تستمر الكثير من دول العالم في اتخاذ قرارات جديدة لمواجهة فيروس كورونا لمحاولة تدارك الموجة الثانية من الوباء العالمى، فتوجهت بعض دول أمريكا اللاتينية وفي القلب منها البرازيل إلى تفعيل الاجراءات الاحترازية التى تهاونت في تطبيقها خلال الموجة الأولى وتسببت فى حصد آلاف الأرواح، كما تقوم دول أوروبية بالاعتماد على المراقبة وتشديد الاجراءات، والدفع بالمستشفيات الميدانية للتعامل بصورة سريعة مع الاصابات.
ففى البرازيل، حرصت بلدة سيدرو دو أبايتى فى جنوب شرق البرازيل، على تنفيذ بعض الإجراءات الاحترازية لتقليل أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بين مواطنيها، حيث جرى توزيع الكمامات بالمجان على جميع السكان، إضافة إلى إجراء الفحوصات بطريقة عشوائية فى شوارع خالية من المارة للتأكد من عدم وجود حالات لمصابى فيروس كورونا، حيث أن هذه المدينة الصغيرة هى الوحيدة التى لم تشهد أى إصابة بفيروس كورونا فى البرازيل التى سجّلت ثانى أعلى نسبة وفيات فى العالم.
وأجرت وكالة فرانس برس، جولة بالكاميرا فى البلدة الصغيرة وظهرت أنها تقتصر على شارع رئيسى وشارعين موازيين تتفرع منهم بعد الأزقة التى تخيم عليها صمت فى الصباح والمساء، كما ظهر شخص يقود دراجة وينصح الناس من خطورة كورونا، وتستخدم السلطات فى المدينة مكبر الصوت لتذكير السكان بخطورة فيروس كورونا.
فيما قالت كاسيا دوس سانتوس، المسؤولة عن شئون الصحة فى البلدية، إن مدينة سيدرو دو أبايتى صغيرة وتضم كنيسة ومستوصف على بعد، ويعيش فيها 1200 نسمة، فقررنا انشأنا مصنعا للكمامات ووزعناها على الجميع، إضافة إلى دراجة مع مكبر صوت تتنقل بين الاحياء تعطى ارشادات للسكان.
وبالانتقال الى اوروبا، تتخذ فرنسا، إجراءات احترازية شديدة القوة من إغلاق البلاد لمواجهة الموجة الثانية من تفشى فيروس كورونا، مما تسبب فى تضرر قطاعات كثيرة فى البلاد وعلى رأسها السياحة، وفى هذا الإطار، تحول فندق أفينير مونمارتر بإطلالته الجذابة على برج إيفل وكنيسة القلب المقدس فى باريس، والذى يجذب مئات السياح وآلاف الزائرين إلى مأوى للمشردين، حيث تم فتح أبواب الفندق للمُشردين.
وقامت إدارة فندق أفينير مونمارتر، على مدى عام، بتسليم الغرف لجمعية إمايوس سوليداريتيه الخيرية، التى تستخدمها حاليا فى إيواء مجموعة من طالبى اللجوء والمشردين، ولولا هذه المبادرة، لكان مصيرهم فى الشوارع، حيث أنه بدون الغرفة التى تأوى بعضهم فى الفندق، سيكون لا بديل لها سوى الشارع.
وفى فندق أفينير مونمارتر، تغطى المؤسسة الخيرية تكلفة غرف المشردين، ويحصل المقيمون على 3 وجبات يوميا فى غرفة الإفطار بالفندق، وتحتوى كل غرفة على تليفزيون وحمام داخلي، ويمثل الفندق بالنسبة للمؤسسة الخيرية، قاعدة آمنة يمكن من خلالها محاولة إعادة بناء حياة للمقيمين، وتغطى المؤسسة الخيرية التكلفة بمساعدة الحكومة، وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك.
فيما قال برونو موريل، المدير العام للجمعية، إن الكثير من المقيمين يعانون من أمراض جسدية أو نفسية نتيجة الحياة فى الشوارع والصدمات التى تعرضوا لها، موضحا أن الجمعية تسعى لمساعدتهم على كسر حلقة التشرد التى يدورون فيها، بحسب ما نقلته "رويترز".
وفى اسبانيا، استعانت عناصر من الشرطة الإسبانية فى العاصمة مدريد، بطائرات دون طيار "درون" من أجل المساعدة فى تطبيق إجراءات الوقاية من كورونا، وعرضت صحيفة الإندبندنت البريطانية فيديو لرجال الشرطة، وهم يقومون بتشغيل الطائرة الدرون ويدفعونها وسط أحد الأسواق فى مدريد لمراقبة إجراءات التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات، والمساعدة فى سرعة الانتقال إلى الأماكن التى تشهد مخالفات فى إجراءات الوقاية من عدوى كورونا.