بدأ السودان يتلمس طريقه إلى بيوت الموضة العالمية، عبر عروض للأزياء انتظمت بالبلاد لأول مرة، بعد سنوات من العزلة في هذا المجال، وشجع مناخ الحريات الذي ولده التغيير السياسي، سودانيين على تنظيم عروض للأزياء في العاصمة الخرطوم وبحضور جماهيري، وهو ما لم يكن مسموحا به خلال السنوات الماضية.
وتتطلع ناشطات نسويات في مجال تصميم الأزياء لأن تسهم هذه العروض في الترويج للزي السوداني خارجيا، ومن ثم ابتداع تصميمات لمختلف أنحاء العالم لتشكل موردا اقتصاديا جديدا للبلاد مثلما يحدث في العديد من البلدان.
وكافحت مجموعات نسائية طيلة السنوات الماضية من أجل إيجاد موطئ قدم لفن عرض الأزياء في السودان، وتمكنت من إقامة 3 عروض، ولكن في أماكن مغلقة واقتصر الحضور على النساء فقط، مع منع التصوير بأنواعه، بفضل التضييق والقوانين التي تجرم هذا العمل.واعتبرت رباح الدابي، وهي مصمة أزياء في السودان أن ما تحقق يمثل نتاج كفاح طويل قادته المرأة على وجه التحديد من أجل إبراز مهاراتها في مجال الموضة.
وقالت الدابي فى تصريحات صحفية نشرتها صحيفة"العين الإخبارية": "منع عروض الأزياء في السودان خلال العهد البائد فرض عزلة طويلة على بلادنا في هذا المجال، والآن بدأنا نتلمس خطانا نحو بيوت الموضة العالمية".
وأضاف: "كانت الحكومة السابقة سدا منيعا أمام تقدم المواهب في مجال التصميم والموضة، لقد كنا نقوم بعروض أزياء محدودة تقتصر على النساء فقط، ويمنع فيها التصوير كأهم وسيلة لنقل هذا الفن، إضافة لمحدودية الأزياء المعروضة والتي تمثلت في الثياب، وسوار فيكسي، وأحجار".وتتابع: "أقمنا أول عرض أزياء مختلط في ختام مهرجان فعاليات ثورة ديسمبر المجيدة، وكانت هذه بداية انطلاقتنا الحقيقة في المجال".
وتشير إلى أن النساء السودانيات يمتلكن مواهب رائعة في هذا الفن، وشاركت العديد منهن في عروض أزياء خارجية، بالإمارات، ومصر، والبحرين وبريطانيا، وجنوب السودان".وتضيف: "نسعى لتكوين جسم يضم جميع المهتمين بعروض الأزياء، خاصة أن المجال يشهد تطورا ملحوظا مع زيادة في عدد العارضات المقبلات على العمل".
روان صديق، ناشطة في مجال تصميم الأزياء، ترى أن فن عروض الأزياء في السودان بحاجة إلى كثير من العمل حتى يلحق ببيوت الموضة العالمية.وشددت صديق خلال حديثها لـ"العين الإخبارية" على ضرورة أن يكون هناك جسم راع لهذه النشاطات، يكفل للنساء حقوق التصميم ويساعد على استمرارية الإنتاج، وكذلك يدعم مشاريع التنفيذ على أرض الواقع.
وتمني روان نفسها، بأن يزدهر مجال تصميم وعرض الأزياء في بلادها حتى يصير موردا اقتصاديا جديدا للسودان مثلما يحدث في فرنسا، وإيطاليا وغيرها من الدول المتقدمة في هذا المجال".وتمكنت عبير عبدالله وهي شابة في مقتبل العمر، من كسر قيود المجتمع السوداني واقتحام مجال الموضة بقوة لتصبح عارضة أزياء بارعة كغيرها من عشرات الفتيات الشجاعات.
وتقول عبير "لم يكن الطريق سهلا فقد واجهت كثيرا من التحديات والصعاب، وبعد إصراري ومثابرتي ودعم والدتي، تحقق حلمي بأن أصبح عارضة أزياء".
وتتابع: "كان من الصعب إقناع أقاربي بفكرة أن أصبح عارضة أزياء وواجهت العديد من التحديات، لكن دعم والدتي لي هو الذي أوصلني لهذا النجاح".