20 عاما قضتها ولا تزال تواصل "عيده زايد نايف" المعروفة باسم "أم سالم" من مركز بئر العبد بشمال سيناء فى مهنة التطريز اليدوى على القماش، خلال هذه السنوات نجحت "عيده" أن تصبح من أبرز وأهم "حافظات التراث بسيناء، وتقوم بنفسها بمساعدة سيدات وفتيات فى امتهان التطريز بثلاث قرى بنطاق مركز بئر العبد، ليوفرن دخل مناسب لهن ومساعدة أزواجهن بمقابل يكسبنه من هذه المهنة.
السيدة-عيدة
ومهنة التطريز على القماش من المهن الحرفية المتوارثة فى عموم أنحاء سيناء، وتجيدها السيدات والفتيات اللواتى كن فى الماضى يقمن بها لحياكة وتجهيز اثوابهن واقنعة الرأس، برسم تشكيلات زخرفية بألوان متعددة وأشكال مختلفة تطرز على القماش أثناء رعى الغنم فى الصحراء، وتختلف تصميمات وألوان التشكيلات المطرزة على القماش من قبيلة لأخرى، ورغم تراجع استخدام الملابس المطرزة فى حياة البدويات اليومية، إلا أن مهنة التطريز لم تندثر، حيث اتجهت سيدات وفتيات لاستثمارها كمصدر رزق بنظم التطريز على مشغولات يدوية، وملابس نسائية عصرية، وهو ما حقق لمنتجاتهن كثير من الرواج فى المعارض المتخصصة، والبيع بالقطعة عبر المتاجر الإلكترونية وعن طريق الجمعيات الأهلية والتجار المتخصصين.
اثناء-عملها-بالتطريز
قالت عيده لـ"اليوم السابع"، انها تمارس حرفة التطريز منذ 20 عاما، بدأت بتعلمها من والدتها وجدتها وعماتها وهى صغيرة ثم احترفتها، ورغم أنها عاصرت مرحلة تراجع استخدام الأثواب إلا أنها لم تيأس ولم تتوقف، واتجهت للتطريز على كل مشغولة يمكنها من خلالها أن تظهر موهبتها فى تنسيق الألوان المطرزة على القماش، وهذا الانتاج الجديد أصبح مطلوبا فى السوق.
وتابعت أنها عن طريق إحدى الجمعيات الأهلية التى وفرت لها كل ما يلزم من أدوات "المهنة" بدأت تنتج، والجمعية تقوم بالتسويق فى المعارض المختلفة، ولم تتوقف عند هذا الحد بل واتجهت لجذب كل من تستطيع من فتيات وسيدات بنطاق القرى المحيطة بها، وهى قرى "اغزيوان"، و"المويلح"، و"السادات"، بينهن سيدات كبار يجدن كل فنون الحرفة وفتيات يتعلمنها تباعا، وتقوم هى بنقل الخامات لهن فى بيوتهن، وتحديد نوعية الإنتاج المطلوبة وهن يقمن بهذا الدور بمقابل مناسب توفره الجمعية.
وأوضحت أن من يقمن بهذه الحرفة يعتبرنها مصدر دخل مهم، سواء للفتيات أو لسيدات متزوجات يساعدن بها أزواجهن فى إعالة أسرهن.
وتابعت أن المهنة هذه تقوم بها كل سيدة كما كانت الجدات من وراء الغنم أثناء الرعى فى الماضى، واليوم كل من تجيدها تقوم بالتطريز وهى فى بيتها، أو فى مزرعتها تقوم بالزراعة أو تحت أى ظرف كان.
وقالت أن نوعية الانتاج الجديد الذى يقمن به يتنوع، حيث يتم اختيار ما يحتاجه السوق، ويقبل على شرائه رواد المعارض ومطلوب، ومنها العبايات الحريمى المطرزة، والشيلان، والحقائب بأنواعها واستخداماتها والأحزمة ومشغولات الهاند ميد الصغيرة منها جراب هاتف محمول وملف أوراق وستائر وأشكال زينة وميداليات وبراقع وغيرها.
وقالت أن الأدوات التى توفرها لكل سيدة وفتاه تشارك فى هذا العمل هى القماش والماركة والخيوط والإبر، ويتم اختيار نموذج يطلب من كل مشاركة إنجاز جزء منه، والتسليم له بدون أى خلل فى غرزة أو لون خيط، وبعدها يتم تجميع هذه الأجزاء لتكون مشغولة واحدة، وتسلم للجمعية التى تتابع تجميع وتصنيع المنتج وإخراجه بالشكل المناسب للسوق.
واوضحت أن المهنة شاقة جدا لها ولكل من تعمل فيها، لأنها تعتمد على دقة النظر وحركة الأصابع، وهذه مع تقدم العمر تعيق العمل وينتج عنها أمراض فى النظر واليدين، مشيرتا إلى أن التطريز يحتاج لوقت كافٍ وتركيز وتستغرق أعمال تطريز مناسبة للعباية الحريمى وقت يتراوح بين 20 إلى 30 يوما، خلالها تقوم من تطرز بعملها يوميا لإتمام قطعة ملبوسات واحدة.
وقالت انها تكون سعيدة بقدر ما تدخل من السعادة على بيوت السيدات من حولها، لأن كافة المشاركات ظروفهن صعبة بينهن من تعول أسر وأخريات يكن سندا لأزواجهن حيث الغالبية من أسر الصيادين الذين يمارسون نشاطهم فى الصيد لشهور معدودة ثم تتوقف.
وأشارت إلى أنها واحدة من هذه السيدات وتفتخر انها ربت أولادها وبناتها الـ7 من هذه الحرفة وعلمتهم وكانت سندا لزوجها، وأصبح كل ما تتمناه هو الستر وانها قنوعه بدورها وتكون فرحتها عندما تشاهد ما انتجته بيديها يباع فى معارض كبرى أو ترتديه شخصيات مشهورة ومعروفة.
حافظة-التراث-عيدة
قطعة-قماشية-انتجتها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة