فتاة سقارة لا ترتدى ملابس فرعونية.. ما هى الأزياء المصرية القديمة؟

الأربعاء، 02 ديسمبر 2020 02:26 م
فتاة سقارة لا ترتدى ملابس فرعونية.. ما هى الأزياء المصرية القديمة؟ الزى الفرعونى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأزياء الفرعونية فى مصر القديمة كانت من أبرز اهتمامات المرأة والرجل آنذاك، فكان هناك نوعًا من الحفاظ على المظهر العام، فيخترون ملابسهم بعناية فائقة، وخصوصًا المرأة المصرية القديمة  التى اهتمت بجمالها إلى حد كبير، فمصر القديمة هى التى أبدعت الجمال والأخلاق والرقى والسمو فى العالم كله قبل أن يكون أى عالم غير عالم المصريين القدماء، وبعد نشر مجموعة من الصور على وسائل التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية لعارضة أزياء داخل منطقة آثار سقارة، حيث أطلق عليها الرواد فتاة الزى الفرعونى، قائلين : إنها ترتدى ملابس كليوباترا، وهذا غير حقيقى على الإطلاق، فماذا كان الزى أو الأزياء الفرعونية القديمة؟


ملابس النساء والرجال
ملابس النساء والرجال

 

قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، وخبير الآثار المصرية، كانت الأزياء فى مصر القديمة شيئًا فى غاية الأهمية، وكانت ملكات الفراعنة ترتدى ثوبين، واحدًا فوق الآخر، وكن يرتدين فى الجزء الأسفل ثوبًا فضفاضًا طويلاً أو شفافًا. وعلى سبيل المثال كانت الملكة نفرتارى ترتدى ملابس بيضاء طويلة. وكان هناك حزام حول زيها. وكان من فوق ذلك رداء ذو حمالتين أو ذو كمين طويلين أو قصيرين. وأحيانًا كن يلبس فوق الرداء"روبًا"له كم طويل ومفتوح.

وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، كما ظهرت الملكة نفرتيتى، زوجة أخناتون، فى تمثال لها فى متحف اللوفر بفرنسا بشكل مجسم بدرجة كبيرة، وملابسها شفافة للغاية وملامحها الأنثوية ظاهرة بشكل لافت، كما يوجد على التمثال"تكسيرة" بشكل طولى وعرضى، وذلك بسبب دعوة الملك أخناتون الدينية الجديدة التى كانت تقوم على تقديس الإله آتون والديانة الشمسية فى شكل قرص الشمس، وكانت تمنح علامة الحياة، وتصل الحياة إلى الشعب عن طريق الملك، وبسبب التأثر بالديانة الشمسية جعلوا الملابس النسائية تشبه أشعة الشمس على جسم الملكة نفرتيتى وبناتها، والتى كان لديها ست بنات ارتدين مثل هذه الملابس، وحدث هذا فى فترة الملك أخناتون فقط.

الملابس الفرعونية
الملابس الفرعونية

 

أما الرجال فيضيف الدكتور حسين عبد البصير، فكانوا يرتدون ملابس مختلفة عن النساء، عبارة عن نقبة قصيرة، أى فوق الركبة، وكانت أشبه بـ "الشورت" الحديث، وكانوا يصنعونها من الكتان من قطعتين يربطهما حزام جيدًا، وبالنسبة للجزء الأعلى للرجل، فكان عاريا، كانت تلك هى ملابس الرجال سواء من الملوك أو النبلاء، ولكن كان الملك يكتب اسمه الخاص به فى خرطوش فوق ملابسه.

وتابع، أما فى فصل الشتاء، فكان الرجال يرتدون طبقات من الملابس تغطى جسدهم من الأعلى، وكان للكهنة أشياء إضافية من الجلد يضعونها فوق ملابسهم على الكتف، وكانت ملابسهم طويلة، وكانوا يحلقون الشعر حتى لا تكون به أية حشرات، وكان الكهنة المصريون القدماء على درجة عالية من النظافة، وكانوا يستحمون مرتين فى اليوم.


 

وأشار "عبد البصير"، إلى أن سيدات المجتمع كانت يتشبهن بالملكات ويرتدين ملابس ذات "حملات"، وأشياء تشبه الخرز، وملابس تصنع من دوائر صغيرة، وأحيانًا أخرى من السلك، وكان الفراعنة يصنعون ملابسهم بشكل متقدم جدًا، وكانوا يصنعون عقدًا أعلى الكتف بحيث كانوا يربطون بها زى النساء، وفى نفس الوقت كانت السيدة ترتدى شالاً فوقه، وكان من الممكن أن يكون الشال طويلاً، يغطى الجسم أو يغطى الكتف.

وعن الطبقة العامة، فأوضح "عبد البصير"، كانت الطبقة العامة ترتدى ملابس عادية حتى تؤدى مهامها، وكانت طبقة الخادمات فى الحفلات والولائم ترتدى ملابس شفافة تستر العورة فقط، شيء أشبه بالبكينى الآن، وكن يرقصن للنساء، وليس للرجال، وكان رقصهن يتم فى مجتمع نسائى للترفيه عن النساء فقط.

وكانت ملابس المصريين القدماء محتشمة على عكس تماثيل الفترة الرومانية التى تظهر النساء عاريات الصدور والأعضاء الجنسية، وكان الأطفال الفراعنة يصورن عراة، واضعًا الطفل إصبعه فى فمه، بينما كانت البنت تظهر بضفيرة شعر، كدليل على الطفولة.

ويقول "عبد البصير"، كان الملوك والملكات الفراعنة فى المناسبات يتزينون بأفضل الأزياء، ويختلفون من خلال التيجان، إذ كانت لهم أنواع كثيرة جدًا منها، وهناك العديد من الملكات اللواتى كن يتمتعن بجمال وأناقة، وأبرزهن كانت نفرتارى ونفرتيتى وحتشبسوت.

وكانت أغلب ملابس الفراعنة تصنع من الكتان الذى كان يعتبر الأفضل فى مصر القديمة، ولم تكن هناك أنواع أخرى منتشرة مثل القطن الذى دخل فى عهد محمد علي، أو الحرير، أما الصوف فاعتبره القدماء المصريين "نجسًا"، كما استخدموا الكتان فى لفائف التحنيط الخاصة بالمتوفى، واستطاعوا التفنن بشكل عام فى ألوان الملابس مثل صبغها من نبات النيلة ليعطيها اللون الأزرق، وأيضًا كانوا متميزين فى الرسومات على الأزياء والتطريز والنقوش وغيرها، كما كان لديهم خياطون للملابس، وكان البلاط الملكى مليئًا بالكثير من تلك الشخصيات، ونعرف وظائفهم من المقابر، وكان لديهم مصففون للشعر، هذه هى مصر القديمة التى أبدعت الجمال والأخلاق والرقى والسمو فى العالم كله قبل أن يكون أى عالم غير عالم المصريين القدماء.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة