"متخافيش على طفلك من كورونا الأطفال بتخف بسرعة"، جملة قد نسمعها دائما بعد انتشار الفيروس التاجى ولكن يجهل الكثيرون التأثير السلبى لفيروس كورونا على صحة الطفل، فبعد الدراسات والأبحاث كشفت أضرارا عديدة على الجهاز التنفسى والجلد والأعصاب بسبب كورونا. كان آخرها دراسة على الديلى ميل كشفت أن فيروس كورونا يمكن أن يسبب الشلل لدى الأطفال فى حالات نادرة للغاية، حيث نظر الباحثون فى جامعة مانشستر فى الأعراض العصبية فى 38 حالة غير عادية من فيروس كورونا تحت سن 18 عامًا.
وفى التقرير التالى يقدم اليوم السابع تأثير فيروس كورونا على طفلك وكيف تتعامل معه وفقا لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية وموقع "mayoclinic". ووفقا للدراسة خضع جميع الأطفال لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسى بعد ظهور أعراض من نوع ما، بدءًا من الحمى القياسية إلى مشاكل فى تحريك الأطراف وضعف الوظيفة الإدراكية.
وكان ثمانية من الأطفال لا يعانون من أعراض تنفسية مثل ضيق التنفس أو السعال، كما هو الحال عادة مع الفيروس التاجى، بينما توفى أربعة أطفال فى الدراسة بعد الإصابة بعدوى أخرى، مثل السل وMRSA، بعد أن جعلهم فيروس كورونا أكثر عرضة للإصابة.
كما أصيب اثنان من الشباب فى الدراسة بالشلل بعد أن وصل الفيروس إلى الحبل الشوكى وتسبب فى حدوث التهاب، وأصيب أحد الأطفال بشلل رباعى وكان يعتمد على جهاز التنفس الصناعى للتنفس عبر ثقب القصبة الهوائية، ويتم تغذية الطفل أيضًا بأنبوب فى معدته.
وعانى الأطفال أيضا من خلل فى الحركة، وهى حالة جعلتهم غير قادرين على تنظيم معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس ووظيفة المثانة ودرجة الحرارة، على سبيل المثال.
وأثبتت الأبحاث السابقة أن الفيروس يمكنه عبور الحاجز الدموى الدماغى وغزو الأعضاء، ويمكنه أيضًا الوصول إلى الدماغ عبر الأنف .
ما مدى احتمال مرض الأطفال عند إصابتهم بفيروس كورونا؟
فى حين أن كل الأطفال معرضون للإصابة بالفيروس المسبب لكوفيد 19، فإن نسبة الأطفال الذين يمرضون عند الإصابة به أقل مما لُوحظ لدى البالغين، يصاب معظم الأطفال بأعراض خفيفة أو لا يصابون بأى أعراض على الإطلاق.
وحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال، يمثّل الأطفال فى الولايات المتحدة 10% تقريبًا من جميع حالات كورونا، وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات (أو تقل عن 14 سنة حسب أبحاث أخرى) هم أقل عرضة للإصابة بكوفيد 19 مقارنة بالأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 20 سنة فأكثر، كما أن معدلات إدخال الأطفال للمستشفيات أقل بكثير من معدلات إدخال البالغين مع ذلك، بالنسبة للأطفال الذين يتم إدخالهم للمستشفى، فإن نسبة إدخالهم للعناية المركزة مماثلة لنسبة البالغين، وذلك وفق أبحاث مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
بالإضافة لذلك فإن الأطفال المصابين بحالات كامنة، مثل السُمنة والسكرى والربو، أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض كورونا، والأطفال المصابون بأمراض القلب الخلقية أو الحالات الوراثية أو الحالات التى تؤثر على الجهاز العصبى أو على التمثيل الغذائى هم أيضًا أكثر عرضة للمرض الشديد فى حال أصيبوا بكورونا.
