حمّل رئيس الوزراء اللبنانى المكلف سعد الحريرى، رئيس الجمهورية ميشال عون، المسئولية عن تأخير تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد، مشيرا إلى أن "عون" يطرح تشكيل حكومة تتمثل فيها الأحزاب السياسية وأن يمسك فيها فريق واحد (التيار الوطني الحر) بالثُلث الوزاري المعطل، الأمر الذي يعد تكرارا للحكومات السابقة التي كانت تقوم على المحاصصة وعطل أداءها التجاذب السياسي.
جاء ذلك في رد على رسالة وجهها سليم جريصاتي مستشار الرئيس اللبناني عبر صحيفة (النهار) في عددها الصادر اليوم، وكان قال فيها إن رئيس الجمهورية ينتظر مبادرة الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، ومعتبرا أن تأخير الحكومة مرجعه إعطاء الحريري الوعود لعدد من القوى السياسية بالتوزير، والخوف من العقوبات الأمريكية إلى جانب انتظار تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن "المهلة المعقولة لتأليف الحكومة قد مضت".
وأكد الحريري أن التشكيلة الحكومية الكاملة التي قدمها إلى الرئيس اللبناني، هي لحكومة اختصاصيين غير حزبيين وذلك لوقف الانهيار الذي يشهده لبنان، والمضي قدما في إعادة إعمار ما دمره الانفجار المدمر بميناء بيروت البحري، في حين أن رئيس الجمهورية يرغب في تشكيل حكومة سياسية الأمر الذي سيؤدي حتما إلى إمساك الأحزاب بمفاصل القرار فيها وتكرار تجارب حكومات عدة في السابق.
وقال إن الحكومة الجديدة تنتظر توقيع رئيس الجمهورية على مراسيمها، وأن يضع جانبا المصالح الحزبية التي تضغط عليه، وفي مقدمها المطالبة بثلث معطل لفريق حزبي واحد (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل).. مشددا على أنه لن يقبل بهذا الأمر تحت أي ذريعة أو مسمى.
وأشار الحريري إلى أنه ومنذ أن كُلف بتشكيل الحكومة الجديدة في أكتوبر الماضي، ولم يتوقف عن التواصل مع الصناديق الدولية ومؤسسات التمويل العالمية وحكومات دول شقيقة وصديقة للبنان، لافتا إلى أنه انتهى من وضع برنامج متكامل لاطلاق آلية لوقف الانهيار وإعادة الإعمار وتنفيذ الإصلاحات وإقرار قوانين أساسية تحتاجها البلاد.