قالت صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" الإيطالية أن إيطاليا لجأت إلى قيود جديدة بعد تجاوز الرقم القياسى للوفيات فى يوم واحد جراء الإصابة بفيروس كورونا، ولذلك فإنها بحاجة إلى اتباع الإجراءات التى فرضتها المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل من اغلاق كامل للبلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات التى اقرتها ميركل فى المانيا من اجل احتواء كورونا وعدم تفشى الفيروس بشكل أكبر خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة أطلقت عليه بعض الصحف "نموذج ميركل"، حيث أن هناك بعض الدول الأوروبية التى تحتاج إلى مثل هذا النموذج للتصدى للموجة الثانية من كورونا.
وأوضحت الصحيفة أن الحشود فى الشوارع، وآلاف من الناس يصطفون فى طوابير لشراء ودخول المطاعم، أو حانات مزدحمة بالداخل، سيجعل حكومة جوزيبى كونتى أن تقرر قريبًا تشديد القيود مرة أخرى، بعد أن أصبحت إيطاليا الدولة الأوروبية التى تضم أكبر عدد من الوفيات بسبب فيروس كورونا هذا الأحد، بعد تجاوز المملكة المتحدة. فى المجموع، منذ بداية الوباء، تم تسجيل 1.8 مليون حالة مؤكدة و64520 حالة وفاة بسبب الفيروس فى البلاد.
وقال وزير الشؤون الإقليمية الإيطالى فرانشيسكو بوتشا، فى تصريحات لصحيفة "كورييرى ديلا سيرا" أن "صور تجمعات الناس تُظهر مشاهد غير مبررة، لا عقلانية وغير مسؤولة"
وكانت تجمعات كبيرة للناس يوم أمس فى روما وفى مدن أخرى قد قادت السلطات الأمنية إلى إغلاق ساحات وأماكن أخرى.
وأضاف وزير الشؤون الإقليمية الإيطالى "أتفهم رغبة الناس بالخروج، لكن يكفى الدخول إلى أى مستشفى لإدراك الوضع العام الذى تجد بلادنا نفسها فيه"، موضحا أن "فى بعض الشوارع كانت هناك تجمعات لا تطاق، فى حين يجب أن نشعر بالحداد الوطنى فى داخلنا كل يوم، على الضحايا.
وعن احتمال حدوث موجة ثالثة لوباء كورونا، أشار بوتشا إلى أنه، "ما نزال صارمين للغاية، لكن دعونا نقول الحقيقة على الرغم من كل شيء: يجب على الجميع القيام بدورهم، فالأمر لا يكمن بأن بإمكاننا محاربة الوباء بفرض قيود وغرامات على كل شارع وزاوية".
ورأى بوتشا أن "رئيس الوزراء جوزيبى كونتى لم يفتح التنقل بين البلديات"، مذكرًا بأن "كونتى كان صارمًا دائمًا، لكنه منفتح على مقترحات الجميع"، وأوضح أن "التنقل بين البلديات الصغيرة والقرى المجاورة شيء، لكن توسيع إطار التنقلات من الحدود البلدية إلى المحافظة بأكملها، كما يطالب تيار اليمين، سيكون خطأ، لأن المواطنين سيعتبرونه إطلاق العنان للتحرك بشكل عام".
وبخصوص الإغلاق العام قال بوتشا "إنه خيار أشاطره شخصيًا. علينا أن نفكر بعمق أن كان ينبغى علينا استغلال عطلة عيد الميلاد لتأمين البلاد أو أن نتبع الرغبة فى تفضيل الأعمال فقط"، واختتم مبينا أن "الأعمال والصحة لا يتوافقان فى هذه اللحظة، وأنا أكن احترامًا كبيرًا لمن يحمل على عاتقه ثقل الأنشطة الاقتصادية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة