استضاف وزير الخارجية سامح شكرى، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين فى المملكة الأردنية الهاشمية ووزير الخارجية والمغتربين فى دولة فلسطين فى اجتماع تشاورى استهدف تنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر حول التطورات والقضايا الإقليمية، وفى مقدمتها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
وأكد الوزراء عمق العلاقات بين الدول الشقيقة الثلاث والحرص على تطويرها فى مختلف المجالات، وعلى استمرار تنسيق المواقف إزاء الأوضاع الإقليمية، بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويعزز الأمن والاستقرار فى المنطقة.
وشددوا على أن القضية الفلسطينية هى القضية العربية المركزية، وناقشوا سبل دفع الأطراف المعنية للانخراط فى العملية السلمية، وأكدوا أن قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وآخرها القرار 2334، ومبادرة السلام العربية، تمثل المرجعيات المعتمدة للتفاوض، باعتبار التفاوض هو السبيل الوحيد لإحلال السلام.
وأكد الوزراء على ضرورة حث إسرائيل على الجلوس والتفاوض من أجل التوصل لتسوية نهائية على أساس حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافيًا على حدود الرابع من يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمتها، بحيث تعيش الدولتان جنبًا إلى جنب فى سلام وأمان وازدهار. واتفقوا على استمرار العمل على إطلاق تحرك فاعل لاستئناف مفاوضات جادة وفاعلة لإنهاء الجمود فى عملية السلام وإيجاد أفق سياسى حقيقى للتقدم نحو السلام العادل.
وزير الخارجية يتوسط نظيره الأردني والفلسطيني
كما توافق الوزراء على خطوات عمل مكثفة لحشد موقف دولى للتصدى للإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية، وخصوصا بناء المستوطنات وهدم المنازل ومصادرة الأراضى، وحذروا من خطورتها باعتبارها ممارسات غير قانونية تمثل خرقا للقانون الدولى وتقوض حل الدولتين وفرص التوصل لسلام عادل شامل.
وأكد الوزراء أن القدس من قضايا الحل النهائى يُحسم وضعها عبر المفاوضات وفقًا للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية. وشددوا على ضرورة وقف إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، جميع الانتهاكات التى تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها وتغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم.
وشدد الوزراء على أن المسجد الأقصى المبارك "الحرم القدسى الشريف"، بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة خالص للمسلمين. وأكدوا على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس فى حماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وحذر الوزراء من انعكاسات الأزمة المالية التى تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) على قدرة الوكالة على تقديم خدماتها الحيوية للأشقاء الفلسطينيين.
وثمّن الوزراء الدعم الذى يقدمه الأشقاء والشركاء فى المجتمع الدولى للوكالة وأكدوا ضرورة العمل بشكل عاجل على سد العجز فى موازنة الوكالة وتوفير الدعم المستدام حتى تتمكن من تنفيذ تكليفها الأممي.
وشددوا على أهمية استمرار الوكالة فى تأدية دورها كاملًا وفق تكليفها الأممى إلى حين التوصل لحل عادل لقضية اللاجئين وفق القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفى سياق حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين.
وثمّن نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن ووزير خارجية فلسطين الجهود الكبيرة التى تقوم بها جمهورية مصر العربية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأكدا ضرورة الاستمرار فى دعم هذه الجهود الخيرة.
وأكد الوزراء ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطينى حماية للقضية الفلسطينية ولتفويت الفرصة على المخططات الرامية إلى تصفيتها. واتفق الوزراء على استمرار اللقاءات الثلاثية من أجل ضمان أعلى درجة من التنسيق فى هذه المرحلة الحساسة.
من جانبه قال وزير الخارجية سامح شكرى أن مصر تدعم اقامة دولة فلسطينية مستقلة، داعيا المجتمع الدولى لتحمل مسؤولياته فيما يخص القضية الفلسطينية فى ظل وجود اجماع دولى لدعم العملية التفاوضية استنادا للشرعية الدولية، لافتا إلى أن القاهرة تعمل مع كافة الشركاء لإيجاد المناخ الملائم ومنع إسرائيل من اتخاذ أى خطوات أحادية لا تؤدى لإجراءات بناء الثقة.
وأكد شكرى أهمية إرساء الأمن والاستقرار فى المنطقة بعيدا عن الصراع وفى اطار مقررات الشرعية الدولية، قائلا: أن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح اليوم، لوزيرا خارجية الأردن وفلسطين بالقاهرة، يأتى فى إطار اهتمامه بالقضية الفلسطينية، مضيفا: أن اتصال الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخير بالرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، وتنسيقه المستمر واللقاءات التى تجمعه بالعاهل الأردنى، تؤكد اهتمامه بالقضية.
