تتوالى الأزمات والكوارث فى فنزويلا، فى الوقت الذى يعانى منه البلد الكاريبى من أزمة صحية كبيرة بسبب كورونا، وتستمر فنزويلا فى المعاناة بسبب الازمة الاقتصادية الحادة التى تمر بها منذ نوفمبر 2017، ومرت 36 شهرا على التضخم الجامح الذى يعد سيناريو معقد يهدد البلاد، ووصل التضخم المتراكم حتى أكتوبر 1798٪.
وآخر تلك الازمات التى تمر بها فنزويلا ، انتشار سرقة لوحات المقابر المعدنية مثل البرونز وذلك بسبب حالة الفقر والبؤس التى يعانى منها الفنزويليين منذ سنوات، والازمة الاقتصادية التى ازدادت بشكل لافت بسبب ازمة كورونا.
وأشارت صحيفة "لا انفورماثيون" الإسبانية إلى أن مقبرة شرق كاراكاس هى الأجمل فى المدينة وتغطى مساحة 170 هكتار، ويوجد هناك العديد من اللوحات البرونزية التى يكتب عليها اسماء المتوفين، ولكن فى السنوات الأخيرة دخل العديد من اللصوص متسترون ليلا واخذوا اللوحات البرونزية حتى يقومون باذابته وبيعه.
واعتقل مسؤولون من هيئة التحقيق والتحقيقات العلمية والجنائية (Cicpc) ثلاثة حراس يشتبه في قيامهم بسرقة القبور وكابلات الكهرباء من المقبرة الشرقية، وجدوا سبائك وقوالب وأسلاك نحاسية وبعض الصفائح البرونزية على وشك أن تذوب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الأسواق العالمية يبلغ ثمن طن البرونز 9000 دولار، وتزن لوحة برونزية من المقبرة الشرقية 20 كيلو جراما ويمكن لصوص الجنازات بيعها بنحو 30 دولارا فى السوق السوداء، ويعتبر هذا المبلغ هو ضعف الحد الأدنى للأجور فى فنزويلا ، أى نصف دولار.
وبدأت سرقة اللوحات البرونزية في عام 2005 ، وفقًا لألفريدو روميرو ، مدير الأمن في المقبرة ، الذي اعترف بذلك الموقع، عندما انهار سعر النفط في هذا البلد النفطي في عام 2015، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية ، زادت سرقة اللوحات. وأوضح أن "المجرمين يصلون في مجموعات قوامها حوالي 10 أشخاص ، وينزعون لوحات القبور ويضعونها في أكياس ، وفي بعض الحالات يجرونها بأجسادهم حتى يصلوا إلى الجانب الآخر من الطريق ، حيث تنتظر السيارة تحريك المعدن".
وأثرت السرقات على نطاق واسع على المقابر في جميع أنحاء البلاد ، ولكن أثرت أيضًا على الآثار الوطنية وأبواب البنوك وأعمال الديكور والحلي،و لمنع النهب الهائل للألواح ، يوجد حراس وطنيون مسلحون عند مدخل المقبرة الشرقية، ولكن هذه المقبرة كبيرة جدًا ولا يمكنهم مشاهدة كل شيء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه هناك مناطق كامل فى المقبرة لم يتبقى فيها لوحة برونزية واحدة، ولا يعرف أفراد الأسرة ما اذا كانوا يقومون بوضع الزهور للشخص المتوفى الذى يبتبعهم ام شخص آخر، وقالت كارولينا أحد العاملات فى المقبرة "هناك أفراد تأتى لمعرفة الرقم التعريفى لمكان والقبر ، ويذهبون الى هناك لوضع الزهور ، ولكن هناك العديد من اللوحات لا يوجد حتى رقم تعريفى.
سوء التغذية
كما تعتبر سوء التغذية أيضا السبب فى موت الفنزويليين، فكبار السن أصبحوا ضحايا نقص الغذاء، وأصبح اكتشاف جثثهم فى المنازل أمر متكرر، وكانت آخر الحوادث لمسنين بعد 48 ساعة من وفاتهم.
وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية، إن سيلفيا مارجريتا ساندوفال أرماس، 72 عامًا، ورافائيل ديفيد ساندوفال أرماس، 73 عامًا، واتصل الجيران برجال الإطفاء عندما أدركوا أنهم لا يستجيبون لمكالماتهم.
وأشارت النسخ التي جمعها الصحفيون في مشرحة بيلو مونتي إلى أن كبار السن يعتمدون على الطعام الذى يقدمه جيرانهم، حيث إن السيدة سيلفيا مارجريتا تلقت فقط معاشًا تقاعديًا قدره 400 ألف بوليفار.
ووفقا للتقارير المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعى، استطاع رجال الإطفاء فى منطقة العاصمة، الهبوط الى الشقة، عندما أفاد الجيران أنهم لا يعرفون شيئا عنهم ولم يردوا على مكالمتهم، وأضاف سكان المكان أنهم بدأوا يشعرون بالرائحة الكريهة المنبعثة من العقار.
و"اتصل الجيران بإدارة الإطفاء في منطقة العاصمة 26 أكتوبر، لأنهم لم يروا أجدادهم لفترة طويلة، وقالت إحدى الجارات إن آخر مرة رأتهما فيها ضعيفان للغاية "، كتب الصحفي الفنزويلي يوهانا مارا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وبحسب المعلومات التي تم تداولها في وسائل الإعلام المحلية، كان تاريخ وفاة سيلفيا بين 36 و 48 ساعة وقت الاكتشاف ، بينما كان تاريخ وفاة سيلفيا بين 24 و 36 ساعة، كان جسد المرأة في المطبخ والرجل في غرفة.
وتشير البيانات إلى أن الرجل كان يمكن أن يكون على قيد الحياة لفترة من الوقت مع أخته المتوفاة ، دون طلب المساعدة ، فيما كان يمكن أن يعنيه هذا الموقف بالنسبة له.
وأشارت الصحيفة إلى أن كبار السن يواجههون النقص في المنتجات الأساسية والأدوية ، والتضخم المتسارع ، وعدم الاستقرار الاقتصادي ، وأقل بكثير من معدلات الجريمة والعنف المرتفعة التي تعاني منها الدولة النفطية.
وفى محاولة للتوصل لحل لتلك الأزمة ، مارس المجتمع الفنزويلى ارتكب جريمة فى حق المرأة الفنزويلية من بينها قتل النساء، حيث خلال النصف الأول من عام 2020، فقد زادت عدد الوفيات لجرائم قتل النساء 108 حالة فى نفس الفترة التى سجلت فيها البلاد أقل من 60 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، ووفقا للممثل الوطنى لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن "هذا الارتفاع فى اعداد القتلى من النساء بسبب الجرائم، تعكس مشكلة خطيرة".
وعن الاتجار بالبشر والبغاء، قال المسئول الاممى فى اشارة الى السنوات الخمس الماضية عندما بدأت الأزمة الاقتصادية ، عندما نعلم انه مع الازمة زادت امكانية الاتجار والجنس بالمعاملة والجنس من أجل الغذاء والاتجار بالبشر، فقد عاش معظم السكان في بؤس، مع التضخم المفرط وانخفاض قيمة العملة.
ويرى أن "النساء تحولت إلى بضائع، بسبب الازمة الاقتصادية، والفقر، حيث يتم استغلال النساء فى الدعارة القسرية ، وتجارة الجنس مقابل الطعام أو المال، أو من خلال الاتجار بالبشر".
كما أن الإحصائيات الرسمية لحمل المراهقات في فنزويلا لم يتم تحديثها ، ولكن من خلال تقديرات مختلفة ، قرر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن البلد لديه واحد من أعلى خمسة معدلات في أمريكا كلها، وفي الواقع ، في التقرير الأخير ، تحتل فنزويلا مرتبة أعلى من القارة بأكملها في متوسط عدد حالات الحمل للفتيات بين سن 15 و 19 بين عامي 2003 و 2018، وازداد الوضع سوءا من تعقد الازمة الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر فى البلاد.