قال النائب محمد مرشدى، عضو مجلس الشيوخ، إن وصول الدفعة الأولى من لقاح فيروس كورونا إلى مصر خلال الأيام القليلة الماضية، انتصار جديد للدولة فى المعركة التى أدارتها بكفاءة مع الوباء العالمى، فضلا عن أنها تتويج لجهود الرئيس والحكومة المتصلة منذ قرابة سنة للتعامل مع الأزمة بأفضل صورة يمكن أن تنقذ الاقتصاد وتحافظ على سلامة ملايين المصريين، والأهم أن تلك الخطوة تؤكد ثقل مصر وحضورها الإقليمى والعالمى، بالنظر إلى ما تكشفه من عمق الروابط مع دولة الصين الصديقة ومع الأشقاء فى الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف "مرشدى" أن دولا قليلة للغاية وصلها لقاح كورونا، فى مقدمتها الصين منتجة أحد اللقاحات من خلال شركة "سينوفارم" العالمية العملاقة، وبريطانيا التى تستعد لبدء استقبال لقاح آخر، إلى جانب الولايات المتحدة التى تقترب عدة شركات فيها من إنتاج وتوريد دفعات أولى للقاح، ومن ثم فإن حصول مصر على شحنة أولى بنحو 50 ألف جرعة قبل دول عالمية كبرى، دليل على كفاءة الإدارة الرسمية للأزمة وفاعلية تحركات الدولة فى كل الاتجاهات لتحقيق المصالح الوطنية بكل السبل، مستفيدة من قوة مصر فى مجالها الإقليمى ومن رصيدها الكبير لدى الدول والقوى الصديقة. متابعا: "الأكثر إيجابية أن مصر شاركت فى تجارب لقاح سينوفارم إلى جانب الصين والإمارات وعدة دول، وكانت شريكا مباشرا فى الجهود الإنسانية والعلمية التى قادت إلى تطوير هذا اللقاح والتسريع بإنتاجه، وتعمل الآن على الاتفاق مع الصين وسينوفارم لتوفير خط إنتاج محلى، وهو أمر يدعو للفخر بوزارة الصحة والأطقم الطبية والعلمية، وبقدرة المؤسسات المصرية على توطيد الصلات وإبرام اتفاقات مهمة لصالح الدولة والمواطنين، لا سيما أن خطوة التصنيع تعنى توفير الاحتياجات المحلية والمنافسة خارجيا بالتصدير إلى الدول المحيطة والأسواق الأفريقية".
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن رؤية القيادة السياسية كانت متطورة وبعيدة المدى منذ بدء الأزمة، أولا من خلال السياسات الوطنية والإدارة الرشيدة لتحديات الوباء اجتماعيا واقتصاديا وصحيا، وثانيا بالنظر بقوة واهتمام إلى الصديق الصينى والروابط المشتركة وفرص التعاون معه، وقد ترجم الرئيس هذا الاتجاه بإرسال وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد على رأس وفد رفيع حاملة مساعدات طبية ورسالة تضامن مع الصين، وهو ما جدد التأكيد على العلاقات الإيجابية وقوة روابط البلدين، ووضع مصر فى موضع متقدم على قائمة اهتمامات بكين، ومع المستوى المتقدم والاستثنائى فى العلاقات المصرية الإماراتية، نجحت مصر فى الحصول على واحدة من الشحنات الأولى على الإطلاق من لقاح كورونا، من خلال سينوفارم بالتعاون مع شركة إماراتية مهمة.
وشدد النائب محمد مرشدى فى حديثه، على أن الخطوات الأخيرة تؤكد اقتراب العالم من السيطرة على وباء كورونا وما أثاره من أزمات اقتصادية وصحية، لكن إلى جانب حالة التضامن التى برزت بين عشرات الدول فإن رصيد إدارة الأزمة سيظل قائما لسنوات، وسينعكس بصورة مباشرة على العلاقات الدولية والتعاون فى مجالات الاقتصاد والتقنية والعلوم والطب وغيرها، وقد أثبتت مصر على مدار الشهور الماضية أنها قوة إقليمية صاعدة، نجحت فى تأمين جبهتها الداخلية والحفاظ على ثانى أفضل أداء اقتصادى بالعالم، ومدت يدها لعشرات الدول بالمساندة والتضامن والمساعدات، وشاركت فى تجارب وجهود التصدى للوباء وإنتاج لقاح جديد، وتتأهب حاليا لإبرام اتفاق تاريخى لتصنيع اللقاح محليا وتصديره للدول المحيطة فى أفريقيا والمنطقة العربية، وكلها إشارات إيجابية بشأن قوة مصر ووضعيتها الاقتصادية والعلمية، كما أنها رسائل طمأنة للأسواق والمستثمرين حول العالم، لا سيما بعدما تضررت أنشطتهم بقوة فى دول كبرى وباتوا يبحثون عن فرص بديلة أو تنويع لمحفظة الاستثمارات والأعمال، لذا من المتوقع أن تشهد مصر تدفقا استثماريا أكبر، وأن تعزز وضعها الاقتصادى والتنموى فى المنطقة، لتخرج من محنة كورونا أقوى وأكثر جذبا مما كانت، وتعوض ضغوط الفترة الماضية فى غضون شهور قليلة، وكل ذلك بفضل رؤية القيادة وفاعلية إدارة الدولة ومؤسساتها للأزمة، والتى تكللت بالنجاح مع وصول أولى شحنات اللقاح لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة