجاه الضفة الغربية من النيل، وتبدأ المشاهد تتغير وتتبدل أسفلك من حقول ومناظر طبيعية على ضفة نهر النيل، ثم الجزر المنتشرة فى مياه النهر الخالد، الذى استمد منه الفراعنة عظمتهم، لتمر بمعبد الملكة حتشبسوت الكامن فى قلب الجبل، مرورا بمعابد الرامسيوم وهابو وأمنحتب الثاني ومقابر وادي الملوك والملكات والنبلاء.
أما جزيرة "إلفنتين" فهى من روائع أسوان داخل نهر النيل، ولذلك عليك أن تبحث عن قارب شراعى من المنتشر على صفحة النهر، أو تنتظر "المعدية"، فهذه هى الوسيلة الوحيدة لتصل إلى جزيرة إليفنتين فى مدينة أسوان، تلك الجزيرة التى تبلغ مساحتها نحو 1500متر طولا و500 متر عرضا، وأغلب سكانها من النوبيين، ويوجد بها آثر لكل العصور التاريخية التى مرت على مصر.
الجزيرة كانت قديما نقطة محورية على الطرق التجارية إلى الجنوب من مصر، حيث تقع في اسوان عند مجرى السد الأول وعند الحدود الجنوبية لمصر العليا مع النوبة السفلى، وترجع تسميتها إلى الأسم المصري القديم لها "أبو" بمعنى أرض الفيل.
وهنا يمكنك التقاط الصور التذكارية لمنظر خلاب خلال رحلتك النهرية باتجاه جزيرة الفنتين فضلا عن المناظر الطبيعية عندما يلتقى النهر مع صخورها الضخمة المتراصة والمترامية على شواطئها بشكل مميز، ولا تغادر الجزيرة قبل أن تزور متحف اسوان الذي تم افتتاحه للجمهور في عام 1912، ويحتوي على قطع أثرية من النوبة، وبقايا المعابد المتواجدة على الجزيرة وفى مقدمتهم معبد الإله "خنوم".
وتعد النوبة بألوانها الفلكلوروية التى تعكس البهجة فى النفوس من أحد اهم معالم أسوان، والتى تمتلك موروث ثقافى ثرى، جعل منها مزارا سياحيا لاتخلو منها رحلة الأقصر وأسوان، وهناك يمكنك قضاء يوما كاملا فى الزى النوبى المميز، تشاركهم شوارعم وطعامهم، وحفلات الرقص النوبى على ضفة نهر النيل والطبيعة الساحرة.
وقبل أن تغادر وبعد أن بعثت الحياة وسط أهل النوبة بألوانهم المشرقة فى داخلك طاقة إيجابية، لابد وأن تعود محملا بالمشغولات اليدوية من ملابس تتميز بألوانها المبهجة، والإكسسوارات، والمشغولات من خوص النخيل المميزة.
ولا تغفل زيارة السوق القديمة فى أسوان حيث توابل محمله بعبق التاريخ، فلكل مكان رائحة تُميزه، وهنا وأنت تسير فى الشارع الرئيسى متجها نحو "السوق القديمة" تأخذك الروائح منذ البداية، التى تحكى ثقافة المجتمع وتاريخ المدينة أقصى جنوب البلاد، هذا المكان الذى من الصعب أن تغادر أسوان قبل زيارته، لتخرج منه محملا بتوابل وأعشاب وعطور نادرة.
فالمنتجات الأسوانية اكتسبت شهرة عالمية، فقط أسأل عن الخلطات والوصفات الطبيعية من الأعشاب المنقولة عبر الأجداد، سواء العلاجية منها أو التجميلية، ولا تنسى الحناء المتنوعة الألوان، وكذلك الفول السودانى المشهور والكركادية والبلح الأسوانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة