ترأست دولة الإمارات، رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاجتماع الوزاري المشترك لوزراء الخارجية بدول المجلس مع وانج يي مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية الصديقة.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات، أن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي،ترأس الاجتماع - الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد ، بمشاركة وزراء الخارجية في دول المجلس ومعالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في كلمته خلال الاجتماع "إننا نجتمع اليوم بعد أيام قليلة، من رحيل الحكيم وأمير الإنسانية والدبلوماسية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، فالراحل الحكيم قام بمساعٍ خيّرة عنوانها التوافق من أجل السلام والاستقرار، وبذل من أجل ذلك مساعي حميدة ووساطات دبلوماسية ناجحة في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وكان القائد المرحّب به، والمقدّرة جهوده من الجميع، داعين الله أن يوفق الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح لمسيرة الخير والإنماء والاستقرار في دولة الكويت الشقيقة".
وأضاف "ونحن نجتمع اليوم في إطار الاجتماع الوزاري المشترك مع جمهورية الصين الشعبية فإننا نعبر عن ارتياحنا لما وصلت إليه علاقة الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين الجانبين في كافة المجالات ونتطلع إلى تعزيزها بما يحقق مصالح الطرفين مشيدين بالعمل المشترك مع الصين في المنظمات الدولية من خلال التوافق على العديد من المسائل التي تخدم الاستقرار والسلام والتنمية في العالم.
وتابع "نتقدم لكم بالشكر على دعوة سفراء دول مجلس التعاون ضمن السفراء المعتمدين ببكين لزيارة الأقاليم الصينية ومنها إقليم شينجيانغ للاطلاع على جهود الصين في التنمية وحماية الأقليات العرقية ونُجدد حرصنا على العلاقات المتميزة والاستراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية واثقين من تحقيق طموح دولنا في هذا الاتجاه تعزيزاً للمصالح المشتركة ودعماً للتنمية والسلام في العالم."
وقال "إننا إذ نقدّر ونشيد بتعاون جمهورية الصين الشعبية مع دول مجلس التعاون للتصدي ومكافحة جائحة "كوفيد-19" من خلال تزويد الصين لدول المجلس بالأجهزة والمعدات وأدوية العلاج والأطقم الطبية والشراكة في إيجاد اللقاحات لمواجهة الجائحة.. نتطلع إلى توثيق هذه العلاقة".
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن جمهورية الصين الشعبية من أهم الشركاء التجاريين لمجلس التعاون ودوله حيث تضاعف حجم التبادل التجاري بأكثر من عشر مرات وذلك من نحو 16.3 مليار دولار في العام 2001 إلى حوالي 167.7 مليار دولار في العام 2018 كما أن التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة سيعزز التعاون والشراكة الاستراتيجية".
وذكر إننا نجتمع اليوم متطلعين إلى مزيد من التعاون في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي والصناعة والصحة والزراعة والغذاء بالإضافة إلى التنمية البشرية وخلق أطر للتعاون في المسارات الاجتماعية والشبابية وتمكين المرأة والبيئة والمناخ مؤكدين على أن مكانة الصين في الاقتصاد العالمي ودورها كعضو دائم في مجلس الأمن لها التأثير الإقليمي والدولي الفاعل خاصة وأن دول مجلس التعاون التي تحترم القانون الدولي تحرص على بناء علاقتها الإقليمية والدولية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إننا ندين الأعمال الإرهابية ونؤكد على رفضنا للإرهاب والتطرف ونؤكد على تضامننا مع الدول وأسر الضحايا.
وقال إن دول مجلس التعاون تدرك أهمية هذه المنطقة كشريان مهم للاقتصاد العالمي لذلك فإن دول مجلس التعاون اتخذت خطوات لخفض التوتر في منطقة الخليج العربي متوقعة أن تقوم إيران بإجراءات لبناء الثقة من خلال تغيير سلوكها بالمنطقة ضمن التزاماتها الدولية بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية وإثارة القلاقل والفتن الطائفية وتطوير أسلحة الدمار الشامل والنظام الصاروخي والقبول بمساعي الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي لقضية جزر الإمارات الثلاث وذلك يتطلب مقاربة وسياسات ومواقف جديدة تدعم الاستقرار والتعاون.
وأكد "إننا نثمن مواقف الصين الايجابية تجاه توقيع معاهدة السلام الإبراهيمي بين الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع دولة إسرائيل ،وهذا من شأنه أن يعزز التعايش والسلام والتنمية والاستقرار في المنطقة التي عانت توترات لعقود ويؤسس لمرحلة جديدة في الشرق الأوسط تساهم في نيل الشعب الفلسطيني حقوقه في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بجانب دولة إسرائيل".
وأضاف، "فيما يتعلق باليمن، فإننا نؤكد على أهمية اتفاق الرياض وأهمية التسريع في تنفيذه بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي وندعم جهود ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في التوصل إلى وقف إطلاق النار يمهد الطريق نحو حل سياسى باليمن مع ضرورة قيام المجتمع الدولى لوضع حد لتدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين التي تستهدف أمن اليمن ودول المنطقة".
وأشار إلى أن دول مجلس التعاون تنشد السلام في كل مكان وفي هذا الإطار هي تدعم وقف إطلاق النار والتوصل إلى حلول سلمية لكافة القضايا مشيدين بالعمل المشترك مع الصين على الصعيدين الثنائي والجماعي وبما يخدم الاستقرار والسلام والتنمية في العالم.
واختتم كلمته قائلا : "نجدد حرصنا على العلاقات المتميزة والاستراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية واثقين من تحقيق طموح دولنا في هذا الاتجاه تعزيزاً للمصالح المشتركة، ودعماً للتنمية والسلام في العالم."
وجاء الاجتماع الوزارى المشترك لوزراء الخارجية بدول المجلس مع وانج يي مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية الصديقة في إطار الحوار الاستراتيجي القائم بين الجانبين، وبحث الاجتماع سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة والتأكيد على أهمية استئناف مفاوضات التجارة الحرة بين الجانبين.
كما ناقش الحضور تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضية الفلسطينية وإيران واليمن مؤكدين على أهمية استمرار التنسيق بين الجانبين في مواجهة تحديات الأمن والسلام.
حضر الاجتماع ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي وعدد من كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية.