اقتحم فيروس كورونا المستجد العالم دون سابق إنذار، وتسبب بحدوث تغيرات جذرية لم يتوقع العديد من الأشخاص وقوعها، أبرزها التباعد الاجتماعي.. فهل حان الوقت لنتعلم التعايش مع الوباء، وخلال أسبوع دبى للتصميم، يقدم معرض "The Shape of Things to Come"، أى "مستقبل الأشياء"، لمحة عما يمكن أن تبدو عليه الهندسة المعمارية والتصميم فى عالم ما بعد "كوفيد-19".
وبحسب موقع "سى إن إن"، إن التصاميم الذى تضمنها المعرض "House 00"، ومنتجع "GAIA" العائم، إضافةً إلى مسجد "دلمونيا"،
المنزل صفر
ويبحث كثيرون عن ملاذ وحل معمارى ينتمى إلى عالم ما بعد جائحة "كوفيد-19"، يساعد فى عزل السكان عن ضجيج المدينة وزحامها، فيأخذهم إلى أعلى قمة جبلية فى دولة الإمارات.
المنزل صفر فوق قمم الجبال
ويعد "House 00"، أى "المنزل صفر"، بمثابة محاولة لإعادة تخيل مفاهيم الحياة المنزلية والسكينة بتربعه على قمم جبل جيس الشاهقة، فى مدينة رأس الخيمة.
ويستخذم "المنزل صفر"، وهو من تصميم مكتب الشرق الأوسط للعمارة (MEAN)، عناصراً تقليدية من العمارة المحلية، ويمزجها مع كل ما يحتاجه المنزل من مرافق حديثة، ويستجيب لجميع الحاجات الاجتماعية والثقافية للأسرة الإماراتية.
النافورة داخل المنزل
وبالتالي، يتألف التصميم من 5 غرف نوم، بما فى ذلك غرفة الضيوف، ومجلس للسيدات والذكور، وغرفتى معيشة، ومطبخين، وبركة سباحة لا نهائية، ومنتجع صحي.
ويقول رياض جوكة، مؤسس وكبير المهندسين المعماريين فى مكتب الشرق الأوسط للعمارة، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "كان من الصعب دمج بعض التقنيات المتقدمة التى نعمل عليها فى التصميم المعمارى داخل مشروع سكني، مع الحفاظ على سلامة المفهوم وإنتاج تصميم مألوف، ولكنه فريد من نوعه".
ومن الخارج، يتداخل التكوين النحتى لواجهة المنزل من الحجر والزجاج مع الطبيعة المحيطة، فيبدو وكأنه تكوين طبيعى ومصنوع فى الآن ذاته، ويبدو تارة كمنحوتة واحدة وتارة أخرى كبناء مركب.
الاضاءة طبيعية داخل المنزل المشيد فوق قمم الجبال
ويميل الطابق الأول 45 درجة لمحاذاة انحناءة الجبل، ليسمح بإطلالة مميزة لجهة الجنوب الشرقي. وتدخل الإضاءة الطبيعية إلى المنزل عبر النوافذ الكبيرة وفتحات السقف، مع الحفاظ على خصوصية المنزل.
منتجع "GAIA"
وإذا أردت أن تختبر نوعاً جديداً من تجربة الضيافة، أراد الشريكان ناجى محمود وآندى شو، فى استديو "AMA" للتصميم بدبي، استخدام تقنيات مبتكرة لإنتاج مبانى تتحدى التوقعات.
منتجع عائم
وتهدف فكرة منتجع "GAIA" العائم إلى إعادة اتصال الناس بالطبيعة من خلال إنشاء بناء يحمل أقل تأثير على البيئة نفسها.
المنتج العائم ليلا
ويستعين الفندق، وهو عائم على الماء بهيكل مسبق الصنع وخفيف الوزن، وسائله الخاصة للحد من احتياجاته للطاقة. وصُممت حجرات الضيوف بحيث تكون مدعومة بأعمدة مطبوعة ثلاثية الأبعاد، ما يسمح للحياة البحرية بالازدهار أسفلها.
صورة جوية للمنتجع العائم
وفى بيئة طبيعية، يحاط الضيوف بالمواد العضوية، مثل الخشب والخيرزان، أثناء محاولتهم للهروب من المدينة، والاستمتاع بملاذ صحي، وهادئ، ومنعزل.
ويعد هذا المنتجع عائم بشكل تام، على غرار منتجعات الواجهة البحرية التي تكون عادة مرتبطة بالأرض، ما يتيح للضيوف فرصة الانفصال التام عن حياتهم الحضرية.
ولا يخل هذا المشروع من التحديات، أبرزها تصميم كل جزء بعناية للتوافق مع الحركة الطبيعية للماء وتقديم تجربة مريحة. ونظراً إلى أن القوارب تقوم بذلك أيضاً، فسيتم دمج مبادئ التصميم البحري.
أحد غرف المنتجع العائم
وقال شو: "باستخدام هذا النظام، يمكن بسهولة توسيع المشروع، أو استبداله جزئياً، وهو أمر غير ممكن مع أنواع المباني الأخرى".
مسجد "دلمونيا"
روعة المسجد من الداخل
وتضمن المعرض أيضاً مسجد "دلمونيا" من تصميم شركة "Pace" الاستشارية المتعددة التخصصات الذي يقع مقرها في الكويت.
ونشأ تصميم المسجد من مسابقة دولية لتصميم مسجد مميز من أجل جزيرة دلمونيا في البحرين، وفقاً لما قاله كبير المهندسين المعماريين .
مسجد دلمونيا
واستهل المشروع بطريقة أكاديمية جداً، إذ قال المهندس المعماري، ثنيان الثنيان لموقع CNN بالعربية: "تعمقنا أولاً لفهم مختلف العناصر المعمارية التي ميزت المساجد عبر التاريخ، ثم سعينا لفهم الموضوعات الروحية للإسلام مثل الوحدة والتوازن".
وفي النهاية، "أصبح تصميم المسجد تجسيداً لكل واحدة من هذه الموضوعات".
وأشار تيكسيرا إلى أن تصميم المسجد مميز لأنه يُنظم رحلة لأولئك الذين يذهبون إلى الصلاة، من التصميم المُنفتح في بدايته، إلى المنطقة الغائرة، وهي عبارة عن رواق يضم مناطق للوضوء، ثم التنقل بين مناطق مضيئة وأخرى مظللة، وصولاً إلى مرحلة يصبح فيها الشخص مغموراً بصوت الماء أثناء النظر إلى السماء المفتوحة.
صُمم هذا المسجد من أجل جزيرة دلمونيا في البحرين
وعند حديثه عن ردود فعل الأشخاص عند رؤيتهم تصميم المشروع، قال الثنيان إنه رغم تصميم المسجد غير التقليدي، إلا أنهم يتمكنون من تخيل أنفسهم وهم يتجمعون في الفناء الخلفي فيه بعد صلاة الجمعة للتجمع والتحادث، أو قراءة القرآن تحت ظلال شجرة التين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة