أصدر المسئولون الفيدراليون فى الولايات المتحدة، تحذيرا عاجلا من أن القراصنة، الذين تعتقد وكالات المخابرات الأمريكية أنهم يعلمون لصالح الكرملين، قد استخدموا أدوات أكتر تنوعا بكثير عما كان يعتقد من قبل للتسلل إلى الأنظمة الحكومية، وقالوا إن الهجوم السيبرانى يمثل خطرا بالغا للحكومة الأمريكية، ويشير الاكتشاف إلى أن حجم الاختراق الذى يبدو أن امتد إلى المعامل النووية البنتاجون وانظمة وزارة الخزانة والتجارة، يعقد التحدى الذى يواجهه المحققون الفيدراليون مه محاولتهم تقييم الضرر وفهم ما تم سرقته، بحسب ما قالت صحيفة نيويورك تايمز.
فبعد دقائق من البيان الصادر من ذراع الأمن السيبرانى لوزارة الأمن الداخل الأمريكية، حذر الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن من أن إدارته قد تفرض ثمنا كبير على المسئولين عن الأمر.
وقال بايدن إن الدفاع الجيد ليس كافيا، فهناك حاجة لتعطيل وردع خصومنا عن القيام بهجمات سيبرانية كبيرة فى المقام الأول، مضيفا أنه لن يقف مكتوف الأيدى فى وجه الهجمات السيبرانية على الولايات المتحدة. فى حين لم يعلق الرئيس ترامب على هذا الأمر بعد.
وقد أعلن المسئولون الأمريكيون، أن عددا من الوكالات التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية منها ما له صلة بمخزون الأسلحة النووية قد تم اختراقها فى إطار حملة هجومية موسعة لمجموعة قراصنة تمكنت من النفاذ الإلكترونى على أكثر من عشر وكالات فيدرالية أمريكية.
وقالت شايلين هاينيز المتحدثة باسم وزارة الطاقة الأمريكية، إن شبكات الأعمال الخاص بإدارة الأمن النووى الوطنى تأثرت بالاختراق الذى تعرضت إحدى برمجيات شركة (سولار ويندز) الأمريكية التى تشرف على بنية الشبكات فى الحكومة والشركات الخاصة.
وأشارت إلى أن الوزارة تعمل على الرد على الحادث الإليكترونى بالتنسيق مع الشركاء فى الحكومة الفيدرالية والشركات، وأن تحقيقا يجرى بالتزامن مع مساعى مواجهة الهجوم وتطويق آثاره وعزل الأجهزة المخترقة، لافتة إلى أن الحادث لم يؤد إلى الإضرار بالأعمال الرئيسية للإدارة الوطنية للأمن النووي.
كما نقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، عن مسئولين أمريكيين مطلعين بشكل مباشر، أن لدى وزارة الطاقة الأمريكية وإدارة الأمن النووى الوطنية، التى تدير مخزون الأسلحة النووية فى البلاد، أدلة على أن قراصنة تمكنوا من الوصول إلى أنظمتهم فى إطار حملة إلكترونية ضخمة.
من ناحية أخرى، قالت شركة مايكروسوفت، إنها اكتشفت برمجيات خبيثة فى أنظمتها على صلة بهجوم إلكترونى واسع النطاق كشف عنه مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع، مما يضيف هدفا تكنولوجيا كبيرا إلى قائمة متزايدة من الوكالات الحكومية التى تعرضت للهجوم.
وتقول نيويورك تايمز، إن المسئولين الأمريكيين لم يعلنوا عن اسم الفاعلين المسئولين، إلا أن وكالات الاستخبارات قالت للكونجرس إنهم يعتقدون أنه تم تنفيذها من قبل وكالة الاستخبارات الروسية النخبوية SVR.
واعتبرت الصحيفة إن هجوم السيبرانى الواسع على الحكومة الأمريكية والشركات الخاصة الذى حدث منذ الربيع الماضى وتم رصده قبل أسابيع قليلة هو من بين أكبر الإخفاقات الاستخباراتية فى العصور الحديثة.
وقالت الصحيفة، إنه على مدار السنوات القليلة الماضية، أنفقت الحكومة الأمريكية عشرات المليارات من الدولارات على قدرات التجسس الإلكترونى وبناء غرفة حرب عملاقة فى فوت ميد، بولاية ميريلاند للقيادة الإلكترونية للولايات المتحدة، مع تثبيت أجهزة استشعار دفاعية فى جميع أنحاء البلاد، فى نظام أطلق عليه اسم اينشتاين فى دلالة على العبقرية، لردع أعداء أمريكا.
لكن من الواضح الآن أن هجوم التجسس الروسى الواسع على حكومة الولايات المتحدة والشركات الخاصة الذى بدأ منذ الربيع واكتشفه القطاع الخاص قبل بضعة أسابيع، يعد من أكبر الإخفاقات الاستخباراتية فى العصر الحديث.