قال بيان من السفارة البريطانية بالقاهرة إن قمة طموح المناخ التي انعقدت بمناسبة الذكرى الخامسة لاتفاق باريس ، كانت علامة بارزة على الجهود التي تمت تمهيدا إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ(COP26) الذى سيعقد في جلاسكو في نوفمبر المقبل، والذى ستستضيفه المملكة المتحدة وإيطاليا بشكل مشترك.
وشاركت في عقد قمة طموح المناخ الأمم المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، بالشراكة مع إيطاليا وتشيلى، وجمعت القمة 75 من رؤساء و قادة دول العالم لتحفيز العمل الدولي نحو مستقبل مرن خالٍ من الانبعاثات.
و بسبب الإعلانات الصادرة أثناء القمة وقبلها ، إلى جانب تلك المتوقعة في أوائل العام المقبل ، قررت البلدان التي تمثل حوالي 65٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ، وحوالي 70٪ من الاقتصاد العالمي ، التزامها بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية أو تحييد الكربون بحلول أوائل العام المقبل.
المملكة المتحدة هي واحدة من تلك البلدان. ففي افتتاح القمة ، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن التزام المملكة المتحدة بوقف الدعم المالي لمشاريع الوقود الأحفوري في الخارج ، حيث تعمل الحكومة على دعم انتقال القطاع إلى الطاقة النظيفة.
هذه خطوة رئيسية ستشهد إنهاء المملكة المتحدة لتمويل صادرات مشاريع جديدة للنفط الخام والغاز الطبيعي أو الفحم الحرارى، أومساعدة التنمية فيها، أوالترويج التجاري لها ، مع استثناءات محدودة للغاية.
تعهدت المملكة المتحدة أيضًا بتقديم 11.6 مليار جنيه إسترليني لتمويل المناخ الدولي على مدى السنوات الخمس المقبلة وأعلنت عن التزام جديد بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني لمبادرة التعافي الأخضر المتعددة الأطراف، والتي ستدعم البلدان النامية لإعادة البناء بشكل أفضل من خلال دمج التزامات المناخ الخاصة بها في الجهود الاقتصادية للتعافي من آثار الوباء.
قال رئيس الوزراء بوريس جونسون: "لقد رأينا اليوم ما يمكن تحقيقه إذا اتحدت الدول وأظهرت طموحًا حقيقيًا في الكفاح لإنقاذ كوكبنا. قادت المملكة المتحدة الطريق من خلال الالتزام بخفض الانبعاثات بنسبة 68 في المائة على الأقل بحلول عام 2030 وإنهاء الدعم لقطاع الوقود الأحفوري في الخارج في أقرب وقت ممكن ، ومن الرائع أن نرى تعهدات جديدة من جميع أنحاء العالم تضعنا علي طريق النجاح قبل COP26 في غلاسكو ".
بالإضافة إلي المملكة المتحدة وضعت فرنسا والسويد أيضًا خططًا لإنهاء الدعم المالي الدولي للوقود الأحفوري.
قال الرئيس ماكرون: "يعتبر الاتحاد الأوروبي رائدًا في هذه المعركة العالمية ، مع هدفنا الجديد المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55٪ على الأقل بحلول عام 2030 - وهو معلم أساسي على طريق تحييد أثر الكربون. سيواصل الاتحاد الأوروبي وفرنسا الترويج لتمويل المناخ. ونتطلع إلى العمل مع الأمم المتحدة ورئاسة المملكة المتحدة لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ وجميع الأطراف في اتفاقية باريس لمواصلة رفع الطموح وتحقيقه من خلال إجراءات ملموسة في العام المقبل ".
يقوم عدد متزايد من البلدان بتغيير مسار التزاماتها المتعلقة بالمناخ. وشملت البلدان التي التزمت خلال القمة بمساهمات محددة وطنيا أقوى: الأرجنتين، وبربادوس (بهدف أن تصبح خالية من الوقود الأحفوري)، وفانواتو (100٪ من طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة) ، وسلوفاكيا (طاقة خالية من الكربون)، وكندا، وكولومبيا ، وأيسلندا ، وبيرو.
و أعلنت الدنمارك أنها ستنهي التنقيب عن النفط والغاز ، في حين أعلنت الهند هدفًا جديدًا لإنتاج 450 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. كما التزمت الصين بزيادة حصتها من الوقود غير الأحفوري في استهلاك الطاقة الأولية إلى حوالي 25٪ بحلول عام 2030.
وقد قادت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد مشاركة مصر في القمة ، حيث قدمت شريط فيديو كرئيسة للمؤتمر الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي (CBD) لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP14).
كما تم إطلاق حملة عالمية كبرى جديدة – "السباق إلى الصمود "- في القمة. تهدف الحملة ، التي تضم رؤساء البلديات وقادة المجتمع والشركات وشركات التأمين ، من بين آخرين ، إلى حماية 4 مليارات شخص معرضين لمخاطر المناخ بحلول عام 2030.
تضمنت إجراءات ومبادرات الحملة بتعهد شركة Apple بالحياد الكربوني لسلسلة التوريد والمنتجات بحلول عام 2030 ، وإعلانها أن 95 من مورديها قد التزموا أيضًا بالانتقال إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100٪.
بالإضافة إلى ذلك ، التزمت مجموعة الخطوط الجوية الدولية International Airlines Group ، وهي شركة بريطانية إسبانية قابضة للخطوط الجوية ، بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 ، وهي أول مجموعة طيران في العالم تقوم بذلك. كما أعلن تحالف Oneworldالمكون من 13 شركة طيران ، والذي يمثل 20٪ من الطيران العالمي ، عن استثمار بقيمة 400 مليون دولار أمريكي في وقود الطيران المستدام لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050.
و قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "إن التعافي من فيروس كورونا يمثل فرصة لوضع اقتصاداتنا ومجتمعاتنا على مسار أخضر بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وبينما نتطلع إلى المستقبل ، فإن الهدف الرئيسي للأمم المتحدة لعام 2021 هو بناء تحالف عالمي حقيقي من أجل الحياد الكربوني. "