نظم مركز أبو ظبى للغة العربية ندوة افتراضية عبر الإنترنت، بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية، وذلك عبر برنامج زووم، بمشاركة الدكتور على بن تميم، رئيس مركز أبو ظبى للغة العربية، والدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والدكتور خليل محمد الشيخ خليل، مستشار بمركز أبو ظبى للغة العربية، والدكتور محمد صافى مستغانمى، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور صلاح جرار، وزير الثقافة الأردنى السابق.
وفى البداية قال الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، إن مسألة المصطلحات مسألة فى غاية الأهمية، لأنها ترتبط بسبب وجود مجامع اللغة نفسها منذ نشأتها، وهو تطوير المجامع وتطويعها لمواليد الثقافة، لأن اللغة جهاز الفكر، ولا يستطيع الإنسان أن يفكر بدون اللغة، وإذا كنا نختزن تراثنا القديم، فإن هذا العالم فى تطوره المتتابع وإيقاعه السريع، سرعان ما تنشأ كلمات جديدة من مختلف اللغات والثقافات، سواء فى الفكر الأدبى أو الفنى أو العلوم الإنسانية بمختلف أنواعها، أو العلوم الأساسية والطبيعية أو الحياة العامة، والتى نراها من الانفجار الرقمى كل يوم.
وأضاف "فضل" أنه للأسف أصبح هذا التطور المتتابع لا ينبت فى أرضنا، لكنه ينبت فى ثقافات وحضارات أخرى، بعدما كنا نسمى نحن العلوم مثل الجبر وغيرها، وأنه لحسن الحظ أن من أسسوا المجامع اللغة وأولها مجمع دمشق وبعده مجمع القاهرة وبعده بغداد، كانوا يتخذون من هذه القضية أولوية، ومجمع القاهرة يخصص جل اهتمامه لهذه القضايا، قضية المصطلحات، ولدينا 28 لجنة وظيفتها وضع المصطلحات المشابهة للمصطلحات الأجنبية، وتعريبها أو وضع مصطلحات مشابهة لها، ولم يكتفى بذلك، بل أسس مؤتمره السنوى، لدعوة مجامع الأخرى، لطرح منجزات لجان مجمع القاهرة، ومناقشته، وكانت فكرة توحيد المصطلح العربى من هيكل النظام المعمول به فى مجمع القاهرة.
وأتم "فضل" لكن هناك عقبة لابد أن نجتازها، وهى أن المصطلحات التى نناقشها لا تأخذ طريقها السهل والطبيعى للوصول لعامة الناس والعاملين المتخصصين فى مجالات اللغة والإبداع وتبقى حبيسة لجان المجامع، لأنه لم يصلهم هذا الجهد ولم يشع بينهم، واعتقد أن حلها باستخدام الوسائل الرقمية الحديثة، ورغم عمل عدد غير محدود من المعاجم لكنه غير منتشر، ويجب أن نصنع وسيلة للتفاعل عن طريق وسائل الرقمنة، لأنها ما تجعلها متاحة وموحدة فى الآن نفسه.
من جانبه قال الدكتور محمد صافى المستغانمى، الأمين العام لمجمع الشارقة والمدير التنفيذى لمشروع المعجم التاريخى للغة العربية إن من أهم التحديات التى تواجه مجامع اللغة العربية، هو أنه لابد من التنسيق بين المجامع لأن "كل يغنى على ليلاه"، والعرب تفرقوا فى قضاياهم، لذا لابد من أن تستفيد المجامع من الطاقات الموجودة من المشرق إلى المغرب.
وزاد "مسستغانمى" أن التحدى الثانى هو قضية التعريب والمصطلحات وأتمنى أن يأتى اليوم الذى لا تقوم المجامع بتعريب المصطلحات فقط بل إنتاجها وأن يعود العرب كأمة منتجة، والتحدى الثالث هو الرقمنة، لأن أغلبية المجامع فقيرة فى الجانب التكنولوجى، فلابد من جمع المصادر والكتب ورقمنتها، ونحن فى الشارقة استطعنا من شراء من منصة رقمية وتخصصيها للباحثين.
تحدٍ آخر يواجه المجامع العربية حسبما أشار الأمين العام لمجمع الشارقة، وهو ضرورة التوثيق وإزالة الفجوة بين المشرق والمغرب، مشيرا إلى أن مجمع القاهرة قام بدور عظيم فى هذا الشأن، مشددا على أن تحويل المنتج العربى العظيم من التنظير إلى التطبيق، هو تحدٍ أيضا يواجه دور المعاجم العربية، ومجمع القاهرة له باع كبير فى إنتاج المجامع المتخصصة، لكن هذا المعاجم تبقى حبيسة الرفوف.
فيما قال الدكتور على على بن تميم، رئيس مركز أبو ظبى للغة العربية، إننا نفتقر لسياسات واضحة تحدد فلسفة الدولة تجاه اللغة العربية، فما هى فلسفة هذه الدولة؟، صحيح هناك قوانين، لكن ما هى المواقف التى نحددها لكل دولة لحماية اللغة؟، فالموجود ما هو إلا مجرد نصوص لا يربط بينها رؤى واضحة.
وأضاف "بن تميم" أيضا ضعف الجهود التشريعية، مثل قوانين تنظم واقع الاتصال اللغوى، كما أن قضية انحصار دور مجامع، وغياب البعد التخطيطي فى خدمة اللغة العربية من التحديات التى تواجه اللغة العربية، فلا نجد مبادرات لصياغة مشروعات مشتركة، وان وجدت مؤتمرات لخدمة الهدف لكننا نسأل بعدها ماذا بعد ذلك؟.