وتابع وزير الخارجية: "كانت صباح اليوم هناك جلسة تم خلالها تناول كل الأبعاد المختلفة للقضية وتأكيد الدعم الكامل لجمهورية مصر العربية للإطار التنسيقى الوثيق فيما بين مصر والأردن ودولة فلسطين، واستمرار على كافة المستويات التشاور والتنسيق والعمل المشترك على مستوى القيادات والوزارى لإيجاد الأطر والمبادرات التى تأخذنا نحو تحقيق ما نصبو إليه من حيث استئناف العملية السلمية والوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وقال شكرى أن الشركاء الدوليين والرباعية الدولية، والمجتمع الدولى بالكامل معنى بالقضية الفلسطينية، متابعا: "السلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق بشكل كامل إلا بالتسوية التى تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمشروعة للشعب الفلسطيني
من جانبه قال رياض المالكى وزير الخارجية الفلسطينى، أن الاجتماع الثلاثى المشترك مع وزيرى الخارجية المصرى سامح شكرى والأردنى أيمن الصفدى فى غاية الأهمية، فى إطار التشاور والتوافق المستمر بين قادة الدول، حيث زار الرئيس الفلسطينى محمود عباس الأردن ومصر مؤخرا.
وأضاف المالكى، "ناقشنا وضع رؤية مشتركة للتعامل مع القضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، فى ظل التعامل مع إدارة أمريكية جديدة"، متابعا: "التنسيق مستمر وضرورى ونؤسس لانطلاقة جديدة مع مصر والأدرن على المستوى العربى والدولى".
وتابع وزير الخارجية الفلسطينى: "كان هناك توافق كبير خلال اللقاء، نحن نلتقى اليوم بعد فوز جو بايدن فى الانتخابات الأمريكية، وفى ظل إعادة التنسيق مع الجانب الإسرائيلى، من خلال رسالة تؤكد أنها تلتزم بالاتفاقيات، ونقدر أهمية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية والدور الذى تقوم به الدولة المصرية لإنهاء هذا الملف، ونؤكد على أهمية الدعم العربى للقضية الفلسطينية.
أكد وزير خارجية فلسطين رياض المالكى، التزام فلسطين بالدعم العربى والدولى، مشيرا إلى استعداد فلسطين التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، موضحا أن إسرائيل تمارس القمع الممنهج والاستيطان فى الأراضى المحتلة وهو ما يعيق أو محاولات للحل.
ودعا وزير خارجية فلسطين، المجتمع الدولى لممارسة المزيد من الضغط على الجانب الإسرائيلى لوقف الاجراءات التعسفية فى الأراضى الفلسطينية.
فى سياق متصل قال أيمن الصفدى وزير الخارجية الأردنى، إنه يقدم الشكر إلى الدولة المصرية لاستضافة اللقاء الوزارى مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، ووزير الخارجية الفلسطينى، مشيرا إلى أن التنسيق ضرورة فى ظل الظروف الراهنة حتى نستطيع أن نعمل معا لخدمة القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للعرب.
وأضاف خلال كلمته، أن مثل هذه اللقاءات تسعى إلى السلام الشامل والعادل الذى يحقق أهداف الشعب الفلسطينى، وفى مقدمها الحرية والدولة المستقلة، مطالبا باتخاذ موقف للتصدى لجمود المفاوضات والإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية، من خلال بلورة طرح قادر على التعامل معاها وإيجاد أفق سيأسى للعودة إلى طاولة المفاوضات، حتى نتقدم باتجاه السلام والشامل.
وتابع وزير الخارجية الأردني: "نحن أمام ظروف دقيقة وتحديات صعبة، وعلينا العمل معا ضمن الثوابت العربية التى تؤكد أن السلام خيار استراتيجى وحل الدولتين يلبى جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وهذا الهدف الذى نسعى إليها من خلال التنسيق المؤسسى وفق توجيهات القادة وجهود مكملة لما هو قائم".
وأوضح أيمن الصفدى، أن العودة للمفاوضات ضرورة والرباعية الدولية هى آلية متفق عليها دوليا وندعمها أن تمضى على طريق المفاوضات، متابعا: "كل الشكر للدولة المصرية على الاستضافة والمبادرة وجمهورية مصر سابقة لما يخدم القضية الفلسطينية وضمان تنسيق القضايا العربية"
وقال ن لقاء اليوم يأتى فى إطار اللقاءات التشاورية المستمرة على مدى السنوات الماضية، متابعا: "رؤيتنا واضحة لإيجاد أفق لإنهاء الجمود من أجل التوصل إلى السلام العادل الذى ينهى الصراع باعتباره خيارا استراتيجيا"
وأضاف الصفدى، "لقاء الرئيس السيسى معنا اليوم أكد على ضرورة العمل لخدمة هدف واحد متفق عليها بين الدولة والقادة من خلال إيجاد أفق للتحرك إلى الأمام وفق الأسس المعتمدة، التنسيق والتوافق بحثنا التحديات والتحدى الآن كيف نجد أفق للمفاوضات سواء بشكل مباشر أو فى إطار الرباعية الدولية أو فى مؤتمر دولى، والأهم التوصل إلى آلية للتفاوض".
وتابع وزير الخارجية الأردنى: "نواجه تحديات تقوم بها إسرائيل تقود حل الدولتين وحل السلام الشامل والشركاء حشد موقفا دوليا.. وهناك انتهاكات مستمرة تجاه المقدسات الدينية وحمايتها مسألة جوهرية وأساسية.. والسيادة على القدس فلسطينية.. وحماية القدس مسئولية فلسطينية أردنية مصرية عربية دولية.. والعبث بالمقدسات الإسلامية أمر غير مقبول.. ونواصل التنسيق والتشاور"
وشكر نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن ووزير خارجية فلسطين جمهورية مصر العربية على استضافة اللقاء وعلى حسن التنظيم وطيب الاستقبال.