انتشرت سرقة لوحات المقابر المعدنية مثل البرونز وذلك بسبب حالة الفقر والبؤس التى يعانى منها الفنزويليون منذ سنوات، والأزمة الاقتصادية التى ازدادت بشكل لافت بسبب أزمة كورونا.
وأشارت صحيفة "لا انفورماثيون" الإسبانية إلى أن مقبرة شرق كاراكاس هى الأجمل فى المدينة وتغطى مساحة 170 هكتارا، ويوجد هناك العديد من اللوحات البرونزية التى يكتب عليها اسماء المتوفين، ولكن فى السنوات الأخيرة دخل العديد من اللصوص متسترون ليلا واخذوا اللوحات البرونزية حتى يقومون بإذابته وبيعه.
واعتقل مسؤولون من هيئة التحقيق والتحقيقات العلمية والجنائية (Cicpc) ثلاثة حراس يشتبه فى قيامهم بسرقة القبور وكابلات الكهرباء من المقبرة الشرقية، وجدوا سبائك وقوالب وأسلاك نحاسية وبعض الصفائح البرونزية على وشك أن تذوب.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه فى الأسواق العالمية يبلغ ثمن طن البرونز 9000 دولار، وتزن لوحة برونزية من المقبرة الشرقية 20 كيلو جرام ويمكن لصوص الجنازات بيعها بنحو 30 دولارا فى السوق السوداء، ويعتبر هذا المبلغ هو ضعف الحد الأدنى للأجور فى فنزويلا، أى نصف دولار.
وبدأت سرقة اللوحات البرونزية فى عام 2005، وفقًا لألفريدو روميرو، مدير الأمن فى المقبرة، الذى اعترف بذلك الموقع، عندما انهار سعر النفط فى هذا البلد النفطى فى عام 2015، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية، زادت سرقة اللوحات. وأوضح أن "المجرمين يصلون فى مجموعات قوامها حوالى 10 أشخاص، وينزعون لوحات القبور ويضعونها فى أكياس، وفى بعض الحالات يجرونها بأجسادهم حتى يصلوا إلى الجانب الآخر من الطريق، حيث تنتظر السيارة تحريك المعدن".
وأثرت السرقات على نطاق واسع على المقابر فى جميع أنحاء البلاد، ولكن أثرت أيضًا على الآثار الوطنية وأبواب البنوك وأعمال الديكور والحلى، ولمنع النهب الهائل للألواح، يوجد حراس وطنيون مسلحون عند مدخل المقبرة الشرقية، ولكن هذه المقبرة كبيرة جدًا ولا يمكنهم مشاهدة كل شيء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه هناك مناطق كامل فى المقبرة لم يتبق فيها لوحة برونزية واحدة، ولا يعرف أفراد الأسرة ما إذا كانوا يقومون بوضع الزهور للشخص المتوفى الذى يتبعهم أم شخص آخر، وقالت كارولينا أحد العاملات فى المقبرة: "هناك أفراد تأتى لمعرفة الرقم التعريفى لمكان والقبر، ويذهبون إلى هناك لوضع الزهور، ولكن هناك العديد من اللوحات لا يوجد حتى رقم تعريفى".