الدورة الطبيعية للكائنات البحرية لا يحدث بها فى الغالب أى خلل طبيعى إلا فى حالة إحداث تلك الخلل من جانب الإنسان، خاصة الحياة الطبيعية فى الكائنات البحرية وتحديدا حياة القروش، ورغم أن القروش بطبعها شرسة إلا أنها لا تهاجم الإنسان إلا فى حالات معينة قد يكون السبب فى تلك الحالات الإنسان نفسه، ويقول الدكتور أحمد غلاب، الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر، أنه ليس هناك دراسات بحثية عميقة عن حياة القروش فى البحر الأحمر، رغم مطالب مجلس الوزراء بإجراء تلك الدراسات عقب عدة حوادث هجوم قرش من قبل.
وأضاف الباحث البيئى المتخصص فى علوم البحار، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن السبب الحقيقى فى تغير سلوك القرش وهجومها على الإنسان هو سلوكيات التعامل الخاطئة معها فى بداية الأمر، موضحا أن هناك عدة سلوكيات خاطئة يتم التعامل مع القرش معها من قبل العاملين فى النشاط البحرى مثل إطعام القروش لظهورها على سطح البحر والتقاط صور معها من اللنشات.
وأوضح الباحث البيئي، أن إفراغ فضلات الغذاء من اللنشات البحرية فى البحر يجعل القروش تصعد إلى السطح والغذاء عليها، حتى أصبحت أصوات ماكينات اللنشات السياحية كجرس مواعيد الغذاء القروش مما جعلها تصعد على سطح البحر فى إنتظار الغذاء الملقى إليها من اللنشات أو عند إفراغ فضلات الطعام.
وكشف غلاب لـ"اليوم السابع"، أن نقص الغذاء الحقيقى للقروش فى أعماق البحر "الأسماك" جعلها تصعد لسطح البحر فى إنتظار الغذاء القادم من اللنشات، مما أدى إلى أنها تهاجم عندما تشاهد أى حركة فوق سطح البحر ومع البحث أصبحت تقترب من الشاطئ بحثا عن الغذاء .
كما أكد الباحث البيئى، أن أنواع القروش قد تصل إلى 14 نوع تقريبا فى البحر الأحمر، أخطرها التيجر "القرش النمر"، حيث أنه فى حالة الهجوم يلتهم أكثر من 50% من فريسته، وكذلك الأبيض المحيطى التى هاجم الألمانية خلال الأيام الماضية.
من جانبه قال أشرف القاضي، أحد مديرى مراكز الغوص، والذى يعمل مدرب غوص بمرسى علم، إن الأسباب الأولى لحالات هجوم القرش قلة توافر الغذاء فى أعماق البحر بسبب الصيد الجائر، ثم فى تلك التوقيت بسبب موسم الولادة للقروش.
وأوضح القاضى لــ"اليوم السابع"، أن هناك صيد جائر فى المنطقة للأسماك الكبيرة والصغيرة بنظام الجر، مما يؤدى لصيد أسماك صغيرة وكائنات بحرية ممنوع صيدها ويؤدى إلى خلل فى النظام البحري، ومن ثم تقوم القروش بالبحث عن الطعام بوسائل أخرى وهى الهجوم على أى شئ على السطح، خاصة أنها بالفعل كانت تنتظر ما تلقيه اللنشات البحرية من فضلات الطعام .
وتابع القاضى، أنه خلال توقيت ولادة القروش تكون فى أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير وتكون القروش فى حالة شرسة أكثر من أى وقت خوفا على أطفالها فى الأعماق، حيث أنه عرف عن أسماك القروش وأنها فى أغلب الأحيان صديقى الغواص إلا أنها فى توقيت الولادة تكون مخاوفها أكبر من أى توقيت وتكون شرسه أكثر من اللازم.
وكان قد بدأ فريق علمى من باحثى علوم البحار برئاسة الدكتور محمود عبدالراضى، مدير فرع معهد علوم البحار بالغردقة، بتكليف من رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، بعمل دارسة وتجميع بيانات عن أنشطة أسماك القرش بمنطقة شعاب الفنستون شمال مرسى علم خاصة من نوع الأبيض المحيطى الذى هاجم الألمانية منذ أيام عديدة وأصابها فى كتفها.
وأصدر اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، قرارا بوقف النشاط البحرى بشعاب الفنستون شمال مرسى علم لمدة 3 أيام بعد هجوم قرش على سائحه ألمانية وأحدث إصابات بها، وعقب المدة المحددة للغلق تم استئناف النشاط مرة أخرى بالتنسيق مع محميات البحر الأحمر ومعهد علوم البحار لإجراء دراسات بحثية عن سلوك القرش هناك.