مدير مستشفى الدمرداش:
* التوأم خضعا لجراحة دقيقة بالميكروسكوب لفصل الأعصاب النهائية الموجودة فى الحبل الشوكى
*حالتهما مستقرة ولم تعانى أى من الطفلتين من شلل أو إعاقة بعد الجراحة
أستاذ ورئيس قسم جراحة التجميل:
* حالة (لين ولانا) ملتصقة في منطقة أسفل الظهر
* هذه الحالة قد لا يراها الجراح سوى مرة واحدة فقط طوال حياته نظراً لندرة حدوثها الشديدة
حالة نادرة الحدوث تحدث مرة واحدة من بين كل 200 ألف حالة توأم متماثل، هذا ما قاله الأطباء بمستشفى الدمرداش بمستشفيات جامعة عين شمس، عن حالة الطفلتين التوأم الملتصق "لين ولانا" بعد الجراحة الناجحة التى أجراها فريق طبى على أعلى مستوى لفصل التوأمين الملتصق من الظهر، ليعيدا لهما الحياة بطبيعتها مرة أخرى وتستطيع لين أن ترى شقيقتها لانا لأول مرة .
"لين" و"لانا" يرقدان حاليًا داخل غرفة رعاية مركزية كل طفلة على سرير خاص، وترافقهما والدتهما التى يبدو عليها السعادة لنجاح عملية فصل التوأمين .
"لين" و"لانا" حالتهم مستقرة ويخضعان حاليًا لمتابعة الفريق الطبى، إلا أن "لين" لم تنقطع من البكاء وكأنها تريد أن ترقد على نفس السرير مع شقيقتها التوأم حيث اعتادا أن يكونا معًا ولم يبعدهما سوى عملية الفصل .
"اليوم السابع" أجرى لقاءً مع والدة التوأم والفريق الطبى من داخل غرفة الرعاية المركزة حيث يرقد التوأمان، كشفوا خلاله عن تفاصيل العملية .
أجريت الجراحة للتوأم المتماثل (لين ولانا) بعمر سنة ونص، وتعد هذه الحالة من الالتصاق نادرة الحدوث، حيث أجرى الجراحة فريق طبي من العديد من التخصصات الطبية برئاسة الدكتور عمرو مبروك أستاذ ورئيس قسم جراحة التجميل، كما ضم الفريق الطبي كل من الدكتور هاني الذهبي أستاذ ورئيس قسم التخدير والطاقم المعاون له والدكتور أحمد مدحت أستاذ ورئيس قسم جراحة الأطفال والفريق المعاون له والدكتور محمد وائل سمير أستاذ جراحة المخ والأعصاب والفريق الطبي المعاون له.
وعن تحضير العملية واستقبال الطفلين، قال الدكتور طارق يوسف أستاذ الجراحة العامة ومدير مستشفى الدمرداش، إن هذه العملية تم إجراؤها مجانًا دون تحمل أسرة الطفلتين أية تكاليف، لافتًا إلى أنه تم استقبال التوأم الملتصق فى شهر أغسطس الماضى من خلال استغاثة من مجلس الوزراء تم تحويلها لمستشفى الدمرداش .
وأضاف أستاذ الجراحة العامة ومدير مستشفى الدمرداش، لليوم السابع، أنه تم إجراء كل الفحوصات الخاصة بالتوأم من أشعة ورسم عضلات وأعصاب ورنين، خاصة أن التوأم ملتصق من أسفل الظهر وأجزاء من الحبل الشوكى .
وأوضح مدير مستشفى الدمرداش، أنه تم تشكيل فريق عمل من 3 أقسام جراحة الأطفال والتجميل والمخ والأعصاب، موضحًا أن العملية استغرقت 8 ساعات، وأنه تم عمل عملية دقيقة أجراها فريق المخ والأعصاب بالميكروسكوب لفصل الأعصاب النهائية الموجودة فى الحبل الشوكى للتوأم، موضحًا أن حالة الطفلين مستقرة ولم تعانى أى من الطفلتين من شلل أو إعاقة .
ومن جانبه قال الدكتور عمرو مبروك، أستاذ ورئيس قسم جراحة التجميل، إن هذه الحالة ملتصقة أسفل الظهر ويتم عمل فصل للجزء السفلي من العمود الفقري والمستقيم وجزء من الجهاز التناسلى والبولى وما يرتبط بكل هذه الأجزاء من الأعصاب والعظام .
وأشار إلى أن هذه الحالة نادرة الحدوث تحدث مرة واحدة من بين كل 200 ألف حالة تؤام متماثل، وقد يكون الالتصاق في منطقة الوجه أو الصدر أو البطن أو الظهر أو أسفل الظهر، لافتًا إلى أن حالة (لين ولانا) ملتصقة في منطقة أسفل الظهر وهذه الحالة قد لا يراها الجراح سوى مرة واحدة فقط طوال حياته نظرًا لندرة حدوثها الشديدة إذ تمثل نسبة حدوثها 5% من حالات الالتصاق في التوائم المماثلة بشكل عام.
وأضاف أن عمل تخصصات العظام والأمراض التناسلية يلي الانتهاء من إجراء الجراحة بمعاونة فريق تخصصات التجميل وجراحة الأطفال والمخ والأعصاب والتخدير.
وقال إن العمل على هذه الحالة وتجهيزها حتى تخضع للتدخل الجراحي استغرق أكثر من 4 أشهر منذ وصول الحالة للمستشفى في أغسطس الماضي، مؤكدًا أن هناك خطة تم وضعها بعناية للتحضير للحالة وسط إجراءات احترازية ووقائية مشددة.
وقالت عفاف جوهر والدة التوأم الملتصق، إنها من محافظة المنصورة وعلمت خلال فترة حملها بأنها ستنجب طفلتين توأم ملتصق، وحاولت خلال الفترات الماضية منذ ولادتهما على التواصل مع أطباء كثيرين ولكن لصعوبة حالة الطفلين كان الأمر فى غاية الصعوبة .
وتابعت والدة التؤام الملتصق، لـ"اليوم السابع"، أنه بعد نشر قصتها وقصة أبنائها التوأم على مواقع التواصل الاجتماعى تم تحويل الحالتين لمستشفى الدمرداش بعد تواصل مجلس الوزراء معها، معربة عن سعادتها بنجاح عملية فصل تؤامها، قائلة: "نفسى أشوفهم حاجة كبيرة".
وعن حالة الطفلين، قالت الدكتورة عبير أستاذ الرعاية المركزة بمستشفى الدمرداش، أن حالة الطفلتين مستقرة وكل الوظائف الحيوية لهم مطمئنة وأيضًا وظائف الأعضاء .
وأضافت أستاذ الرعاية المركزة بمستشفى الدمرداش، أنهم يتم تغذية الطفلين تدريجيًا عن طريق الفم زيادة جرعة الغذاء فى ظل استقرار حالة الطفلين واستجابتهم للغذاء، لافتة إلى أنهما سيخضعان للملاحظة بالرعاية لمدة يومين وبعدها سيتم نقلهما لمستشفى الأطفال.