أكد سماحة المفتى الشيخ راوى عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا خلال كلمته الافتتاحية للدورة السادسة عشرة للمنتدى الإسلامى العالمى، اليوم، عبر تقنية الاتصال المرئى، على أن المعانى التى كانت وما زالت تنعكس فى مناقشات وتأملات المشاركين فى جلسات المنتدى الإسلامى العالمى، يتم التعبير عنها مباشرة فى الممارسة العملية.
وقال عين الدين: بعد أكثر من ألف عام من الصراع والنزاع المتبادل، نشهد اليوم تقارب أساسى بين أكبر ديانتين فى العالم: المسيحية والإسلام، تبشر ببدء مرحلة جديدة بدأت باللقاء التاريخى الذى جمع بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فى فبراير 2019 بمدينة أبو ظبي، والذى دعا إلى بناء "ثقافة اللقاء التى تستطيع أن تحل محل "ثقافة الصدام" الحالية أو "ثقافة المواجهة"، هذا اللقاء التاريخى الذى أسفر عن توقيع "وثيقـة الأخوة الإنسانية من أجل السلم العالمى والعيش المشترك". ويمكننا أن نستنتج من ذلك أن الأفكار المركزية للوثيقة تتوافق إلى حد كبير مع القيم الأساسية للإسلام وتراثه الفكري. وبطبيعة الحال، وأن هذه الوثيقة تتوافق مع المواقف التى يتم صياغتها والدفاع عنها فى جميع منصات النقاش للمنتدى الإسلامى العالمى فى موسكو ولندن وهلسنكى وبرلين وباريس، ونحن نؤيد ونرحب بشكل كامل بالمبادرة الأخوية للبابا فرنسيس، وكتعبيرعن تضامننا هذا جاء عنوان الدورة الـ 16 للمنتدى الإسلامى الدولى " ثقافة اللقاء".
وتابع سماحة المفتى الشيخ راوى عين الدين: " لقد شهدنا تفاقم الصراع العسكرى فى اقليم ناغورنى كاراباخ، حيث قتل الآلاف من الناس، وتم تدنيس أكثر من 70 معبدًا مقدسًا للإسلام والمسيحية. وفى الوقت الحاضر، تم تحقق السلام فى المنطقة من خلال الجهود العالمية وبمشاركة مباشرة من الاتحاد الروسي، ومع ذلك، فإن الضرر الروحى والجراح العميقة فى النفوس والذاكرة الجماعية للناس التى تسببت بها هذه الحرب لا يمكن تجاوزها بسهولة. ولهذا السبب، وفى إطار منتدانا، ينبغى إيلاء اهتمام خاص لفهم المفاهيم الأساسية لعصرنا: حرية التعبير، وحرية الضمير، واحترام مشاعر المؤمنين، والتسامح والتضامن. وتحويل نتائج واستنتاجات حوارنا إلى مبادرات عامة وإنسانية ملموسة.