مرة أخرى وأخيرة لهذا العام، سيكون العالم اليوم، على موعد مع واحدة من أهم الظواهر الفلكية، وهى كسوف الشمس الكلى، والذى تترقبه الكرة الأرضية، ويمكن رؤية هذا الكسوف ككسوف جزئى فى "أجزاء من جنوب غرب قارة أفريقيا – أمريكا الجنوبية ماعدا الجزء الشمالى منها – أجزاء من أستراليا – المحيط الأطلسى – المحيط الهندى – جنوب المحيط الباسفيكى – جزر جالابوجوس.
كسوف الشمس هو نوع من الكسوف يحدث عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف أي في وقت ولادة القمر الجديد، عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقي القمر ظله على الأرض، وفي هذه الحالة إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضئ.
وكان البدائيون يخافون كل الخوف ويهابون ويتطيرون من كسوف الشمس وخسوف القمر، لأنها ظواهر تدل على شىء غير طبيعى سينعكس سلبا على المحاصيل والحياة ولابد أن نشوئه يدلل على غضب الأجسام الكنية التى أصبحت عندهم آلهة، ومن أبرز الاعتقادت عن الكسوف عند الحضارات القديمة:
الفراعنة
الفرعونية فقد اعتبرت الكسوف صراعا بين الثعبان "أبوفيس" والإله الشمس، حيث يرمز الثعبان للشر والفوضى، ويحاول جاهدا إغراق المركب الشمسى الذى ينقل الشمس، إلا أنه يفشل فى كل مرة، واعتبرت الثقافة العربية الكسوف علامة على موت شخص عظيم أو خسارة لمعركة مصيرية.
وبحسب موسوعة الباحثون المصريون، فإن المصريين القدماء لم يحتفظوا بسجلاتٍ مُحددة للكسوفات الشمسية، ولا شك أن حدثًا مثل هذا لم يمر مرور الكرام لدى هؤلاء المصريين المهتمين بالفلك، وخاصةً أنهم كانوا يعبدون الشمس. اقترح بعض العلماء أن أحداث الكسوف لم تُسجَّل عمدًا لأنها كانت تمثل حدثًا كئيبًا فى نظر المصريين القدماء، وبالتالى تم تجاهلها لكى لا تُخلِّد تلك الأحداث بأى درجة، أو تثير سخط (رع – Ra) إله الشمس.
الاغريق
اعتقد الإغريق أن الكسوف يعنى أن الآلهة كانت على وشك إنزال العقوبة على الملك، لذلك فى الأيام التى سبقت الكسوف، كانوا يختارون السجناء أو الفلاحين ليقفوا مثل الملك على أمل أن يحصلوا على عقوبة الكسوف والملك الحقيقى يخلص منها، وبمجرد انتهاء الكسوف، يتم إعدام الملك البديل.
العرب قبل الإسلام
بحسب كتاب "العبادات الفلكية عند العرب قبل الإسلام: دراسة تاريخية" للدكتور أدهام حسن فرحان العزاوى، فأن العرب اهتموا قبل الإسلام بظاهرة كسوف الشمس، وقد نسجوا حولها الأساطير، وذلك لاعتقادهم أن كسوف الشمس يحدث لأن هناك حيوانا مولعا باختطاف الشمس والتقامها وهذا الحيوان "الدابة" خلقت وشغلت بالشمس، فإذا نظرتها وهى مشرقة من الشرق دارت وحجبتها تريد أن تلتقمها بفمها، فلا تحلقها فتخبط رأسها بالأرض حتى تدوخ فيدركها النوم فتنام لحين موعد شروق الشمس فتفيق "الدابة" من نومها فتجد الشمس قد ظهرت من المشرق فتنحرف إليها تريد اختطافها إلى أن تغرب.
بلاد الرافدين
على جانب آخر يذكر كتاب " دراسات فى حضارة بلاد الرافدين" أن سكان الرافدين كان لكسوف الشمس لديهم معانى كثيرة وأهمية بالغة فى نفوسهم، وهذه الظاهرة بالنسبة لهم نذير شؤم وخوف ورعب، وورد أن الملوك كان ينتابهم الخوف عند حدوث ظاهرة الكسوف، وكان لدى الكهنة تنبؤات معينة قبل حدوث الكسوف، وورد فى أحد النصوص أن لدى الكهنة علامات يستطيعون من خلالها التكهن بحدوث الكسوف منها شروق الشمس بصورة مبكرة وعدم ظهورالقمر وهبوب الرياح الغريبة وترافق هذه العلامات ظاهرة الكسوف، وكان يقيمون صلاة خاصة لتلك الظاهرة تسمة صلاة الكسوف توجه إلى الإله "سين" إله الخصوبة وتكاثرالإنسان، وكانوا يتضرعون إليه ليبعد عنهم شرهذه الظاهرة.
الصين
وحسبما جاء فى العدد "96: لمجلة البيئة والتنمية، كان الصينيون القدماء، على سبيل المثال، يعتقدون أن ظاهرة كسوف الشمس تعود إلى محاولة تنين ضخم ابتلاع قرص الشمس، لذا كانوا يسارعون إلى قرع الطبول وإطلاق المقذوفات النارية لإرهاب التنين المهاجم ودفعه بعيداً عن الشمس! وكان لدى قبائل الفندا فى بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، تفسير مشابه، إذ اعتقدت أن الكسوف ما هو إلا طائرشارد عملاق يحاول أيضاً ابتلاع قرص الشمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة