عرض جوزيب بوريل، ممثل الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، فى افتتاح قمة المجلس الأوروبى المنعقدة يوم 10 و11 ديسمبر، موقف العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وأمريكا فى ظل رئاسة جديدة، مشيرًا إلى أن العلاقات الأوروبية الأمريكية، شهدت تحجرًا فى الأربع سنوات الماضية، وقد حان الوقت لبداية جديدة، مع انتخاب جوب بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الذى سنعتبره فرصة لتحقيق ذلك.
وأضاف بوريل: هذا لا يعنى أننا سنتفق دائمًا أو أن لدينا مصالح متطابقة، و لم يكن هذا هو الحال قبل الرئيس دونالد ترامب، ولن يكون فى عهد بايدن، و ما لدينا هو شراكة دائمة، مبنية على القيم المشتركة وعقود من الخبرة فى العمل معًا، كانت السنوات الأربع الماضية صعبة، وهناك أسباب كامنة - ديموجرافية، واقتصادية، وسياسية - تفسر لماذا قد يتباعد المسار التاريخى للولايات المتحدة وأوروبا.
وأكد بوريل فى نقاشه حول العلاقات الأوروبية مع أمريكا: نقدر أنه خلال السنوات الأربع المقبلة على الأقل سيكون هناك رئيس للولايات المتحدة يؤمن بالشراكة مع الحلفاء الديمقراطيى، ونحن لا نشعر فقط بالتقدير لعملية الترميم هذه ؛ نحن ندرك ضرورتها.
وشدد الرئيس المنتخب بايدن على الدور الرئيسى الذى يراه لشراكة وثيقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، فلدى أوروبا أفكارها الخاصة بشأن أجندة طموحة عبر الأطلسى
واقترحت المفوضية الأوروبية "أجندة جديدة بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة بشأن التغيير العالمي" مع عمل مشترك للتركيز على COVID-19 والتعافى وتغير المناخ والتكنولوجيا والتجارة والمعايير وتعزيز الديمقراطية فى جميع أنحاء العالم.
وقال بوريل، أن الوقت الحالى يتم التركيز على السياسة الخارجية والأمنية والتأكيد على دور الولايات المتحدة فى الأمن الأوروبى الذى لا غنى عنه، و فى الوقت نفسه، قائلًا: نحتاج نحن الأوروبيين إلى الاهتمام أكثر بأمننا، ومن ثم، فإننا ملتزمون بشكل كامل بتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية ومشاركتنا العملياتية، و لدينا اليوم 17 عملية ومهمة لإدارة الأزمات من غرب البلقان وأوكرانيا ومنطقة الساحل وما وراءها.
و تواجه أوروبا أيضًا على أطرافها عددًا من النزاعات والتوترات، على سبيل المثال فى منطقة الساحل وليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط. فى هذه الحالات الثلاث، يجب أن تكون أوروبا مستعدة لأخذ زمام المبادرة، لأن هذه المشاكل تهم أوروبا بشكل مباشر أكثر من الولايات المتحدة.
كما تحدث جوزيب عن قضية صعود الصين وإصرارها المتزايد والمنافسة ذات الصلة مع الولايات المتحدة ستشكل المشهد العالمى، قائلًا: يجب أن نناقش بعض التحديات التى تمثلها الصين معًا حتى لو لم نتفق دائمًا، من عدم التناسق المستمر فى الوصول إلى الأسواق، إلى الأسئلة المشروعة حول 5G، إلى محاولات بكين للضغط من أجل معايير منافسة فى المنظمات متعددة الأطراف وإضعاف العمل الجماعى بشأن حقوق، و سيوفر الحوار الجديد بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة بشأن الصين آلية رئيسية لتعزيز مصالحنا وإدارة خلافاتنا.
وقال بوريل، أن الاتحاد الأوروبى مستعد للمشاركة والعمل من أجل نهج متوازن، يجمع بين مجالات التعاون مع الصين مثل تغير المناخ حيث يعد دوره كأكبر مصدر لانبعاث ثانى أكسيد الكربون فى العالم أمرًا ضروريًا، مع التراجع عند الحاجة.
كما أشار بوريل إلى ضرورة إيجاد طريقة للولايات المتحدة للانضمام إلى الاتفاق النووى الإيرانى ولإيران للعودة إلى الامتثال الكامل، حيث لا يزال الاتفاق النووى يمثل علامة بارزة فى الدبلوماسية الناجحة، وبفضل الاتفاق، لا يزال البرنامج النووى الإيرانى أقل بكثير من المستوى الذى كان عليه قبل الاتفاق،و قلل رحيل الولايات المتحدة بشكل كبير من الفوائد الاقتصادية المتوقعة لإيران، ولهذا السبب لم تتمكن الصفقة من تطوير إمكاناتها الكاملة .