قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هجوم السيبرانى الروسى الواسع على الحكومة الأمريكية والشركات الخاصة الذى حدث منذ الربيع الماضى وتم رصده قبل أسابيع قليلة هو من بين أكبر الإخفاقات الاستخباراتية فى العصور الحديثة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدار السنوات القليلة الماضية، أنفقت الحكومة الأمريكية عشرات المليارات من الدولارات على قدرات التجسس الإلكترونى وبناء غرفة حرب عملاقة فى فوت ميد، بولاية ميريلاند للقيادة الإلكترونية للولايات المتحدة، مع تثبيت أجهزة استشعار دفاعية فى جميع أنحاء البلاد، فى نظام أطلق عليه اسم اينشتاين فى دلالة على العبقرية، لردع أعداء أمريكا .
لكن من الواضح الآن أن هجوم التجسس الروسى الواسع على حكومة الولايات المتحدة والشركات الخاصة الذى بدأ منذ الربيع واكتشفه القطاع الخاص قبل بضعة أسابيع، يعد من أكبر الإخفاقات الاستخباراتية فى العصر الحديث.
ولم يرصده أيناشتين لأن المتسللين الروس صمموا هجومهم ببراعة لتجنب تشغيله. وكانت وكالة الأمن القومى ووزارة الأمن الداخلى تبحثان فى مكان أخر ويركزان، بشكل مفهوم، على حماية انتخابات 2020.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة القائمة على الدفاع المسبق، ووضع منارات أمريكية فى شبكات الخصوم من شأنها التحذير من هجمات قادمة ونتوفر منصة للهجمات المضادة، لم تقدم سوى القليل من الردع للروس، الذين عززوا لعبتهم بشكل ملحوظ منذ التسعينيات عندما شنوا هجوما على وزارة الدفاع الأمريكية عبر ما يسمى بمتاهة ضوء القمر.
والأمر الذى لم يتغير أيضا، كما تقول الصحيفة، هو الحساسية داخل الولايات المتحدة لتوضيح ما يحدث. وكان مستشار الأمن القومى الأمريكى روبروت أوبريان قد قطع رحلته إلى الشرق الأوسط وأوروبا يوم الثلاثاء وعاد إلى واشنطن لإدارة اجتماعات أزمة لتقييم الموقف، إلا أنه وزملائه فعلوا أقصى ما بوسعهم من أجل التهوين من الضرر.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، شكل كل من الإف بى اى ووكالة الأمن الإلكترونى وامنا لبنية التحتية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية مجموعة استجابة عاحلة، وهم مجموعة التنسيق السيبرانى الموحد، لتنسيق استجابات الحكومة لما وصفته الوكالات بحملة أمن إلكترونى كبيرة ومستمرة.
وكان السيناتور الديمقراطى ريتشارد بلومنثال، قد كتب يوم الثلاثاء يعرب عن دهشته من الكشف عن الهجوم السيبرانى الروسى، وقال إن الإحاطة السرية التى تلقاها عن الهجوم تركته فى حالة قلق عميق، ومرعوب، مضيفا أن الأمريكيين يستحقون معرفة ما يحدث. ودعا الحكومة إلى رفع السرية عما تعرف وما لا تعرف.
وحتى الآن لا يزال الوقت مبكرا ، فيبدو أن القرصنة تقتصر على التجسس الكلاسيكى، بحسب ما ذكر شخص مطلع على الامر.
وقد وصف السيناتور ريتشارد ديه دوربين الهجوم السيبرانى الروسى بانه إعلان حرب.لكن الصحيفة قالت إنه مخطئ لان كل الدول تتجسس على بعضها البعض، والولايات المتحدة تستخدم التسلل الالكترونى لسرقة اسرار أيضا، إلا أن وحدات الاستخبارات الروسية استخدمت فى خدمات سابقة دخولا مماثلا لإغلاق الأنظمة وتدمير البيانات وإغلاق مصدر الطاقة.
وقد اعترف بعض مسئولى إدارة ترامب أن عددا من الوكالات الفيدرالية منها الخارجية والأمن الداخلى والخزانة والتجارة وأيضا اجزاء من البنتاجون، قد تعرضت للاختراق فى القرصنة الروسية. لكن المحققين مازالوا يكافحون لتحديد مدى تأثر الجيش ومجتمع المخابرات والمختبرات النووية
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد علق على هذا الأمر فى مؤتمره السنوى اليوم، الخميس، وقال إن وزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات الأمريكية هم من ألف قصة القراصنة الروس. وذهبت بوتين إلى القول:أعتقد أنه من الواضح أن من وصف هؤلاء القراصنة بالمجرمين المرتبطين بالمخابرات العسكرية الروسية، هم وزارة الخارجية وأجهزة المخابرات الأمريكية،فهم من ألف قصة القراصنة الروس، وبناءً على تعليماتهم تم فعل ذلك ".
وأضاف الرئيس الروسي : "ننطلق من فرضية أن الرئيس المنتخب حديثًا للولايات المتحدة سوف يفهم ما يحدث، فهو شخص متمرس في السياسة الداخلية والخارجية،ونأمل أن يتم حل كل المشاكل أو بعضها في ظل الإدارة الجديدة".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أصبحت رهينة السياسة الأمريكية