ما تفسير اختلاف ردة فعل الأطفال تجاه كورونا؟
الجواب غير واضح بعد، ويشير بعض الخبراء إلى أن الأطفال قد لا يتأثرون بشدة بكوفيد 19 لأن هناك فيروسات كورونا أخرى منتشرة فى المجتمع وتسبب بعض الأمراض مثل الزكام. ولأن الأطفال يصابون عادة بالزكام، فإن أجهزتهم المناعية قد تكون مهيأة لتزويدهم ببعض الحماية ضد كورونا، ومن الممكن أيضًا أن أجهزة المناعة لدى الأطفال تتفاعل مع الفيروس بشكل مختلف عن أجهزة المناعة لدى البالغين، ويبدو أن بعض البالغين يَمرضون من الفيروس لأن أجهزتهم المناعية تبالغ فى رد فعلها تجاهه، مما يُلحق مزيدًا من الضرر بأجسامهم وقد يكون هذا الأمر أقل حدوثًا بين الأطفال.
كيف يتأثر الأطفال بفيروس كورونا؟
رغم ندرة هذا الأمر، يبدو أن الأطفال دون عُمْر السنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض شديدة فى حال العدوى مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا، ويُحتمل أن يكون ذلك بسبب عدم نضج مناعتهم بشكل كامل، ولأن شعبهم الهوائية أصغر، مما يجعلهم أكثر عرضة للمشاكل التنفسية فى حال العدوى بفيروسات الجهاز التنفسي.
ويمكن أن يصاب حديثو الولادة بكورونا أثناء الولادة أو بسبب انتقال العدوى إليهم بعد الولادة عن طريق مقدمى الرعاية المصابين بالفيروس، وإذا كنت مصابة بالعدوى أو كنت مصابة بأعراض مشابهة له وتنتظرين نتائج الاختبار، يُنصح خلال إقامتك بالمستشفى وبعد الولادة بأن ترتدى غطاء وجه قماشى وتنظفى يديك عند العناية بالمولود الجديد، ووَضْعُ مهد طفلك المولود حديثًا بجانب سريرك أثناء وجودك فى المستشفى أمر مقبول، ولكن يُنصح أيضًا بإبقاء مسافة معقولة بينك وبين طفلك ما أمكن ذلك، عند اتباع هذه الخطوات، فإن خطر تعرض الطفل حديث الولادة للعدوى بفيروس كوفيد 19 يكون منخفضًا، وتشير الدراسات إلى أن ما بين 2% إلى 5% من الأطفال الذين يولدون لأمهات أصبن بكورونا قرب موعد الولادة تكون نتائج فحص الفيروس لديهم إيجابية خلال الأيام التالية للولادة. لكن إذا كنت مصابة بحالة كورونا شديدة، فقد تُفْصَلين مؤقتًا عن مولودك الجديد.
وبالنسبة للرُّضَّع المصابين بالفيروس أو الذين لا يمكن اختبارهم بسبب عدم توفر الاختبارات وليست لديهم أعراض، فقد يتم إخراجهم من المستشفى، وذلك اعتمادًا على الظروف، ويوصى الأطباء بأن يرتدى مقدمو الرعاية للأطفال كمامات الوجه وأن يغسلوا أيديهم لحماية أنفسهم. من المهم المتابعة باستمرار مع طبيب الطفل لمدة 14 يومًا، إما عبر الهاتف أو المراجعة الطبية الافتراضية أو مباشرة فى العيادة.
أعراض فيروس كورونا لدى الأطفال
مع أن الأطفال والبالغين يصابون بأعراض متشابهة فى حال التعرض لعدوى كورونا، فإن أعراض الأطفال تكون عادة خفيفة وشبيهة بأعراض الزكام. ويتعافى معظم الأطفال خلال فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، ويمكن أن تشمل أعراضهم ما يلى:
- الحُمّى.
- احتقان أو سيلان الأنف.
- السعال.
- التهاب الحلق.
- ضيق النَفَس أو صعوبة فى التنفس.
- الإرهاق.
- الصداع.
- آلام العضلات.
- الغثيان أو القيء.
- الإسهال.
- ضعف التغذية أو ضعف الشهية.
- فقدان حاسة التذوق أو الشم على نحو غير معهود.
- ألم البطن.
- طفح جلدى.
- العين القرنفلية (التهاب الملتحمة).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة