الأوقاف تنظم ندوة حول احترام العقائد..وتؤكد: التدين الشكلى " معول هدم "

الخميس، 10 ديسمبر 2020 08:04 م
الأوقاف تنظم ندوة حول احترام العقائد..وتؤكد: التدين الشكلى " معول هدم " وزارة الأوقاف
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عقدت وزارة الأوقاف، ندوة للرأي تحت عنوان : ” منهج الإسلام في احترام العقائد والأديان “ ، بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، تحدث فيها الدكتور عيد علي خليفة مدير عام المراكز الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ محمود الأبيدي ، إمام وخطيب مسجد الجامع بمدينتى.

وفي بداية كلمته أشاد الدكتور عيد خليفه بموضوع الندوة موضحا أن موضوع "منهج الإسلام في احترام العقائد والأديان" يشغل الساحة الفكرية في هذه الآونة ؛ لما يترتب عليه من نشر ثقافة السلام العالمي، مبينا أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحسن إلى جميع الناس، وأن نتمثل قيم الجمال والكمال التي أمرنا بها، فالمسلم صورة واقعية من الجمال والكمال قال تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا"، وينبغي علينا أن نقدم صورة صحيحة عن الإسلام بتطبيق صحيح الدين ونشر الفكر الوسطي المستنير؛ وإننا بحاجة إلى بناء الوعي في الداخل وفي الخارج, فالله (عز وجل) كرم الإنسان من أجل إنسانيته، وقد ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه مثلا عمليا في احترام الآخرين والرفق بهم فقدموا صورة صحيحة للإسلام كانت سببا في دخول الناس في دين الله .

واستشهد خليفة ، بما جرى بين سيدنا ثمامة بن أثال (رضي الله عنه) وسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث قال سيدنا ثمامة (رضي الله عنه) حين إسلامه :" أَشْهَدُا أن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا مُحَمَّدُ مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ وَجْهٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، وَقَدْ أَصْبَحْتُ وَوَجْهُكَ أَحَبَّ الْوجُوهِ إِلَيَّ، وَمَا كَانَ دينٌ أَبْغَض إِلَىَّ مِنْ دِينِكِ، وَلَقَدْ أَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبّ الْأَدْيَانِ إِلَيَّ، وَمَا كَانَ بَلَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، وَقَدْ أَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبُلْدَانِ إِلَيَّ ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟، فَسَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، قَالُوا: صَبَوْتَ يَا ثُمَامَةُ؟، قَال: لَا وَاللَّهِ مَا صَبَوْتُ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)".

فيما أكد الشيخ محمود الأبيدي، أن الإسلام يهدف إلى التسليم المطلق لله تعالى ، يقول سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم (عليه السلام): "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا", ويقول جل وعلا على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) : "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ", وهذا يؤكد أن الدين واحد, وأن الإله واحد، وهذا ما أكده النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله : "الأنبياءُ إخوةٌ لعَلَّاتٍ؛ أمَّهاتُهُم شتَّى ودينُهُم واحدٌ"، وجاء ذلك واضحا جليا في خطاب سيدنا إبراهيم (عليه السلام) لأبيه بالرغم أنه يخالفه في العقيدة لكنه يتحدث معه بأدب جم قال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا".

وتابع الأبيدي: قائلا"رسالة الإسلام هي الرسالة الوسطية, ونحن مأمورون بأن نقتدي بنبينا إبراهيم (عليه السلام) في أدبه وحواره مع الآخر قال تعالي: "وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ".


وأشار الشيخ محمود الأبيدي ، إلى أن ظاهرة التدين الشكلي تعد من أخطر الظواهر والتحديات التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، ذلك أن صاحب المظهر الشكلي الذي لا يكون سلوكه متسقًا مع تعاليم الإسلام يُعد أحد أهم معاول الهدم والتنفير، فإذا كان المظهر مظهر المتدينين مع ما يصاحبه من سوء المعاملات، أو الكذب ، أو الغدر،  أو الخيانة ، أو أكل أموال الناس بالباطل،  فإن الأمر هنا جد خطير ، بل إن صاحبه يكون في عداد المنافقين , يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ ، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ"، مؤكدا أن وزارة الأوقاف أخذت على عاتقها نشر ثقافة احترام الأخر من خلال إعداد دعاة يحملون الفكر الوسطي المستنير, ويحملون منهجا رشيدا رحيما .




 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة