قد تكون الحياة على الكواكب الأخرى أقل احتمالا مما كان يُعتقد سابقا، بعد أن وجد الخبراء عوالم فى المنطقة الصالحة للسكن من النجوم القزمة الحمراء تتعرض لإشعاع مميت، ولاحظ علماء الفلك من جامعة سيدنى التوهجات الشمسية والانفجارات الراديوية من النجم القريب قنطور الأقرب أو بروكسيما سنتورى (Proxima Centauri) لدراسة التأثير على الكواكب فى نظامه.
والنجم القزم الأحمر هو أقرب جيراننا من النجوم، على بعد نحو 4.2 سنة ضوئية، مع وجود كوكب صخرى بحجم الأرض يسمى بروكسيما بى (Proxima b) داخل منطقته الصالحة للحياة، ما يشير إلى أنه من الممكن أن تتدفق المياه السائلة ويدعم الكوكب الحياة.
ونظرا لأنه نجم أكثر برودة من الشمس، فإن المنطقة الصالحة للحياة أقرب، وكشف بحث جديد أن الكواكب القريبة تتعرض للقصف بإشعاع شمسى مميت، ما يجعل الحياة غير محتملة.
والنجوم القزمة الحمراء هى الأكثر شيوعا فى مجرة درب التبانة، حيث تمثل نحو 85% من 100 مليار نجم فى مجرتنا مقارنة بـ 7% من النجوم الشبيهة بالشمس.
ومن غير المحتمل أن تتشكل الحياة على الكواكب التى تدور حول هذه النجوم الوفيرة ولكن الصغيرة، على الرغم من أن هذا ما يزال يترك مليارات النجوم الشبيهة بالشمس التى يمكن أن يكون لها عوالم مضيفة للحياة.
وأنشأ باحثون أستراليون أول نشرة جوية لأقرب جار سماوى لنا من أجل فهم أفضل لتأثير مدار قريب على فرصة الحياة.
ولسوء الحظ، فإن التقارير الواردة من بروكسيما سنتورى ليست واعدة "بالعثور على الحياة كما نعرفها"، وستستبعد المناطق الصالحة للعيش الأقرب من الأرض، والتى ستكون حول النجوم الأصغر بكثير من الشمس.
وقال قائد الدراسة، الدكتور أندرو زيك، من جامعة ماكوارى فى سيدني: "اكتشف علماء الفلك مؤخرا أن هناك اثنين من الكواكب الصخرية الشبيهة بالأرض حول بروكسيما سنتورى، أحدهما داخل المنطقة الصالحة للحياة، حيث يمكن أن تكون أى مياه فى شكل سائل".
وأضاف: "نظرا لأن بروكسيما سنتورى هو نجم قزم أحمر صغير بارد، فهذا يعنى أن هذه المنطقة الصالحة للسكن قريبة جدا من النجم، أى أقرب بكثير من عطارد إلى شمسنا. وما يظهره بحثنا هو أن هذا يجعل الكواكب معرضة بشدة للإشعاع المؤين الخطير الذى يمكن أن يعقمها بشكل فعال".
وأوضح الدكتور زيك: "يبدو أن النجوم الأكثر شيوعا فى المجرة، الأقزام الحمراء، لن تكون أماكن رائعة للعثور على الحياة كما نعرفها".